الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محللون غربيون: معاهدة السلام مؤشر لـ«شرق أوسط» أكثر استقراراً

محللون غربيون: معاهدة السلام مؤشر لـ«شرق أوسط» أكثر استقراراً
19 أغسطس 2020 01:26

دينا محمود (لندن)

أكد محللون غربيون أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل تؤذن بتغير كامل لصورة الوضع السياسي في منطقة الشرق الأوسط، وتمثل مؤشراً على أن الدول العربية باتت أكثر قدرة على الإمساك بزمام سياستها الخارجية، على نحو يجعل بوسعها تحقيق مصالح شعوبها من جهة، وإرساء السلام والاستقرار على الساحة الإقليمية من جهة أخرى.
وأشار المحللون إلى أن المعاهدة، التي أُعْلِنَ عنها نهاية الأسبوع الماضي، تصب في مصلحة دعم الحق الفلسطيني، إذ تفتح قناة اتصال جديدة بين الدول العربية وإسرائيل، وهو ما يُسهّل التعبير عن مطالب الفلسطينيين ومظالمهم، ويفتح الباب أمام استئناف العملية السلمية بين طرفيْ الصراع، في أقرب وقت، خصوصاً بعد وقف تطبيق خطط الضم التي كانت تهدد بتقويض آفاق حل الدولتين.
وحتى الإعلان عن التوصل إلى المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، كان التواصل الرسمي المنتظم بين العرب وإسرائيل، يقتصر على مصر والأردن، حيث وقعتا بالفعل على اتفاقي سلام مع الجانب الإسرائيلي قبل أكثر من 26 عاماً، وهو ما كان يقلص، وفقاً لمراقبين، أوراق الضغط العربية، التي يمكن استخدامها في وقت الضرورة.
وفي تصريحات لصحيفة «جلوبال تايمز»، شدد المحللون الغربيون على أن التحرك الإماراتي الأخير باتجاه السلام، يعزز مكانة الدول العربية ككل، بعد أن هددت التطورات التي شهدها الشرق الأوسط على مدى العقديْن الماضييْن، خصوصاً في أعقاب ما يُعرف بـ«الربيع العربي»، بتقلص دور هذه البُلدان، لصالح «ميليشيات وجماعات مسلحة» تعمل في كثير من الأحيان، بالنيابة عن قوى غير عربية، تحاول فرض هيمنتها على المنطقة.
وأشار المحللون إلى أن المناخ العام السائد، يُبشر بأن المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية لن تكون الوحيدة من نوعها، وأنها ستمثل على الأرجح بداية لتحركات مكثفة على الصعيد نفسه، لاسيما بعدما أكد هذا التحرك، أن القوى الرئيسة في العالم العربي، باتت قادرة على العمل على إنجاز رؤاها وتجسيد مصالحها بأنفسها، ودون إملاءات من أي طرف خارج المنطقة.
وشدد المحللون الغربيون في تصريحاتهم على أن ردود الفعل الإيجابية المتواصلة على هذه المعاهدة، وخصوصاً على الصعيد الشعبي، تؤكد أن الشعوب العربية أصبحت أكثر وعياً وقدرة على اختيار المسارات الكفيلة بتلبية طموحاتها، بعيداً عن أدوات سياسية عفا عليها الزمن، ولم يؤد اللجوء إليها طيلة العقود الماضية، إلى تحقيق أي مكاسب.
وأبرزت «جلوبال تايمز» في تقريرها الإخباري، الإيجابيات المختلفة التي ستنجم عن التعاون بين الإمارات وإسرائيل، تحديداً على الصعيدين العلمي والبحثي، مُشيرة في هذا الصدد إلى الدراسات المشتركة المتعلقة بفيروس كورونا المستجد المُسبب لمرض (كوفيد-19)، وهي الأبحاث التي ستفيد نتائجها البشرية جمعاء، لا شعوب الشرق الأوسط وحدها. وانطلقت بالفعل أولى المشاريع المشتركة في هذا المجال، مع الإعلان قبل أيام عن توقيع اتفاق تجاري، بين شركة أبيكس الوطنية الإماراتية للاستثمار ومجموعة تيرا الإسرائيلية، لإجراء أبحاث بشأن كورونا، وحول إمكانية تطوير أجهزة فحص، تجعل عملية الكشف عن وجود الفيروس، أكثر سرعة وسهولة، ومتوفرة لعدد أكبر من الأشخاص.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©