الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعيد الطنيجي لـ«الاتحاد»: «أبوظبي الدولي للكتاب».. غيّرَ مفهوم معارض الكتب التقليدية

سعيد الطنيجي لـ«الاتحاد»: «أبوظبي الدولي للكتاب».. غيّرَ مفهوم معارض الكتب التقليدية
29 ابريل 2024 00:55

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

لماذا تُعد النسخة الـ 33 لهذا العام من معرض أبوظبي الدولي للكتاب هي النسخة الأجمل بشهادة مسؤولي المعرض؟ سؤال يجيب عنه سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في حديث خاص لـ«الاتحاد»، ويضيء على دور المركز في مشروع أبوظبي الثقافي، وقيادته لقطاع النشر، وكيف يصنع الحلول في كل برامجه ومبادراته، وكيف حول مهرجاني العين والظفرة من مجرد معرضين للكتب، إلى نشاط ثقافي مجتمعي يصل بفعالياته إلى الجمهور في كل مكان، وغيرها من الإضاءات المهمة والكاشفة.
في البداية، يتحدث سعيد حمدان الطنيجي عن ما يميز النسخة الـ 33 من المعرض قائلاً: دورة هذا العام تتميز بصفتين تميزانه في محيطه الإقليمي والعالمي، وهما: الشمول والتنوع، والمهنية، حيث يضم المعرض أكثر من عشرة محاور تتنوع بين التقليدي والحديث والمستقبلي، كما أنه يأتي في مقدمة معارض العالم التي تتعدد محاور عملها، لتضم محاور ثقافية متنوعة من الأدب، والشعر، النشر التقليدي والمحور المهني الدولي والتقنيات والذكاء الاصطناعي والفنون بأنواعها والموسيقى، والتعليم. وبذلك فإن دورة هذا العام أكثر من مجرد معرض، بل الأجمل من حيث الجمال الفعلي للمعرض، والأجمل في المحتوى الخاص بالبرامج الثقافية، والفنية، وغيرها من البرامج، كما أنه مهرجان ثقافي مهني جماهيري، يحتفي بالصناعات الإبداعية بشكل عام، ويقدم محتوى ثرياً ومختلفاً ويناسب كل الزائرين. 
 وأكد مدير المعرض أن المحتوى الضخم والمتنوع الذي تأتي به دورة هذا العام يُعد بالأرقام والمحاور والمحتوى وعدد المشاركين، حدثاً فريداً في آلية عمل المعارض الدولية العريقة والحديثة، محلياً ودولياً. كما أنه يغير مفهوم معرض الكتاب التقليدي المخصص لبيع الكتب؛ لأنه ينطلق نحو آفاق أرحب تخدم المحتوى والمبدع، وتضم تحت لوائها فنوناً ومعارف جديدة، ويحتفي بالتراث، في الوقت الذي يقدم فيه فرصاً واعدة لتقنيات المستقبل، ويحافظ على التقليدي، وهو يستعد للحديث والمستقبلي. وأوضح أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يلعب دوراً مهماً في جذب الناشرين الدوليين، وأنه يسهم في تعزيز مكانة أبوظبي مركزاً ثقافياً جاذباً للدول المشاركة من أنحاء العالم كافة.
مشروع أبوظبي الثقافي
يضيء سعيد حمدان على مسيرة مركز أبوظبي للغة العربية، قائلاً: في عام 2020 تأسس مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة، وهو جزء من مشروع أبوظبي الثقافي، مؤكداً أن مركز أبوظبي للغة العربية يحمل اسمين مهمين، وهما: اسم العاصمة أبوظبي واسم اللغة العربية؛ ولذلك فهو يحمل اهتمام أبوظبي الذي يتمثل في قوة دعم هائلة للغة العربية، وأضاف أن المركز لم يخرج إلى النور لتعليم اللغة العربية، كما كان يتخيل البعض، بتأثير من الصورة الذهنية المتعارف عليها، ولكن الهدف الأسمى هو ترغيب الشباب في اللغة العربية ليكونوا أكثر اعتزازاً بها، وأن يكون كل منهم قادراً على استخدام هذه اللغة ونشرها، مضيفاً أن المركز يرسخ هذه المكانة، ويسعى لأن تكون لغتنا العربية مصدر قوة عند الجيل الجديد من الشباب، من خلال تعزيزها بالتقنيات ووسائل العصر الحديث. لأن اللغة اليوم لم تعد مقتصرة على النحو والصرف فقط، بل أصبحت تمثل الحياة، وأوضح أن اهتمام دولة الإمارات بتمكين مشروع أبوظبي الثقافي، والدور العالمي البارز الذي تتمتع به، جعل مركز أبوظبي للغة العربية ركيزة أساسية في تعزيز الوعي باللغة من خلال وسائل العصر الحديث.
