انهى مجلس الامن الدولي فجر امس بحضور ممثلين من 25 دولة بينهم 14 وزيرا للخارجية مناقشاته الهادفة الى وقف اطلاق النار في قطاع غزة وسط جهود دبلوماسية حثيثة لإقناع اسرائيل بإنهاء هجومها المستمر منذ 11 يوما واسفر عن مقتل 660 فلسطينيا· وبعد الانتهاء من إلقاء الكلمات من قبل المشاركين في الاجتماع ، اعلن رئيس مجلس الامن لهذا الشهر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير رفع الجلسة· وكان المجلس استمع في جلسته الى نداءات ملحة خصوصا من جانب الدول العربية للتحرك من اجل انهاء النزاع في غزة في حين استشف من التحرك الدبلوماسي على الارض امكانية تحقيق اختراق · وطالب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس مجلس الامن بالدعوة الى ''الوقف الفوري والتام للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبتوفير حماية دولية كافية وفعالة لشعبنا كله عبر تشكيل قوة دولية تساعد شعبنا على استعادة أمنه وسلامه· واضاف ''أتوجه إلى مجلسكم الكريم لكي يقدم على الخطوة الأولى والضرورية من أجل إنقاذ شعبنا في غزة ، وهي صدور قرار بالوقف الفوري والتام للعدوان الإسرائيلي ، وإسكات صوت المدافع حتى يتاح المجال أمام ارتفاع صوت الحوار والحل السياسي لهذه الأزمة الكبرى وهذه المحنة الإنسانية المريعة''· وأوضح أن ''ضمانة احترام أي حل نتوصل إليه يتمثل في توفير حماية دولية كافية وفعالة لشعبنا كله ، وذلك عبر تشكيل قوة دولية تساعد شعبنا على استعادة أمنه وسلامه وتضمن المساهمة في إنهاء الحصار الظالم الذي فرض على قطاع غزة لزمن طويل ، وتعيننا على فتح المعابر كلها وفق الاتفاقيات الدولية وخاصة المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل ومعبر رفح مع جمهورية مصر العربية ، وتكفل أيضا تثبيت وقف شامل ودائم ومتبادل لاطلاق النار''· وقدمت ليبيا وهي العضو العربي في مجلس الامن ، مشروع قرار يدعو خصوصا الى ''وقف فوري ودائم لاطلاق النار في قطاع غزة'' والى ''وقف جميع النشاطات العسكرية واعمال العنف بما في ذلك العمليات العسكرية الاسرائيلية واطلاق الصواريخ''· واعرب وزير خارجية ليبيا عبد الرحمن شلقم عن امله في التصويت على مشروع القرار لاحقا· وقد طغى على اجتماع مجلس الامن الاعلان عن اختراق في الوساطة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال جولة قام بها في الشرق الاوسط واعلن في ختامها الرئيس المصري حسني مبارك الليلة قبل الماضية مبادرة تدعو ''الاسرائيليين والفلسطينيين الى اجتماع عاجل'' لبحث اتفاق وضمانات تتعلق بقطاع غزة· و''قبول وقف اطلاق نار فوري لفترة محددة'' لنقل المساعدات الانسانية الى اهالي قطاع غزة واتاحة الفرصة لمصر للتحرك من اجل وقف نهائي لاطلاق النار · وبعد قليل على هذه الدعوة ، اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان اسرائيل مستعدة لفتح ممر انساني في قطاع غزة· وقال الرئيس الفرنسي انه لا يحبذ التسرع في اصدار قرار من مجلس الامن الدولي بشأن العدوان على غزة· واكد ساركوزي الذي غادر شرم الشيخ الى باريس بعد اجتماعه مع مبارك ان ''فرنسا كرئيس لمجلس الامن الدولي تطلب الا نتسرع في الحصول على قرار (من مجلس الامن) يعقد الامور طالما ان مناقشات تجري بين الاطراف المعنية''· واوضح دبلوماسي غربي في الامم المتحدة ان فرنسا تعمل منذ الاثنين مع الدول العربية لصوغ مشروع قرار يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار ، وخصوصا انهاء الهجوم العسكري الاسرائيلي ووقف اطلاق الصواريخ من جانب حماس على جنوب اسرائيل · وافاد دبلوماسيون ان المشروع سيطالب بالمسارعة الى رفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة لتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى المدنيين الفلسطينيين وحمايتهم واعادة احياء عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين