الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

محمد الدرمكي.. فارس القوافي

محمد الدرمكي.. فارس القوافي
13 يونيو 2020 00:12

إبراهيم الملا

يستدعي الحديث عن شاعر الإمارات الكبير محمد بن سلطان الدرمكي «1940 - 1998» الاسترشاد بالعديد من الظواهر الثقافية والفنية والاجتماعية التي رافقت تجربته الإبداعية والإنسانية، وأسست لنهضة وازدهار الشعر النبطي وانتشاره على نطاق واسع بالدولة منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان للدرمكي دور حقيقي وفاعل في زيادة بريق هذا الشعر وتألقه وقتها، انبثقت هذه النهضة الشعرية في مستواها الفردي وسياقها الجماعي من نقاء الفطرة، وصفاء السريرة، وعفو الخاطر، بالتوازي مع جموح التعبير وقوّة السبك وعمق الطرح.

 كانت المهمة الصعبة التي تولاها الدرمكي في هذا التوقيت بالذات هي صنع الأرضية الممهدة والحاضنة لهذا الحراك الواعد والمتسارع أيضاً، حراك استقبله متلقو ومتذوقو الشعر الشعبي في الدولة بحواسّ متيقظة ونفوس ولهى وقلوب مشتاقة، وتمثّلت هذه الفورة الشعرية في برامج الإذاعة والتلفزيون من خلال مجالس الشعراء وأمسياتهم الحافلة بالإمتاع والمؤانسة، وكذلك من خلال المناسبات التراثية والاحتفالات الوطنية، وسرعان ما انتقل هذا الحراك الشعري النابض إلى فضاء الأغنية المحلية، والتي كان الدرمكي من أهم داعميها، ومن أكثر المساهمين في تطويرها وتشجيع الفنانين والملحنين والموسيقيين الشباب الذين تجاوبوا مع قصائده الغنية بالتراكيب الجاذبة، والمفردات الماتعة، والقوافي المتنوعة، والأوزان الزاهية، وكان الدرمكي يوجه المطرّب بضرورة مواكبة القصيدة في أغراضها وجماليتها وجوّها العام، وكان يرى في كل قصيدة ما يناسب إيقاعها، مثل الردحة والونة، وغيرها من الفنون الشعرية.
ولعلَّ الصحبة الطويلة والرفقة المديدة التي جمعت بين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وبين شاعرنا الكبير الدرمكي، كان لها الأثر الطيب والمردود المثمر في إحداث النقلة النوعية للشعر النبطي في المكان، وإخراجه من حيز محصور بين الشعراء أنفسهم، إلى منطقة أخرى شاسعة وخصبة، أوصلت صدى وحضور هذا الفن التعبيري الأصيل إلى أسماع القاصي والداني، وإلى أذهان القريب والبعيد، ما شكّل بالتالي مساراً مبشّراً للتنافس الإبداعي بين الشعراء، وخلق مناخاً مشجّعاً للموهوبين في هذا المجال، كي تتعزّز إمكاناتهم، وتصل أصواتهم لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور، ولأوسع طبقة من المتلقّين المتعطشين لهكذا قصائد، والمتفاعلين مع هكذا ترانيم شعرية تخاطبهم، وتحرّك الراكد من أشواقهم ولواعجهم.

