عدد اليوم
يوسف العربي (مانيلا)
نظمت شركة «الياه سات»، حفلاً خاصاً في العاصمة مانيلا للاحتفاء بإنقاذ سبعة صيادين فقدوا في البحر بين الفلبين وإندونيسيا، باستخدام هاتف الأقمار الصناعية «الثريا إكس تي – لايت»، وهو حل رئيس من تطوير شركة «الثريا» التابعة للمجموعة والمتخصصة في خدمات الاتصالات الفضائية المتنقلة. وأقيم الحفل بحضور محمد عبيد القطام الزعابي- سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية الفلبين، وعدنان المهيري- الرئيس التنفيذي للشؤون التقنية في «الياه سات»، وكلاس أوريل- الرئيس التنفيذي لشركة «ديل نت» ومعالي روبرت بورج، المفوض ونائب رئيس لجنة تغير المناخ في الفلبين، والملازم أول جيريش يبانيز من خفر السواحل الفلبيني، إلى جانب ممثلين من خفر السواحل، والبحرية الفلبينية والصيادين وعائلاتهم. وخلال الحفل، أشادت «الياه سات» بجهود ومساهمات شركائها في شركة «ديل نت» وخفر السواحل والبحرية الفلبينية، وتبرعت بهاتف الأقمار الصناعية «الثريا إكس تي – لايت» للصيادين، بالإضافة إلى محطات «مارين ستار» التي توفر خدمات البيانات والتتبع لخفر السواحل.
في نوفمبر الماضي، واجه سبعة صيادين على متن سفينة صيد عاصفة بحرية مما أدى إلى بدء غرق سفينتهم لكن من خلال استخدام حل
«الثريا إكس تي – لايت»، تمكّن الصيادون من الاتصال بعائلاتهم وإبلاغهم بالحادثة.
وقامت عائلات الصيادين بالاتصال بمزود الخدمة المحلي «ديل نت» الذي أبلغ بدوره مكاتب «الياه سات» في سنغافورة بالوضع ومن ثم قام فريق خدمة العملاء في «الياه سات» بزيادة الرصيد في هاتف «الثريا إكس تي – لايت» ليتمكن الصيادون لاحقاً من التنسيق مع خفر السواحل وتزويدهم بموقعهم بدقة.
دور حاسم
وفي حديثة لـ«الاتحاد»، قال كابتن سفينة الصيد الناجية، أرتم لاتيب: «رأيت الماء يتسرب إلى سفينة الصيد على بعد 35 ميلاً من الساحل وكنا محظوظين بوجود هاتف الثريا «الثريا إكس تي – لايت» على متن السفينة». وأضاف: «استخدمنا هاتف الاتصالات الفضائية للتواصل مع عائلاتنا وأبلغناهم بالأمر، وقمنا كذلك بتزويدهم بموقعنا الجغرافي عبر التطبيق الذكي الموجود في الجهاز».
وأشار إلى أنه من خلال الاتصال تواصلت عائلاتهم مع موزع خدمات الياه سات في الفلبين «Dell Net» والتي تواصل بدوره مع الثريا التي بدأت التنسيق مع خفر السواحل الفلبيني والبحرية الفلبينية حيث تمت عملية الإنقاذ بنجاح. وأعرب لاتيب عن امتنانه لشركة الثريا التي أسهمت بدور حاسم في عملية الإنقاذ إلى جانب قوات خفر السواحل والقوات البحرية الفلبينيتين قائلاً: من دون امتلاكنا لجهاز «الثريا إكس تي – لايت» لم يكن من الممكن إنقاذنا فقد تمكنا عبر الجهاز من طلب المساعدة وإرسال الموقع، مشيراً إلى أهمية أن يمتلك البحارة مثل هذه الأجهزة لحاجتهم الماسة إليها في طلب المساعدة في الحالات الحرجة.
جهوزية تامة
ويعكس نجاح مهمة البحث والإنقاذ الدور المهم والحيوي للاتصالات الأساسية عبر الأقمار الصناعية خلال الأزمات وتتمتع شركة «الياه سات» بجهوزية تامة لتمكين قدرات الاتصالات الأساسية انطلاقاً من مكانتها الرائدة كمشغل عالمي يمتلك أسطولاً مكوناً من خمسة أقمار صناعية تغطي احتياجات أكثر من 80% من سكان العالم.
وانطلاقاً من التزامها بإنقاذ الأرواح، أسهمت المجموعة في إنقاذ حياة ما يقارب 130 شخصاً في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا خلال عام 2022 عبر تقديم الدعم والاستجابة لنداءات الاستغاثة عند حدوث الزلازل أو نداءات العالقين في البحر.
إنجازات إماراتية كبيرة
أكد معالي روبرت بورج، المفوض ونائب رئيس لجنة تغير المناخ في الفلبين متانة العلاقات بين الإمارات والفلبين على مختلف الصعد لافتاً إلى أن الإمارات حققت إنجازات كبيرة في قطاعي الفضاء والتكنولوجيا.
وقال بروج خلال المؤتمر إن عملية البحث والإنفاذ المتعلقة بالبحارة السبعة اتسمت بالصعوبة والتعقيد، وعكست الأهمية القصوى للوقت والبيانات والمعلومات.
