الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عيسى الهاشمي مدير قسم مكتب الأمن الغذائي لـ«الاتحاد»: 5 مشاريع لتنمية استزراع الأحياء المائية

عيسى الهاشمي مدير قسم مكتب الأمن الغذائي لـ«الاتحاد»: 5 مشاريع لتنمية استزراع الأحياء المائية
30 يونيو 2020 01:58

سعيد الصوافي (أبوظبي) 

كشف مكتب الأمن الغذائي في وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، عن خمسة مشاريع جديدة لتنمية قطاع استزراع الأحياء المائية بالدولة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، وذلك لزيادة الإنتاج المحلي من الغذاء، وتعزيز الموارد البحرية والحفاظ على استدامتها، فضلاً عن العوائد الاقتصادية لتلك المشاريع.
وقال عيسى الهاشمي، مدير قسم بمكتب الأمن الغذائي في الوزارة، لـ«الاتحاد»: إن تلك المشاريع توفر فرصاً واعدة لزيادة الإنتاج، وتوفير الغذاء الصحي والآمن والمستدام والممكن بالتكنولوجيا، وتحسين سلالة الأسماك المنتجة ضمن قطاع استزراع الأحياء المائية.
وذكر أن المشاريع الخمسة تتضمن تطوير مواصفات الأغذية البحرية، وقاعدة بيانات استهلاك الأسماك والأطعمة البحرية في الدولة، ومشروع الهندسة القيمية لأنظمة استزراع الأسماك المغلقة، بالإضافة إلى مشروع تطوير إطار ضمان الأمن الحيوي لمزارع الأسماك، واستزراع الأحياء المائية في المناطق البحرية، والتي تهدف في مجملها تعزيز الأمن الغذائي وخلق المزيد من الفرص لزيادة الإنتاج المحلي.

المأكولات البحرية
وأوضح الهاشمي أن مشروع تطوير مواصفات الأغذية البحرية، يهدف إلى تحديد الخصائص الفيزيائية التغذوية من خلال تجربة التذوق للمستهلكين في الدولة (Seafood Testing and Tasting project)، حيث سيتم تحديد مجموعة من أصناف المأكولات البحرية من الأصناف المحلية، وطهيها بمختلف الطرق، وبأشكال ومحتويات تغذوية مختلفة، وأخذ التغذية الراجعة من مجموعة من المستهلكين، بهدف تحديد الخصائص الفيزيائية، التغذوية المرغوبة، ومنها نسبة البروتين، الحجم، الرائحة، نوع الطهي، بحيث تعتبر هذه المدخلات الأهم لمشروع تحسين سلالة الأسماك المنتجة ضمن قطاع استزراع الأحياء المائية، ويتبعها دراسة لجينات أمهات الأسماك.