مطربون
من المطربين الذين شدوا بقصائد الدرمكي: ميحد حمد، وعلي بن روغة، ومروان الخطيب، وعبدالمنعم العامري، وشهاب حمد، وليلى علي، ونعيمة الشافعي، وعبيد الشامسي، وخالد محمد، وجمال أحمد، ومحمد حسن، حيث كانت لقصائده الغزلية والوطنية بصمة راسخة في مسيرة الأغنية المحلية، وكان لها وقع مؤثر، وانعكاس ملموس في سيادة الكلمة الراقية، واللحن الشجيّ، والإيقاع الفاتن، الذي رافق هذه الأغاني، وجعلها حاضرة إلى اليوم في الذاكرة الموسيقية المبنية أساساً على ثلاث ركائز مهمة تتكامل فيما بينها، وهي القصيدة والأداء واللحن، وكانت قصائد محمد الدرمكي، هي الركيزة الأهم، والسند الأقوى في هذه المنظومة الغنائية الغزيرة والمتنوعة.
الباحث الدكتور راشد المزروعي يذكر أن من أشهر قصائد الدرمكي التي أثارت الساحة الشعرية والغنائية في الإمارات ودول الخليج قصيدة: «شرت عيل بصلايف.. لي هيّضني هواه»، التي غناها ميحد حمد، وجارته فيها بداية الشاعرة الكبيرة عوشة بنت خليفة السويدي «فتاة العرب» في أغنية «برقي روس الشرايف»، التي غناها علي بن روغة، فضربت هذه الأغنية رقماً قياسياً في الانتشار السريع على مستوى دول الخليج العربي، ثم قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمجاراة فتاة العرب والشاعر الدرمكي بقصيدة أخرى على نفس الوزن والقافية وغناها أيضاً الفنان ميحد حمد وبنفس اللحن، ويقول فيها:
دقّ العود بتقايف.. يا «ميحد» للوصاه
قول جزل الوصايف.. لي يسمعه يهواه
ونال هذا الحراك الشعري إعجاب الشيخ زايد فساهم فيه، قائلاً:
دمع عيوني ذرايف.. لي خطّفوا طرواه
ولا بشاكي عرايف.. بصاحبي ولا ماه
وقام الدرمكي في النهاية بتأليف قصيدة مجاراة للشيخ زايد، والشيخ محمد بن راشد وفتاة العرب، فتحركت الساحات الشعرية كاملة في جميع أنحاء الدولة، وتنافس الشعراء على مجاراة قصيدة الدرمكي في حادثة شعرية مشهودة صنعت واقعاً مبهجاً للقصيدة النبطية، وأكّدت مدى الاهتمام الذي يوليه قادة الدولة للشعر والشعراء، وكيف أن هذا البوح الراقي قادر على التأثير الجمعي وخلق حالة من التماهي المحمود والامتزاج المطلوب بين القيادة والشعب.
عُرف عن الدرمكي توليفه للجملة الشعرية القوية، المتمتعة بالجزالة، والقدرة على التعامل مع الأوزان والقوافي والأغراض الشعرية بمختلف أنواعها، سواء كانت هذه الأوزان تحاكي البيئة الصحراوية أو تخاطب البيئة الساحلية، واشتهر أيضاً بقصائده المصوغة على لحن «الونة» التي تعتبر من البحور الشعرية الصعبة التي يهاب الكثير من الشعراء استخدامها في قصائدهم، ومن قصائد الونّة الشهيرة للدرمكي تلك التي يقول فيها:
أمس المسا لي طايف.. شرّفت روس تْلال
مراجيهن عنايف.. وعرات في المنال
وهبّ الشرتا نسايف.. وادعى الفؤاد بحال
حالة مريضٍ عايف.. م الفرقا في نكال
وفي هذه القصيدة تتجلى قدرة الدرمكي على تثبيت اللحظة الشعرية الفارقة في دواخل الشاعر بعد اقتناصها وترويضها مع إلقاء الضوء على أهم التفاصيل المحيطة والمتداخلة مع الشوق المتّقد والموزع على حالتين متنافرتين هما حالة الوصال وحالة الفراق، وما يتلاطم وسطهما من مشاعر الرجاء والتمني والرغبة في التمسّك بالمحبوب في طلّته المفاجئة على رؤوس التلال، ورغم هياج القلب هنا، ومشاركة الطبيعة للشاعر في الانتشاء والبهجة، إلاّ أن سرعة مرور الزمن ومشارفة المحبوب على المغادرة تضع الشاعر في وضع لا يحسد عليه، حيث يكون حاله كحال المريض الذي عاف الفراق وخشي من تنكيل الوجع به، وتمكّن اليأس منه، وبالتالي حرمانه من تلك اللحظة التي لا تتكرر، مثلها مثل الريح التي تسفّ الرمال، وتشتتها في الفيافي الواسعة والمتاهات الضارية.

