الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدير عام «دبي الصناعية» لــ «الاتحاد»: «إكسبو».. معرفة الحاضر والاستعداد للمستقبل

مدير عام «دبي الصناعية» لــ «الاتحاد»: «إكسبو».. معرفة الحاضر والاستعداد للمستقبل
23 أكتوبر 2021 00:12

حسام عبدالنبي (دبي)

أكد سعود أبو الشوارب، مدير عام مدينة دبي الصناعية، أن «إكسبو 2020 دبي» يشكل منصة مثالية لتحفيز الحوار المشترك بين صانعي السياسات الرئيسيين والمصنعين والمبتكرين، ما يمكن من فهم تطورات المشهد الحالي بالمرحلة وتحديد الأهداف للمراحل المقبلة. 
وقال في حوار خاص مع «الاتحاد»: إن أهمية إقامة الفعاليات المصاحبة للحدث العالمي تتمثل في الاستفادة من قدرة الحدث على استقطاب المشاركات والزيارات من حول العالم، بما يوفر فرصاً أكبر للتواصل وتعريف العالم بنماذج العمل الناجحة التي تمتلكها دولة الإمارات، وما تسعى لتحقيقه وفقاً لخططها وتوجهاتها المرصودة للمستقبل، مشيراً إلى أهمية الاستفادة من هذا الجمع العالمي في تعزيز أواصر التعاون وخاصة على المستويات الاقتصادية.

مستهدفات مستقبل الغذاء
عن مشاركة مدينة دبي الصناعية في النسخة الجديدة من «منتدى مستقبل الغذاء» الذي ينظم ضمن «إكسبو 2020 دبي» أفاد أبو الشوارب، بأن مدينة دبي الصناعية تعد محركاً أساسياً لقطاع الصناعة في دولة الإمارات، وتأتي مشاركتها في ظل التزامها بتوفير الدعم اللازم والإسهام في تحقيق المستهدفات الوطنية للقطاعات المختلفة، نظراً لكونها إحدى أكبر مراكز التصنيع والخدمات اللوجستية في المنطقة.
وقال:«حرصنا على متابعة مستجدات الأمن الغذائي الذي يشكل أولوية وطنية من خلال الوقوف على أبرز التحديات وتسليط الضوء على أفضل الحلول لضمان استدامة القطاع ونمو الأعمال المرتبطة به، وتعزيز مساعي وجهود الحكومة بالوصول إلى اقتصاد متنوع ومستدام، مبيناً أن المشاركة في «منتدى مستقبل الغذاء» تستهدف تعزيز المحادثات ومشاركة الرؤى المستقبلية للقطاع، وتسليط الضوء على المساعي الرامية إلى تحفيز الاستثمار بهذا المجال من خلال ما يسهم في الاقتصاد القائم على الابتكار والمعرفة، والإسهام في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051.

  • سعود أبو الشوارب
    سعود أبو الشوارب

التكنولوجيا والقطاع الصناعي
ووفقاً لمدير عام مدينة دبي الصناعية، فإن التقدم التكنولوجي، مكن دولة الإمارات من أن تتصدر اليوم دول المنطقة من خلال التنافسية الرقمية وتصنف ضمن أفضل 10 دول في العالم.
وقال: إن «دبي الصناعية» تمكنت من تحقيق المزيد من محطات النجاح بالتعاون مع العلامات التي تتخذ من المدينة مقراً لها، وجاءت تطبيقات التكنولوجيا الذكية أساسية في عمليات الارتقاء بواقع المدينة، منبهاً أنه لهذا الغرض ندعم شركاءنا على تبني أفضل وأحدث حلول التكنولوجيا التي تلبي تطلعات المصنعين والموزّعين إلى اعتماد أساليب إنتاج أغذية تعتمد على التكنولوجيا تشمل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وإدارة البيانات، وتوظيف تقنيات مثل إنترنت الأشياء في المجال الصناعي، والمركبات المستقلة في المستودعات، والروبوتات لرفع الأحمال الثقيلة.
ورصد أبو الشوارب، عدداً من النتائج الإيجابية للاستثمار في تبني تقنيات المستقبل، وأهمها انضمام شركة التكنولوجيا الزراعية «سوكوفو» في يوليو الماضي لبناء مزرعة عمودية داخلية حديثة للزراعة المائية ستزرع منتجات طازجة خالية من مبيدات الآفات، وأيضاً افتتاح منشأة «أسماك» باستثمارات بلغت 200 مليون درهم لمعالجة وتخزين وتوزيع ربع المأكولات البحرية المستهلكة في دولة الإمارات، وتضم أحدث التقنيات للتخزين البارد والألواح الشمسية، مشيراً إلى أن شركة «يونيليفر» العالمية تدير مصنعاً لمنتجات العناية الشخصية والجمال المنزلي، أطلق عليه «منارة الثورة الصناعية المتقدمة» من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2020.