وعن الدور الذي يقوم به مركز أبوظبي للغة العربية في مشروع أبوظبي الثقافي، يقول الطنيجي: يُعد دور مركز أبوظبي للغة العربية جزءاً من مشروع أبوظبي الثقافي، الذي تشكل خلال الأعوام الخمسين الماضية من خلال رؤية ثاقبة وحكيمة من القيادة الرشيدة، تلتها عمليات تنفيذية متكاملة بدأت بعملية التأسيس، ثم انطلقت لمرحلة التمكين، فمراحل التطور التي لا تتوقف. وأضاف: «في عام 1980، كان دور المجمع الثقافي حاضراً بقوة كمؤسسة ثقافية متكاملة، وأسس وأطلق العديد من المشاريع والمبادرات والاتفاقيات المهمة في ذلك الوقت، وظل مشروع أبوظبي الثقافي ينمو ويكبر بما يتوافق مع رؤية واستراتيجية الدولة، حتى يعزز الانتماء لدولة الاتحاد وبناء الوطن، ويرسخ مفاهيم الثقافة، وقد كان الدور التنموي المهم للمجتمع حاضراً كذلك، فكانت بدايات التأسيس للمشروع الثقافي لدولة الاتحاد قوية، إلى أن اكتمل بناء المشروع. وأظهر المركز أهمية دور الإمارات ثقافياً على المستويين المحلي والدولي، حتى جاءت مرحلة الانفتاح على الثقافات الأخرى، فأصبحت الإمارات ذات مكانة دولية مهمة في العمل الثقافي».
 وأكد سعيد حمدان أن رؤية مركز أبوظبي للغة العربية في كل مبادراته ومشاريعه وما ينضوي عليهم من برامج وفعاليات لا تقتصر فقط على الجودة، ولكنها ترتكز على ابتكار حلول من خلال التفكير خارج الصندوق، ليخرج العمل المقدم إلى الجمهور في أبهى حلة، ومواكباً للتطور الذي يشهده العالم في المجال الثقافي بشكل عام، وأشار إلى أن صناعة الحلول تأتي من قياس يعتمد على معايير مهنية متقنة لكل صغيرة وكبيرة فيما تم تقديمه سلفاً، لافتاً إلى أن عجلة التطور تستلزم جهداً مضاعفاً لجعل طريق العمل الثقافي خالياً من أي معوقات، تقلل من سرعة الإنجاز وسهولة الوصول ودقة العمل. 
قيادة قطاع النشر
عن قطاع النشر والصناعات الإبداعية، أشار إلى أن مركز أبوظبي للغة العربية، وهو يقدم النسخة الثالثة من مؤتمر النشر العربي والصناعات الإبداعية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام، إنما يؤكد استمرارية النجاح الذي شهدته النسختان السابقتان من ناحية، ويقود هذا القطاع المهم إلى واجهته المثلى من ناحية أخرى، معتمداً على آليات مبتكرة، يشارك تحت مظلتها ناشرون ونخب من المختصين والأكاديميين في الداخل والخارج، مشيراً إلى أن نسخة هذا العام ستشهد مناقشات مركزة لناشرين ومسؤولين وخبراء اقتصاديين وفنانين ومخرجين ومنتجين معروفين ولديهم تجارب مرتبطة بالقطاع، لتكون الصورة أشمل وأوضح، خاصة أن قطاع النشر والصناعات الإبداعية، يتماهى بشكل متسارع مع الاقتصاد الإبداعي، وما يرتبط به من استراتيجيات تتعلق بالتنمية الاقتصادية.
وأضاف أن المركز يهدف من مؤتمر النشر العربي الثالث والمؤتمرين السابقين إلى مشاركة الناشرين على مائدة واحدة لمناقشة أفكارهم سعياً لتطوير الصناعة، وأكد أن المركز يركز وفق ضوابط وآليات محددة على أن يكون الكتاب المراد طبعه في أبهى صورة شكلاً ومضموناً، مؤكداً أن جميع الجوانب المتعلقة بالصناعة مهمة جداً، كون الكتاب من أهم روافد المشروع الثقافي الجاد الذي يسير المركز في خطاه. وأضاف أن المركز استهدف جذب مشاركة ناشرين دوليين في معرض أبوظبي للكتاب، وأن مشروعه في هذا الصدد يهدف إلى تقديم مبادرات تدعم الناشرين العرب والدوليين، وتحفيز التفاعل بينهم من خلال مشاركتهم في الفعاليات والبرامج، مع التركيز على حقوق النشر والمحافظة عليها. كما أنه يسعى أيضاً لتقديم فرص وإنشاء علاقات تناسب مواصفات الناشرين الدوليين والعرب، مشيراً إلى أن ضرورة الفهم الصحيح لأهمية التمويل والتسويق، وتعزيز صناعة النشر العربية يعتبر أمراً حاسماً.