 محاورات وردود
يخبرنا سعود محمد الدرمكي، ابن شاعرنا الكبير، أن والده كانت له محاورات وردود شعرية مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- ومع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وفتاة الساحل، وفتاة العرب ومع العديد من الشعراء الكبار الذين عاصرهم وكانت تجمعه معهم صداقات ممتدة وذات صدى أدبي واجتماعي حي وحيوي، وهو الصدى الذي ذاع وانتشر وساهم في إثراء المشهد النبطي بالإمارات في تلك الفترة الصاخبة.
 وأضاف سعود الدرمكي أن والده الراحل كان مقرباً من الشيخ زايد وكان مرافقاً له في رحلاته بالخارج، وفي رحلات القنص تحديداً، وأنه لا ينسى ذلك اليوم الذي منعت فيه ظروف والده من المشاركة في رحلة من رحلات «المقناص» مع الشيخ زايد في عام 1995 ووثّق الحادثة في قصيدة بثّ فيها ألمه وشكواه من هذا الغياب والحرمان، ويقول فيها:
قمت أسجع الونّة بعبرات.. شروى حمام الراعبيه
قفّوا ولا عادوا لي الفات.. يا ناس يا هذي قضيّه
في وداعة الله وين لمبات.. في سيوح وشعاب عذيّه
تزمّلوا للسفر «رنجات».. بأمر الذي يدري خويّه
إلى أن يقول:
حدّ مضيّع طيره ولات.. يخسر مع شيوخه الضيّه
يصبح يصيح بعالي أصوات..المنقلة عنده خليّه
يعضّ كفّينه ندامات.. ويقول ما لي قابليّه
وأضاف سعود أنه كان حاضراً في المجلس وشهد ما جرى من موقف لا يغادر ذاكرته عندما تحدث والده مع الشيخ زايد بالهاتف وألقى عليه القصيدة بعد أن روى له وهو مبتسم ما حدث معه مع رحلة «المقناص»، فهوّن عليه الشيخ زايد ووعده برحلة مقناص أفضل منها، واستطرد سعود الدرمكي، قائلاً: وبعد يومين أتاه الرد من الشيخ زايد من خلال القصيدة التي يقول فيها الراحل الكبير:
يا شوق حلوين وزينات.. شهم ولك ميزة نجيّه
لا تسجع الونّة بعبرات.. ولا تكون في فكرة قويّه
يا «بوجسيم» الوقت ما فات.. بنسير بك سيرة هنيّه
غيّه وفيها من الشراغات.. طيور سرعاتٍ وحيّه
وكان الشيخ زايد دائماً ما يصف الدرمكي بأنه شاعر العين الكبير والقدير، لأن الدرمكي كان مثقفاً ولبقاً في حديثه ويتمتع ببعد النظر والبصيرة المتوقدة والذهنية الحاضرة سواء على المستويين الإبداعي أو الوظيفي.
يستشعر متلقي قصائد الدرمكي، القوة التوصيفية لديه واهتمامه بالمفردة الشعرية النابعة من المخيلة الشعبية ومن خصوصية اللهجة وعمقها وتأثيرها الإيجابي على المعنى المراد إيصاله من خلال القصيدة. كما أنه كتب قصائد بالفصحى وخصوصاً تلك المرتبطة بالمناسبات الوطنية، مثل قصيدته التي كتبها عام 1993م في وصف الشيخ زايد، وقال فيها:
ألا يا باني النهضة ويا من.. تسامت به مزاياه الحميدة
وهذه القصيدة تم تحويلها إلى أغنية، إضافة إلى قصيدة وطنية أخرى بالفصحى كتبها أثناء غزو الكويت أداها المطرب خالد محمد وهي موجودة في أرشيف الإذاعة والتلفزيون بأبوظبي، يقول في مطلعها: «لبيّك يا صوت ينادي»، وكتبها الدرمكي لبثّ الروح الحماسية في شباب الوطن المقبلين على الخدمة العسكرية التطوعية وقت الأزمة الكويتية.
وعن المواقف التي لا ينساها أيضاً ذكر سعود الدرمكي أنه كان مع والده في المغرب صيف العام 1995م المصادف لاحتفالات عيد جلوس الشيخ زايد الذي كان موجوداً وقتها في المغرب فأعدّ والده قصيدة هناك قال فيها:
أشرقت شمس المودة.. يوم عيد الشيخ زايد
وأوضح سعود الدرمكي أن والده كان يتمتّع بالقدرة على استنباط وتوثيق روح البداوة، وما يتعلق بها من اهتمام بالهجن وبالظواهر التراثية، وكان يكتب معظم قصائده وهو في البرّ ووسط أجواء الصحراء الهادئة والساحرة، كما عرف عنه حبه وولعه برياضة الصيد بالصقور بما تشتمل عليه من علوم وتفاصيل لا يعرفها سوى الضالعين في هذه الرياضة المحلية الأصيلة.