تعزيز ملف الأمن الغذائي
ورداً على سؤال عن إسهامات مدينة دبي الصناعة في تعزيز ملف الأمن الغذائي بدولة الإمارات، أجاب أبو الشوارب، إن «دبي الصناعية» تلتزم بدعم شركات الصناعات الغذائية لتوسيع عملياتها ضمن بيئة أعمال عالية الكفاءة وداعمة للنمو.
وقال: إن الاستثمارات في هذا القطاع تمثل قلب استراتيجية الأمن الغذائي القائمة على الابتكار، من خلال المساهمة في توفير إمدادات مستقرة من المواد الغذائية الآمنة لأنحاء المنطقة والتصدير للعديد من دول العالم، موضحاً أنه بفضل الموقع الاستراتيجي لـ«دبي الصناعية» بالقرب من ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي، المدعوم ببنية تحتية من الطراز العالمي، فإنها تتيح إمكانية الوصول المباشر إلى الطرق السريعة الرئيسية التي تربط دولة الإمارات بالمنطقة، وفضلاً عن ذلك تكتسب مدينة دبي الصناعية زخماً كبيراً بوصفها منطقة أعمال حيوية، كما توفر بيئة أعمال مرنة تتيح للشركات الوصول إلى ثلث سكان العالم في غضون ثماني ساعات، ما يعزز من قدرة المدينة على استقطاب الأعمال والمستثمرين من دول العالم، ويجعل من دبي وجهة عالمية ومركزاً مجزياً للأغذية والمشروبات. 
وأشار أبو الشوارب، إلى أن مدينة دبي الصناعية تغطي أكثر من 550 مليون قدم مربعة وصُممت حول مخطط رئيسي عالمي المستوى يقسم منطقة الأعمال الضخمة إلى مناطق استراتيجية يركز كل منها على قطاع معين، لافتاً إلى أن منطقة قطاع الأغذية والمشروبات خصصت لها مساحة إجمالية قدرها 23.5 مليون قدم مربعة وتضم أكثر من 67 شركة لتصنيع الأغذية والمشروبات، منها شركة «بركات» و«باتشي» و«تمور البركة»، هذا بالإضافة إلى 17 مصنعاً لإنتاج المواد الغذائية قيد الإنشاء، منها مصانع لشركة «الأميرة للصناعات الغذائية» التي أعلن عنها مؤخراً باستثمارات تبلغ 100 مليون درهم على مدى السنوات الخمس المقبلة، كما تعتزم تمور البركة توسيع المصنع ليصبح أكبر مصنع للتمور في العالم وأكبر معالج فردي لمكونات التمور.
ويرى أبو الشوارب، أنه بوجود أكثر من 750 شريكاً تجارياً تحولت مدينة دبي الصناعية إلى مركز تصنيع وخدمات لوجستية تشكل محركاً استراتيجياً وعاملاً لتمكين العديد من المبادرات الحكومية، بما فيها استراتيجية دبي الصناعية 2030، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، منبهاً أنه ضمن مساعي المدينة المتواصلة لإعادة تقييم سلسلة التوريد واستراتيجيات الأمن الغذائي، والعمل على توسيع محفظة دبي من مصادر إنتاج الغذاء، تتعاون المدينة مع مصرف الإمارات للتنمية الذي رصد محفظة مالية بقيمة 30 مليار درهم، على مدار خمس سنوات، مخصصة لدعم قطاعات صناعية عدة، والإسهام في تمويل ودعم أكثر من 13500 شركة صغيرة ومتوسطة وكبيرة، وخلق 25 ألف وظيفة.