ويضيف: المركز في كل إصداراته ومبادراته لديه منهج تحكمه قوانين وضوابط، يشجع على رفع مستوى المنافسة، وتعزيز الإبداع وجودة المحتوى، مؤكداً ضرورة توفير دعم شامل للكتّاب، والمترجمين، والرسّامين، بما يعزز الجانب الإبداعي للمجتمع الثقافي بأكمله.
مشروع الترجمة
أكد سعيد حمدان أن المركز يشهد تطوراً كبيراً منذ بداياته، وقد تمكن من بناء جسر قوي مع العالم، محافظاً على التقاليد واحترام حقوق النشر، مشيراً إلى أن رئيس المركز، الدكتور علي بن تميم، يبرز ذلك بفعاليته وخبرته في العمل الثقافي، وأكد أنه مع بدايات مشروع كلمة في 2006، واجهتنا تحديات من دور النشر العربية والعالمية، حيث تقدم مبالغ كبيرة للمترجمين، وكانت هناك حاجة إلى استقطاب مترجمين بارعين، وإلى توفير ما يلزم من دعم لهم. وكانت مساعي الدكتور علي بن تميم تكمن في أهمية بناء جيل جديد من المترجمين، يُمكنهم أن يرتقوا بإبداعاتهم، ويحظوا بالدعم في رحلتهم الفنية والمعرفية.
 وأكد أن المركز يعكس التزامه بتطوير مجال الترجمة في العالم العربي، حيث يتعامل مع مختلف اللغات، ويعمل على نقل المعرفة والثقافة. ويُبرز التحول في الطلب على كتب صدرت قبل 10 سنوات، ويُشير إلى أهمية توفير كتب متنوعة في مجالات العلوم والآداب والفنون، معتبراً أن المشروع يعتبر أن الجودة والتنوع في المحتوى والصياغة اللغوية والابتكار التقني أمور حاسمة، وأن الانتقال إلى الكتب الإلكترونية والصوتية يُظهر التكامل والتحول في صناعة النشر العربية لتواكب التقنيات الحديثة، مضيفاً أن المشروع يسعى أيضاً إلى تطوير قاعدة بيانات تحتوي على أكثر من 700 مترجم متخصص، ويشجع المترجمين على ترجمة لأعمال الشعرية، ويسهم في بناء جيل جديد من أبناء الإمارات والشباب العرب. كما يركز على توفير تدريب متخصص وورش عمل لدعم وتطوير المهارات. 
تطوير مهرجاني العين والظفرة
قال سعيد حمدان إن المركز طور فكرة الكتاب في مهرجاني العين والظفرة، ليكونا حاضرين بأشكالهما كافة البصرية والسمعية في الأماكن الثقافية والسياحية والترفيهية والمجتمعية والتسويقية في إمارة أبوظبي، حيث أصبح الكتاب جزءاً من فكرة أكبر، وأساساً لصنع ثقافية متعددة.
لذلك سعى المركز إلى تطوير المعرضين ونقلهما من الصورة التقليدية إلى مهرجانين متكاملين في التنوع والغنى الثقافي، مشيراً إلى أن توجهات الدولة وتطورها في المجالات كافة تنعكس على البرامج الثقافية للمعارض والمهرجانات، مع التركيز كذلك على الموروث الذي يعزز الهوية، مؤكداً أن تحقيق هذه الرؤية في مهرجان العين السابق اشتمل على 1000 نشاط متنوع، وأكثر 400 فعالية في أسبوع واحد، شكلت أهدافاً متكاملة. ضمن استراتيجية تعزز من الجوانب السياحية والثقافية في مدينة العين، لافتاً إلى أن مهرجان العين في نسخته السابقة حقق مبيعات تفوق معارض دولية أخرى. وأشار إلى أن هذا المزيج من الأنشطة جعل من مهرجاني العين والظفرة جزءاً حيوياً ومحفزاً للمجتمع وضيوفه، وقد لقيا إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق في المواقع كافة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©