الشارقة ــ إبراهيم الملا: في مزاوجة بصرية وسمعية وإيحائية جمعت بين الشعر والموسيقا والتشكيل، استضاف بيت الشعر بالشارقة مساء أمس الأول كلا من التشكيلية الدكتورة نجاة مكي والشاعر حكيم عنكر من المغرب والعازف شادي وهب من سوريا، في أمسية ثقافية نادرة ومميزة، جمعت لفيفاً من الشعراء والنقاد والفنانين، الذين عاشوا لحظة التماهي الفائض بالسحر بين الكلمة واللون واللحن، فمن خلال الناي والعود والألحان الشرقية المعتقة والهائمة بخيالات بعيدة، تجلى العازف شادي وهب من خلال الوقفات التي تلت القراءات الشعرية لحكيم عنكر والشروحات البصرية لنجاة مكي، ما خلق نوعاً من التواصل الشفاف مع الطقس الصوفي الذي كان عصب ونسيج الكتاب المحتفى به في الأمسية، وهو كتاب: ''معراج الدائرة'' الذي جمع بين لوحات نجاة مكي ونصوص حكيم عنكر، وهو الكتاب الذي فاض بالوجد الشعري الذي لامسته الألوان والأشكال الرقيقة والموحية التي ترجمتها اللوحات في الكتاب، ومن هنا فإن خلق توليفة جمالية تجمع بين الطرائق الفنية المختلفة في سياق هذه الأمسية كان شبيهاً بكيمياء من الحواس والتلاقيات الذهنية والعاطفية الذائبة في غنائيات بصرية وأقواس صوتية ومقولات عرفانية، تتمايل مع هبّات الشعر، وتترنح من سكرة الأشواق، ومذاق التفلّت في سماوات الروح·