راشد المزروعي:  أطرب جيل الثمانينيات
يقول الباحث الدكتور راشد أحمد المزروعي في مقدمة «ديوان الدرمكي»، الذي حققه المزروعي وراجعه وتمت طباعته بتوجيهات المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان -يرحمه الله- إنه: «ذلك الشاعر الذي أطرب جيل الثمانينيات والتسعينيات بقصائده الغزلية العذبة والرائعة، إنه شاعر الكلمة، وشاعر الغزل، وشاعر الوطن، الذي طالما تغنّى برماله وجباله وصحاريه ونخيله وأشجاره، فطرب له الشباب، وتغنّوا بأشعاره ورددوها مع الألحان الشجية».
ويضيف المزروعي أن 75 بالمئة من قصائد الدرمكي تنحاز للجانب الغزلي، أما المجال التالي الذي نبغ فيه فهو في الطيور والمقانيص، وله في هذا الجانب قصائد كثيرة يشاكي في معظمها الشيخ زايد، حيث كان الشاعر -كما يوضح المزروعي- من مرافقي زايد الدائمين في رحلات القنص داخل الدولة وخارجها، ومن أشهر مجارياته -حسب المزروعي- كانت مجاراة لقصيدة الشيخ زايد التي يقول فيها:
دنيا محلا وطرها.. فيها زهت الأنوار
فقال الدرمكي:
عروس في خدرها.. في جنّات واخضار

سالم المهيري:  أحد أعلام القصيدة
الشاعر سالم بن عيد المهيري، الذي كان ملازماً لشاعرنا الكبير، يصف الدرمكي بأنه كان نعم الأب ونعم المربّي، وكان قليل الكلام، كثير الفعل، وطيب الأخلاق، يجلّ الأكبر منه سناً، ويتعاطف مع الأصغر منه في العمر، وكان ولا زال علماً من أعلام القصيدة المحلية، ويمثل رمزاً في سماء الشعر، وقامة أدبية وإنسانية لا مثيل لها، ومكانته مرموقة بين شعراء النبط الكبار في الإمارات، مضيفاً أنه عرف الدرمكي منذ العام 1980م وظل قريباً منه حتى قبيل رحيله -رحمه الله- مضيفاً أن الدرمكي كان من أهم الداعمين للمطربين الشعبيين في الإمارات في فترة انطلاقتهم، وكان يقف بجانبهم ويساندهم ويوجههم، وعلى رأس هؤلاء المطربين -كما أشار- الفنان المتميز ميحد حمد الذي لحن وغنّى أكثر قصائد الدرمكي، ومنها قصيدة يقول مطلعها: «أشرك بي صلاتي وأسهى بي في السجود»، وذلك في بداية الثمانينات.
وأضاف المهيري بأنه كان ينشر قصائده برفقة قصائد الدرمكي في جريدة الوحدة بداية، وكان يشرف على هذه الصفحة الشاعران سالم بوجمهور القبيسي، ودرويش بن عيد، ثم نشرا قصائدهما بعد ذلك في جريدة «الاتحاد» التي كانت تخصص صفحات أسبوعية للشعر النبطي.

حصن القطارة
ولد محمد الدرمكي في حصن القطارة بمدينة العين عام 1940 ونشأ وترعرع في كنف أسرة تنتمي لقبيلة «الدرامكة» الكرام، وتعلم في طفولته القرآن وحفظه، كما تزوّد ببعض المعارف المتعلقة بالحساب واللغة العربية، وبدأت علاقته مع الشعر وهو في ريعان شبابه.

