الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رأي وتحليل: التبني المبكّر للهيدروجين الأخضر ريادة إماراتية

رأي وتحليل: التبني المبكّر للهيدروجين الأخضر ريادة إماراتية
22 مايو 2021 02:03

د. نوال الحوسني

مع اجتماع قيادات العالم في قمة الأمم المتحدة للمناخ «كوب 26» التي تقام في جلاسكو الاسكتلندية لاحقاً هذا العام، يتوقع الخبراء والمختصون أن يكون الهيدروجين في المقدمة ضمن أجندة أعمال القمة العالمية، وذلك لأسباب وجيهة جداً.
ففي ظل تعهد المزيد من دول العالم بالوصول بالانبعاثات الكربونية إلى معدل صفري بحلول عام 2050، يشكل الهيدروجين الأخضر عاملاً حيوياً في تحقيق هذا التوجه.
كما حل الهيدروجين في مقدمة الموضوعات المطروحة على أجندة إطار العمل التعاوني للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» بشأن العوامل الجيوسياسية لتحول الطاقة عالمياً، والذي تنظمه كلٌّ من دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا. 
لكن كلما زاد الاهتمام بموضوع الهيدروجين، كانت الآمال والتوقعات أكبر، ولذلك بدأ السباق نحو الهيدروجين الأخضر على مختلف مستويات البنى التحتية والإنتاج بين الدول، وكان لدولة الإمارات خطوات ريادية مبكرة فيه.
وبموازاة ذلك، بدأت الشركات حول العالم بالفعل برصد استثمارات ضخمة للبحث والتطوير في الهيدروجين الأخضر الذي يرى البعض أنه سيكون «مصدر الطاقة النظيفة الأمثل» في المستقبل القريب. 
ففي الوقت الحاضر، يكلف إنتاج الهيدروجين الأخضر ثلاثة أضعاف تكلفة إنتاج الغاز الطبيعي، وإنتاجه أكثر تكلفة من الهيدروجين الرمادي بطبيعة الحال بسبب عملية التحليل الكهربائي المطلوبة لتصنيعه.
لكن وبحسب تقرير صدر حديثاً عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» يمكن للهيدروجين الذي يتم إنتاجه بالكهرباء المولدة من مصادر متجددة أن ينافس مصادر الطاقة التقليدية من حيث تكلفة الإنتاج من عام 2030 فصاعداً.
وهو ما ينسبه التقرير إلى الانخفاض المستمر لمجموعة من التكاليف مثل إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى تحسين الأداء التشغيلي والإنتاجي بشكل عام، بالإضافة إلى التوسع في إنتاج أجهزة التحليل الكهربائي الذي سينعكس إيجاباً مع الوقت على خفض تكاليفها بنسبة 40% على المدى القصير، وحتى 80% على المدى البعيد.
هذا التحليل مشجع، خاصة بالنسبة لنا في دولة الإمارات، حيث يمكن للدولة أن تكون رائدة في مجال استخدام الهيدروجين مستقبلاً، نظراً لمكتسباتها المتينة، بما في ذلك وفرة الموارد الطبيعية، والمهارات التكنولوجية المتقدمة، ومعدلات النمو الاقتصادي. 
وفي مطلع هذا العام، أسست كلٌّ من شركة مبادلة للاستثمار، وأدنوك، وشركة ADQ القابضة «تحالف أبوظبي للهيدروجين»، الذي يشكل عنواناً عريضاً لتوجهات دولة الإمارات نحو الاستثمار النوعي في هذا النوع من الوقود. 
إن الاستثمار في الهيدروجين الأخضر اليوم يضع دولة الإمارات في موقع قوي لتنويع سلسلة إنتاج الطاقة وقدراتها الصناعية، إلى جانب تحقيق الأهداف التي وضعتها قيادة الدولة في استراتيجية الطاقة لعام 2050.
وبتبني دولة الإمارات المبكّر للهيدروجين الأخضر، والبنية التحتية التكنولوجية المتقدمة التي تشكل عامل النجاح لهذه المنظومة المتطورة، فهي على المسار الصحيح للاستفادة من العوائد الاقتصادية للهيدروجين ولعب دور قيادي عالمي في تسريع التحول الدولي للطاقة، في وقت العالم في أمس الحاجة فيه إلى رؤى استراتيجية مستقبلية لقيادات مثل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي تستشرف مستقبل الطاقة المتجددة عالمياً وتصممه وتصنعه.

المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©