الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«شالكا».. صديق الكاميرا

«شالكا».. صديق الكاميرا
14 نوفمبر 2020 00:38

أحمد القاضي (القاهرة)

طوال أربعين عاماً لم يفوت يوماً، إلا وضغط إصبعه على زر الكاميرا، يلتقط الصورة تلو الأخرى لتسجل أحداثاً تبقى في الذاكرة التاريخية بعد أن تنساها العقول، هو يحيى إبراهيم وشهرته «شالكا»، أقدم مصور في السودان، والذي يعتبر الكاميرا بمثابة ابنة له.
بدايته مع التصوير بدأت حينما كان في السادسة عشرة من عمره، عندما أهداه مدير مدرسته كاميرا كلاسيكية من نوع «يوشكا 35»، ليصوّر بها احتفالاً مدرسياً، ليبهر مديره بالنتائج، وبعدها تمكن من التقاط صورة لرئيس السودان حينها إبراهيم عبود أعجبت بها وزارة الإعلام وأهدته منحة تصوير فوتوغرافي.

«الصورة تعني لي الأمل والحلم والمرآة التي أرى بها غداً وأقلب صفحات الماضي».. كلمات وصف بها يحيى - الذي تخطى عامه الستين - علاقته بالصور الفوتوغرافية، ويعتبر الكاميرا جزءاً من جسده، ولا تفارقه إلا أوقات قليلة.
لم يترك يحيى مجالاً يتعلق بالتصوير إلا وعمل به، سواء العمل الرياضي أو الإنساني أو التغطية الإخبارية، لكنه يعتبر العمل في المجال الإنساني الأقرب لقلبه، كونه يمنحه التقارب والانتماء المجتمعي.
تصوير الأطفال شغل مساحة كبيرة من اهتمام المصور السوداني، فهو يعتبر أن الأطفال يمنحون الصورة تلقائية ويتذكر أحد أقرب الصور إلى قلبه عندما التقط صورة لطفل يجلس في بيت مهجور ممسكاً بكتاب يقرأه، واكتشف أن ذلك الطفل من المشردين لا مأوى له ورغم ذلك يهتم بالقراءة.

يقول يحيى لـ«الاتحاد الأسبوعي»: إن أول صورة نشرت له في إحدى الصحف كان في العام 1987، وكانت تروي قصة طفل سافر مستقلاً دراجة هوائية من مدينة أم روابة إلى العاصمة السودانية الخرطوم، قاطعاً مسافة 300 كيلو متر، وحينها لاقت الصورة أصداء كبيرة في بلاده.
أما عن أصعب موقف واجهه خلال عمله على مدار العقود الأربعة، فيوضح أنه حدث عندما طُلب منه تصوير حادثة حريق قوي، تسبب في مقتل العشرات من السودانيين حرقاً، لتمتنع أصابع المصور عن التقاط الصور إلا بعض الصور التوثيقية لمساعدة ذوي الضحايا على التعرف عليهم.

يحكي يحيى عن سبب إطلاق اسم «شالكا» عليه، يقول إنه سافر إلى ألمانيا في شبابه من أجل تلقّي دورة تدريبية هناك، ليجد نفسه يقطن بجوار نادي شالكه الألماني، ومنذ ذلك الحين اشتهر بين أصدقائه بذلك الاسم، حتى صار اسم الشهرة الرسمي له.
تكريمات عديدة تلقاها المصور السوداني الأقدم، ما بين المحلية والدولية، لكن التكريم المفضل لديه كان في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد لقطات تراثية سودانية انتشرت حينها في الصحف، وبعدما نشر صورة شهيرة حينها لكلب وقطة يتشاجران على قطعة من العظام، في ظل أزمة لحوم كان يواجهها مواطنو السودان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©