ليست كل الجرائم تنتهي بالقتل فالعنف بحد ذاتهِ جريمة وقد لا تقود هذه الجريمة في النهاية إلى قتل نفس ولكنها اداة قتل فعالة لقتل البراءة واغتيال الطفولة، وقتل روح الأسرة وقيمها الحقيقية إن اغتيال الأسرة، يعني اغتيال المجتمع بأكمله ونصنع اجيالاً متخبطة مهزومة ومهزوزة·· أفلا يوجد هناك طريقة أخرى غير الضرب والعنف والتحبيط للتربية؟ أم أن أنانية الآباء تدفعهم لاستخدام الضرب والعنف كوسيلةٍ سهلة وسريعة النتائج للتربية ؟ أم انها ثقافة ورثوها من آبائهم ويورثونها لأبنائهم من بعدهم ؟ والرجل الذي يضرب الطفل او المرأة (الزوجة ، الأخت ، البنت) ماذا تبقى لديه من معاني الرجولة؟ إن الضرب بكل أشكاله واصنافه المبرح وغير المبرح لا يعتبر الوسيلة الاخيرة للتربية أو العقاب ، بل إنها تصنف ضمن العدوانية واعتداء يستوجب الردع والعقاب حتى وإن كان الجاني رب الأسرة ؟ فقد يؤدي العنف إلى الانحراف والهروب والعقوق·· لذا أتمنى من أولياء الأمور استخدام اسلوب العطف والرعاية وسياسة القلب المفتوح والآذان الصاغية والتسامح والعفو وانتهاج الأساليب السلمية لمعالجة المشاكل الأسرية فهي الأسس الحقيقية للبناء الصحي للأسرة وافرادها· هدى عبدالسلام