قاعدة بيانات الأسماك
وأشار إلى أن مشروع تطوير قاعدة بيانات استهلاك الأسماك والأطعمة البحرية بالدولة، عبارة عن قاعدة بيانات متوائمة مع متطلبات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، توفر بيانات المصيد، الاستيراد، الاستهلاك لمختلف أنواع الأسماك. وأن مشروع الهندسة القيمية لأنظمة استزراع الأسماك المغلقة، يهدف إلى دراسة جوانب وعناصر والتقنيات والتكنولوجيا الحديثة لأنظمة الاستزراع المغلقة، بهدف تقييم كفاءتها، ومدى مساهمتها في رفع تنافسية هذا النظام في الدولة، وستوفر الدراسة تقييماً شاملاً للنواحي المالية لكل عنصر يتم تقييمه، مع التوصية بكيفية الاستخدام والتطبيق، لضمان الفعالية.
وتطرق إلى مشروع تطوير إطار ضمان الأمن الحيوي لمزارع الأسماك، وهي عبارة عن مجموعة من التوصيات والإرشادات لضمان الأمن الحيوي في وبين المزارع، بهدف تقليل مخاطر تفشي الأمراض وانتقالها، ما يؤدي إلى نفوق الأسماك وخسائر مالية، سيساهم الدليل في توفير الضوابط الآمنة لتشغيل أحواض الأسماك من المزارع، والتي تعتبر فرصة للمزارعين لإنتاج الأسماك وتنويع منتجاتهم. هذا، بالإضافة إلى مشروع استزراع الأحياء المائية في المناطق البحرية (offshore aquaculture)، وسيتم من خلاله تقييم الأنظمة المتاحة لزراعة الأسماك في أقفاص بحرية، وذلك بهدف تحديد أهم المناطق المتاحة، وتقييم التكنولوجيا المتاحة، وأهم السياسات الحكومية الواجب توفيرها لرفع تنافسية القطاع.
وتمتلك دولة الإمارات الممكنات التي تؤهلها لتكون مركزاً إقليمياً لاستزراع الأحياء المائية الممكن بالتكنولوجيا الحديثة، من خلال العديد من المراكز الرائدة العاملة في هذا المجال، وعلى رأسها مركز الشيخ خليفة للأبحاث البحرية، كما توفر الدولة كافة الإمكانات والسبل للاستثمار في هذا القطاع وازدهاره، بالشراكة مع مختلف الجهات المحلية والعالمية ذات الصلة.
وتأتي مفاقس الأسماك، كإحدى ركائز هذا القطاع المهم، حيث تتوافر في الدولة المفاقس في المزارع السمكية، والمفاقس المتخصصة الضخمة التي تنتج نحو 35 مليون أصبعية، ويأتي على رأس ذلك، مفقس مركز الشيخ خليفة للأبحاث البحرية في أم القيوين.
مزارع الأسماك
وتسهم مزارع الأسماك العاملة في الدولة بنسبة كبيرة من إنتاج الأسماك، مثل مزرعة الجرف لتجارة الأسماك المحدودة التي تنتج 1000 طن من الأسماك والروبيان، ومزرعة فيش فارم المحدودة التي تبلغ قدراتها الإنتاجية 3000 طن سنوياً من الأسماك، ومزارع الإمارات للأسماك التي تنتج 120 طناً من الأسماك، وتمتلك أيضاً مفقساً ينتج مليونين من أصبعيات الأسماك سنوياً.
ويعـد «اسـتزراع الأحيـاء المائيـة» مـن أهـم القطاعـات التـي تسـاهم في تلبيـة الطلـب المتزايـد عــلى الغــذاء، نتيجــة النمــو الســكاني والمتوقــع أن يصــل إلى نحــو 10.9 مليــار نســمة بنهايــة القـرن الحـالي. ويعتبـر هـذا القطـاع الـذي يشـمل تربيـة مختلـف الأحيـاء والنباتـات مـن مختلـف البيئــات المائيــة، مســؤولاً عــن إنتــاج أكثــر مــن 52% مــن اســتهلاك العــالم مــن الأسـمـاك، ويعـد مـن أسرع قطاعـات إنتـاج الغـذاء نمـواً في العـالم.
ويمكــن لقطــاع «اســتزراع الأحيــاء المائيــة» إنتــاج أنــواع عديــدة مــن الأغذيــة، تشــمل «أسمــاك الميــاه العذبــة»، و«أسمــاك الميــاه المالحــة»، و«القشريــات»، و«الرخويــات»، و«الأعشــاب البحريــة». ولا يقتــصر القطــاع عــلى إنتــاج المــواد القابلــة للاســتهلاك الغــذائي فقــط، بــل تصنــع منتجـات مهمــة مثــل «الوقـود الحيـوي» مــن النباتــات المائيـة، وتسـهم هــذه العمليـة في إيجــاد طــرق جديــدة لخلــق التــآزر الإنتاجــي.
ويعتبر اســتزراع الأحيــاء المائيــة - عــادة - أقــل حاجــة لمســاحات شاســعة مــن الأراضي، وذا بصمــة بيئيــة محــدودة، مقارنــة بالزراعــة التقليديــة، إذ يمكــن مــن خــلال أحــواض صغــرة، إنتــاج بعــض أنــواع الأسمـاك، والتـي تتطلـب مسـاحات أصغـر بكثيـر مـن المسـاحة اللازمـة لإنتـاج نفـس الكميـة مــن بروتـيـن الماشــية، كــما أن معامــل التحويــل الغــذائي للأسـمـاك يعتبــر أكثــر كفــاءة مــن الماشــية أو الدجــاج، وبالتــالي، فــإن عمليــة الإنتــاج في هــذا القطــاع، هــي أيضــاً أكثــر فاعليــة وكفــاءة مــن حيــث التكلفــة، والمحافظــة علــى المــوارد الطبيعيــة.
ومــع اســتمرار النمــو المتســارع للقطــاع والتقــدم التكنولوجــي، فــإن هــذا القطــاع يملــك القــدرة علــى توفـيـر العديــد مــن فــرص العمــل، التــي تتنــوع خصائصهــا مــن البحــث والتطويــر، إلى الصيانــة الأساســية للأحــواض، وغيرهــا مــن المرافــق، وبالتــالي دعــم النمــو الاقتصــادي الوطنــي. 

جـودة الأغذيــة
لا يشكل اسـتزراع الأحيـاء المائيـة مصـدراً مسـتداماً للغـذاء فحسـب، بـل إن جـودة الأغذيــة التــي يتــم إنتاجها عاليــة، ولهــا تأثـيـرات إيجابيــة عـلـى صحــة الأفــراد، لــذا فهــي تصنــف ضمــن خانــة الأغذيــة الصحيــة، وتعتـبـر المأكــولات البحريــة مصــدراً جيــداً للبروتــين، وهــي تحتــوي علـى نسـبة أقـل مـن الدهـون، مقارنـة مـع مصـادر البروتـين الحيـواني الأخـرى، وعمومـاً، تتميـز المأكــولات البحريــة بمحتواهــا المنخفــض مــن الكوليســترول، وغناهــا بالفيتامينــات والمعــادن الأساســية، بمــا في ذلــك اليــود والزنــك والبوتاســيوم وفيتامــين ب، كمــا أنهــا تحتــوي عـلـى مســتويات عاليــة مــن الأحـمـاض الدهنيــة، أوميجــا 3، والتــي لهــا خصائــص مهمــة مضــادة للالتهابــات، وتلعــب دوراً أساسياً في تحســن صحــة الدمــاغ.

  • جانب من إحدى مزارع الأسماك ( من المصدر)

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©