هكذا تمضي القيادة باتجاه العالم، وهكذا ترسم طرق السلام عبر جسور التعاون مع كل شعوب العالم المحبة للسلام.
تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال زيارته لجمهورية الهند، تضع سفن السفر عند مرافئ الحقيقة، وتمضي بسياسة الإمارات إلى واقع عالمي، أصبحت الحاجة فيه إلى وضوح في الرؤية، وصرامة في تحقيق الأهداف السامية، أمراً مُلحاً، ولا مجال فيه للتسويف والإسفاف، وما تقوله الإمارات اليوم تفعله، وما تصرح به أصبح مرسوماً على جبين العلاقات مع الدول، فالحديث عن علاقة الإمارات بالهند هو حديث الواقع، والأمور المحورية، حيث الهند تمثل اليوم دولة ناهضة، تنطلق من علاقات تاريخية ضاربة الجذور في الضمير الإنساني بين الشعبين الإماراتي والهندي، الأمر الذي يستدعي التأكيد على هذه العلاقة، وترسيخها وتجذيرها وتعميقها، والسير على أثر التاريخ، فالتاريخ كتاب نكتب نحن البشر سطوره، ونضع الكلمات زاهية بين طيات صفحاته، ونحن الذين نملأه بالحبر، كي تستمر الكلمات طيعة في رسم الصورة المثالية لعلاقات تفيض بالحب، والصدق والوفاء، والانتماء إلى حقائق، لا تمحوها مياه المحيط الهندي.
تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تضع الأمور في نصابها، وقد عملت دبلوماسية الإمارات دوماً على ترسيخ هذه التصريحات، والسير على هداها، وتأكيد أهميتها، كون الإمارات اليوم أصبحت في المحيط العالمي بوصلة السلام، ومهد الحب والوئام، ومنزل الأفكار النيرة التي يهتدي بها كل من يسير على ركب العلاقات السوية ومن غير سوء، أو أغراض أنانية، أو نوايا مبيتة.
(الإمارات تدعم بناء جسور التعاون للإسهام في تحقيق التنمية والازدهار).. كلمات أدلى بها سموه، وهي تقع من الوجدان موقع نث السحابات على أغصان الشجر، وتجعل الفكرة روضة من رياض الحقول المترعة بالأخضر اليانع.
هكذا هي الإمارات، تمضي حقباً باتجاه العالم، حاملة قيم ومبادئ الباني المؤسس، بقلب مؤمن بأن ما جاشت به مشاعر المغفور له، هو الكتاب المحفوظ في ضمير الإنسان الإماراتي، قيادة وشعباً، لأنها المبادئ التي جاءت بها الديانات السماوية، وفاه بها الرسل والأنبياء. وكلمات صاحب السمو رئيس الدولة، تنمي في أرواحنا أعشاب الحياة، وتلون نفوسنا بحب العلاقة السوية مع الآخر، مبنية على ثوابت لا تزلّ، ولا تنحرف عن الأسس المتينة التي وضعتها القيادة، إحياء لتاريخ بدأ مع نشوء هذه الدولة، وما حملته مشاعر أهلها من نوابغ أولئك الأُول الذين صنعوا مجد الصحراء، وأرووا بعرقهم تراب الأرض، ومدوا النخلة بأجمل الأحلام، وصنعوا من سعف النخيل وجريده، سفن السفر والمغاصات العميقة.
نحن اليوم نجني ثمار ما اكتسبناه من الرعيل الأول، وعلى نهج القيادة الرشيدة تمضي القافلة، وتحقق الإنجازات العظيمة، بثقة وثبات وقوة.