بيئة تنافسية مدعومة بالابتكار
وذكر أبو الشوارب، أن «مدينة دبي الصناعية» بوصفها أكبر مركز للتصنيع والخدمات اللوجستية في المنطقة، ورافداً أساسياً في تحقيق أهداف استراتيجية دبي الصناعية 2030، تواصل التزامها بإرساء أسس بيئة تنافسية تدعم الأمن الغذائي المدفوع بالابتكار.
وقال إنه ضمن هذا السياق استثمرنا في تطوير البنية التحتية ومشاريع الخدمات المساندة في المدينة، بما يضمن تعزيز الاستثمارات المباشرة من شركاء الأعمال لتأسيس مصانع ومنشآت عالية الجودة، وهو ما يؤكد استفادة العملاء ورغبتهم في التوسع بأعمالهم ضمن نطاق المدينة، بما يرتقي بالقطاع الصناعي في دبي.
وأوضح أن البيانات الصادرة عن مكتب الدولة للأمن الغذائي التابع لحكومة الإمارات، تشير إلى توقعات بارتفاع عدد سكان دولة الإمارات إلى 11.5 مليون بحلول عام 2025، ما سيؤدي إلى زيادة في استهلاك الأغذية بنسبة 12% سنوياً، ومن هنا يأتي حرص «دبي الصناعية» على توفير الخدمات التي يحتاجها قطاع الأغذية والمشروبات لتلبية هذه الزيادة في الاستهلاك، لافتاً إلى أن بيئة الأعمال في مدينة دبي الصناعية تعد بيئة متكاملة، إذ لا تشمل إصدار التراخيص وتقديم الخدمات الإدارية والخدمات الداعمة فقط، بل توفر سلسلة متكاملة من الخدمات المترابطة للعملاء تدعم توفر المواهب المتخصصة والعمال المتخصصين، كما تضم عدداً كبيراً من مزودي الخدمات المساندة ذات الصلة بصناعة الأغذية والمشروبات مثل التعليب والتغليف والنقل وغيرها.

جهود اجتياز الجائحة
وخلال حديثة لـ«الاتحاد» أكد سعود أبو الشوارب، أن مدينة دبي الصناعية لعبت دوراً مهماً في تحديات جائحة «كوفيد -19» التي أثرت على مختلف دول العالم، حيث كانت أحد أبرز العوامل الداعمة لنجاح الجهود الوطنية في دبي والإمارات بتوفير مواد الغذاء بشكل مستمر.
وقال: إن تأثيرات جائحة كورونا أثبتت صواب وأهمية الخطط والاستراتيجيات الاستباقية التي أطلقتها دولة الإمارات، ورأينا كيف كثفت العديد من الحكومات حول العالم مبادرات الأمن الغذائي ودفع المشغلين إلى تبني قنوات جديدة للتوصيل بغرض تلبية احتياجات المستهلكين وسط تقييد الحركة، مشيراً إلى أن مدينة دبي الصناعية سخرت جميع الإمكانات لإنجاح عمليات الإمداد الغذائي والطبي على حد سواء، وعلى المستوى التنظيمي تم إطلاق سلسلة مبادرات لدعم الشركات والمصانع العاملة وضمان استمرارية عملها على مدار الساعة، وفيما يتعلق بسد الفجوة بين الطلب والمعروض، اتخذت عدة مصانع للأغذية خطوات متسارعة نحو توسيع إنتاجها بهدف تلبية الطلب المتنامي وخاصة خلال فترة البرنامج الوطني للتعقيم.
وشدد أبو الشوارب، على أن الجائحة أبرزت أهمية المنتج الوطني الذي يحمل علامة «صنع في الإمارات» والذي عزز من انتشاره في الأسواق الخليجية والعالمية خلال مرحلة الجائحة، وسجل ارتفاعاً متزايداً في الطلب، معتبراً أن ذلك الأمر يعكس الثقة الواسعة التي تتمتع بها المنتجات المحلية، بفضل آليات الإنتاج المواكبة لتطورات التكنولوجيا والمبنية وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.
وذكر أنه انطلاقاً من المسؤولية المجتمعية لـ «دبي الصناعية»،  يتم التنسيق مع المنظمات الدولية كمنظمة اليونيسف والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والتي تتخذ من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية مقراً لها من أجل دعم إنجاح الجهود الإنسانية وإيصال رسالة العطاء والتسامح من دولة الإمارات للعالم، منوهاً أنه تم تخصيص مرافق استراتيجية ومساحات تخزين إضافية لمصلحة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، وتستخدم المرافق الموجودة ضمن إحدى أكبر المراكز الصناعية واللوجستية في المنطقة بتخزين الإمدادات الطبية للطوارئ في إطار الجهود العالمية لمكافحة الفيروس، كما استخدمت المرافق الإضافية التي قدمتها مدينة دبي الصناعية، في تخزين الإمدادات الطبية للطوارئ في إطار الجهود العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©