الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فنان يمني يجسد التاريخ في لوحاته

فنان يمني يجسد التاريخ في لوحاته
12 ديسمبر 2020 01:51

أحمد القاضي (القاهرة)

من ينظر إلى أعماله للوهلة الأولى لا يتصور أنها لوحة مرسومة باليد.. يراها صورة التقطتها كاميرا ذات جودة عالية، فالملامح البارزة والتفاصيل الدقيقة لا تشير إلى تدخل إنساني.
عشق الفنان التشكيلي اليمني زكي اليافعي طبيعة بلاده، فجعل من تراث اليمن وأهله مادة خام لا تنضب للوحات زيتية يقع في غرامها كل من يراها، وللوهلة الأولى يعتقد الجميع أنها لوحة مكبرة لصورة وليست ألوانا وخامات ومجهودا، وفوق كل هذا شغف بدأ منذ الصغر.
كانت الخيول العربية ملهمته الأولى، ولجمالها كل الفضل في إدراكه لموهبته الفطرية، فبدأ في نقل هذا الجمال إلى أوراقه، وما إن رآها الأهل والأصدقاء ثم المعلمون في المدرسة وأجمعوا أنهم أمام موهبة فنية وهبها الله لهذا الفتى الصغير.

على مدار سنوات تمكن اليافعي من تطوير لوحاته، وبدأ في رسم الملامح البشرية من قريته، لتتراكم الخبرات وتصقل الموهبة، ولكن ليس بالدراسة الأكاديمية، وإنما بالبحث والاطلاع على آخر ما يقدمه الفن التشكيلي في كل مكان في العالم.
يؤكد اليافعي أن مجال دراسته بعيد تماماً عن الفن، فهو مهندس طيران، وربما أكسبته الدراسة مزيداً من التحليق في خياله، ليترجم هذا في أول لوحاته لشخصيات يقابلها في حياته اليومية، ويحفر تفاصيلها داخل عقله، يحتفظ بها جيداً حتى ينقلها بدقة وبراعة إلى لوحة حية تكاد تنطق من فرط واقعيتها.

الواقعية دائماً كانت خياره الأول، لم يذهب إلى أنواع خيالية من الرسم، وإنما ركز على الحياة الطبيعية، ففي لوحة يجسد جدّا يحمل حفيده ويظهر ملامحه السعيدة كونه يحمل حفيده بين يديه، ولوحة أخرى لعجوز في ربيع العمر يجلس بالزي اليمني التقليدي، مستنداً إلى حائط ذكرياته، وعيناه مثبتتان على مستقبل مجهول.
أهازيج وأفراح في القرى، مبان تراثية ومساجد تاريخية، ومشاهد حية من الأسواق والشوارع، صور يمنية أصيلة يحفظها اليافعي بفنه، ويجسدها في لوحاته، حتى يعلم هؤلاء البسطاء أنهم سيعيشون في الذاكرة، ويعلقون في الآذان حتى لو رحلوا عن الدنيا بأجسادهم.

يقول اليافعي لـ «الاتحاد الأسبوعي»: «لم أدرس الفن التشكيلي أكاديمياً، لكن هناك أبعاد يجب علي مراعاتها في لوحاتي الزيتية، مثل اختيار ألوان الخليفة، وإدراك التباين بين الأشياء في الظل والأخرى التي تقع في الضوء، البعيد والقريب، استخدامات ألوان الهواء والانعكاسات في خلفيات اللوحة، كلها أمور أكاديمية على الفنان التشكيلي أن يدركها ويجيد التعامل معها».

يعرف قيمة لوحاته، وكل واحدة منهن قصة خاصة، يوضح أنه يسقط اليوم الذي لا يرسم فيه من عداد أيامه على الأرض، وعندما يبدأ في لوحة جديدة فهو قد بدأ للتو في علاقة غرامية جديدة مع قصة جديدة، سيكون وفياً لها حتى ينتهي منها، وينتقل لأخرى، ولكل واحدة منهن مكان في قلبه لا تنافسها فيه أخرى.
لا تتغير أمنية اليافعي الفنية مع مرور الأعوام، فقط يريد أن يأتي يوم على الجمهور العربي يدرك فيه قيمة الموهوبين من أبناء بلادهم، فالوطن العربي به الكثير من الفنانين الذين لا يجدون من يدرك قيمة الجمال الذي يقدمونه في أعمالهم الفنية مهما كان نوعها.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©