خالد ناصر: داعم قوي للأغنية الإماراتية
يقول الملحن الإماراتي القدير خالد ناصر عن الشاعر محمد الدرمكي بأنه رائد من روّاد الشعر الشعبي في دولة الإمارات وله إسهامات واضحة في ساحة الشعر والموسيقى في الدولة، وكان داعماً قوياً للأغنية الإماراتية من أجل تطويرها وتطوير الفلكلور، وأضاف: «تشرفت بلقائه في أحد الأسابيع الثقافية للدولة في المملكة المغربية وتناقشنا كثيراً في الأغنية وكيفية تطويرها وكان مشجعاً للفكرة ويحرص دائماً على السؤال وإضافة الأفكار لما يخدم الموسيقى، والتقينا مرة أخرى في أحد الأستوديوهات الفنية في إمارة الشارقة حيث انه كان يستمتع بمتابعة أعماله الفنية وكنّا نحن نستمتع أيضاً بملاحظاته».
وقال ناصر: «ودائماً يدور حديثنا حول تطوير الأغنية الشعبية لحناً وتقنية في قالب وأسلوب جديد، وكان يؤيد الفكرة إلى أن بزغت فكرة مشروع ألبوم غنائي متكامل لفنانين محليين وعرب وبألحان إماراتية متجددة، لكن لم تمهله الأيام لتحقيقها».
وأضاف ناصر: «فقدت الساحة الشعرية والموسيقية برحيل محمد الدرمكي أحد أبرز الشعراء المحبين للتجديد والتطوير والتحديث، لأنه كان صاحب فكر مستنير، ورؤية سابقة لعصرها، وفقدت أنا على الصعيد الشخصي قامة شعرية ملهمة ومحفّزة وداعمة للفنانين الشباب، رحمة الله عليه».

ميحد حمد: علامة فارقة في الشعر الغنائي
تامر عبدالحميد (أبوظبي)

يستعيد الفنان الإماراتي ميحد حمد ذكرياته مع الشاعر الراحل محمد بن سلطان الدرمكي، مبيناً أنه جمعته به العديد من الأعمال الشعرية الغنائية التي لاقت صدى واسعاً لدى الجمهور، موضحاً أن الشاعر الراحل كانت لديه القدرة على كتابة الأغنية بأسلوب قريب من الناس، وأن هذا هو سر نجاحه طوال مسيرته الشعرية، لا سيما أنه كان من الشعراء المميزين الذين أضافوا إلى الأغنية الإماراتية والشعبية والتراثية، ولا يزال يتذكر الأيام الجميلة التي قضاها معه في مدينة العين عام 1981، حيث كانت هذه الفترة ذهبية بالنسبة له، معترفاً بأن الأغنيات التي كتبها له محمد الدرمكي حققت نجاحاً كبيراً بالنسبة له، ولاقت استحساناً كبيراً لدى الجمهور. وقال ميحد: الدرمكي علامة فارقة في كتابة القصائد المغناة والشعر النبطي، فهو كان رائداً في الأغنية الشعبية، وإسهاماته في هذا المجال كانت مميزة ومختلفة، خصوصاً أنه من الجيل المؤسس للأغنية الشعبية المحلية في فترة الثمانينيات، وترك رصيداً فنياً كبيراً، ولا تزال أعماله الفنية والشعرية حاضرة إلى يومنا هذا، ويتلقاها الجيل القديم ويتعلم ويستفيد منها الجيل الجديد، نظراً لأنها اعتمدت على أسلوب السهل الممتنع، وملائمة لكل وقت، فقد عبر من خلالها عن قضايا كثيرة من منظوره الخاص، وهو ما يجعل الحديث عنه وتذكره من الأشياء التي تدخل السرور والبهجة علي أنا شخصياً، وعلى كل الذين تعمقوا بأعماله التي ستظل تاريخاً مشرفاً في المشهد الغنائي والشعري الإماراتي.
وأكد ميحد أن محمد الدرمكي سيظل سفيراً للشعر الغنائي الإماراتي حتى بعد رحيله، لأنه ترك أثراً طيباً بكلماته ومفرداته المتميزة التي أثرت النواحي العاطفية والإنسانية والوطنية، وجعلته يصبح واحداً من أهم رموز شعراء الإمارات الشعبيين وأحد أشهر شعراء الخليج في الفترة الحديثة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©