ونوه إلى أن التقنية الحديثة ساعدت كثيراً في إنقاذ الصيادين في هذا الوقت الذي تطورت فيه الابتكارات والتكنولوجيا.
وقال إن الإمارات استثمرت بكثافة في هذا المجال خاصة والجميع يعلم ما أحرزته الإمارات من إنجازات في مجال الفضاء والابتكارات.
وأشار إلى توقيع مذكرة تفاهم بين وكالة الإمارات للفضاء ووكالة الفضاء الفلبينية، حيث يلعب القطاعان الحكومي والخاص والتعاون بينهما دوراً مهما.
استجابة سريعة
وقال علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة الياه سات: إن الياه سات تحتفي بشجاعة الصيادين السبعة، وسرعة استجابة شركائها في «ديل نت» وخفر السواحل والبحرية الفلبينية الذين لعبوا دوراً أساسياً في ضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة بالسرعة القصوى. وقال: «نفتخر بقدرتنا في الياه سات على تمكين عمليات البحث والإنقاذ من خلال حلول الاتصالات الفضائية المتنقلة، ويسرنا للغاية أن نحتفي بهذا الإنجاز الاستثنائي بحضور سعادة سفير الدولة في الفلبين».
وأكد أهمية الاتصالات الفضائية، ودورها المحوري في إنقاذ حياة البشر خلال الأزمات، مؤكداً الجاهزية التامة لتقديم الدعم في مثل هذه الظروف. وقال كلاس أوريل، الرئيس التنفيذي لشركة «ديل نت»: «ينطلق آلاف الصيادين الفلبينيين كل يوم في رحلات طويلة وخطيرة لتأمين الغذاء الأساسي للأسر الفلبينية والأسواق الدولية وبصفتها شركة متخصصة في الاتصالات الفضائية، تمكنت DelNet من بناء شراكة وطيدة مع شركات عالمية رائدة في القطاع مثل الياه سات وشركة الثريا التابعة لها، لتقديم أفضل الحلول المتاحة في القطاع للصيادين والبحارة الفلبينيين».
محمد القطام: عملية الإنقاذ جسدت قيم الإمارات
قال محمد عبيد القطام الزعابي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الفلبين: «جسّدت شركة الياه سات، بصفتها مزوداً عالمياً لحلول الأقمار الصناعية، قيم دولة الإمارات وحرصها الدائم على تقديم يد المعونة والإغاثة الإنسانية والمساعدة في مهام البحث والإنقاذ الطارئة خلال الأزمات.
واكد على الدور المهم الذي تقوم به هذه الحلول في تعزيز الاتصالات خلال الأزمات والأوقات الصعبة، ويؤكد هذا العمل على الأولوية التي توليها دولة الإمارات للتعاون الدولي مضيفاً: «نود في هذا الصدد أن نشكر الياه سات وديل نت «DelNet» وخفر السواحل والبحرية الفلبينية لدورهم المحوري في إنقاذ أرواح هؤلاء الصيادين السبعة».
عدنان المهيري: «الثريا 4 » يوسع نطاق الخدمة ويرفع جودتها
قال عدنان المهيري، الرئيس التنفيذي للشؤون التقنية في شركة الياه سات للاتصالات الفضائية «الياه سات»، إن عملية إنقاذ الصيادين الفلبينيين تؤكد أهمية الخدمات المتقدمة التي توفرها شركة إماراتية وطنية على مستوى العالم.
وأضاف أنه تم إنقاذ حياة الصيادين السبعة بعد أن تقطعت بهم السبل في البحر بفضل تقنية الاتصال عبر الأقمار الصناعية التي توفرها شركة الياه سات ما يعكس هذا الأمر أهمية التعاون الدولي والاتصال عبر الحدود لإنقاذ حياة الأفراد في أوقات الشدة.
ونوه إلى الدور الذي قام به فريق عمل الشركة في الفلبين «ديل نت لتسريع عملية الإنقاذ، والاستجابة السريعة لخفر السواحل الفلبيني بعد تلقيهم الاتصال من هاتف Thuraya XT-LITE الذي يعمل عبر الأقمار الصناعية».
وفي رده على سؤال (الاتحاد) حول توسيع نطاق خدمات الاتصالات المتنقلة من الياه سات بعد إطلاق القمر الصناعي الجديد الثريا «الثريا 4-NGS» أكد المهيري أن لدى شركة «الياه سات» تغطية تمتد من البرازيل إلى اليابان وذلك عبر خمسة أقمار صناعية تتضمن أنظمة الثريا والأقمار ( الياه 1)، و(الياه2)، (الياه 3) ومحطات أرضية حول العالم بالإضافة إلى المحطة الأساسية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار المهيري إلى أن القمر الصناعي الجديد «الثريا 4» الذي تعتزم الشركة إطلاقه في العام 2024 ويتم إطلاق خدماته في النصف الأول من العام 2025 يسهم في توسيع نطاق خدمات الاتصالات المتنقلة المقدمة ويرفع جودتها حيث يتم تبني أحدث التقنيات في القمر الجديد.
وأوضح أن الطاقة الاستيعابية للاتصالات المتنقلة عبر القمر الصناعي الجديد تبلغ ثلاثة أضعاف الطاقة الاستيعابية المتوافرة في الوقت الراهن.
