الإثنين 20 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كم أطربني ذلكَ وأشَجاني

كم أطربني ذلكَ وأشَجاني
30 أغسطس 2021 02:00

نعم لقد خامرتني فرحة كبيرة وغمرت روحي بالسعادة والتفاؤل، وطافت بذهني لحظتها الكثير من الذكريات والمواقف والوجوه، والتفاصيل الصغيرة التي عشتها لأكثر من سبع سنوات كانت رغم ازدحامها بالتعب والمسؤوليات من أجمل السنوات التي قضيتها مسؤولة ومديرة ومُحبّة صادقة لكل طالبة كنتُ مسؤولة عنها وعن راحتها، ولكل من عمِل تحت إدارتي وقتها.
كنتُ أشتاق ليوم الجمعة حيث كان العمل يبدأ السبت قبل سنوات، أسبق خطواتي إلى المكان قبل أن يصِلنَ وأقفُ في شرفةِ المكتب كأم ٍ تنتظر أبناءها رغم صغر سني فقد كنتُ في مثل عمرهن تقريباً في تلك الفترة كنتُ أتابعهن بفرح وسعادة وهنّ يترجلّن من الحافلات، ويتجهنَ نحوَ أمتعتهن وتفاصيلهن الصغيرة، يستلمن ما أحضرن من متعلقات شخصية وحقائب، وكم كانت سعادتي كبيرة حينما تقع عيناي على «الأواني والقدور» الكبيرة وسلال الفاكهة والحلويات التي تحضر مع بعضهن من أجل أن يتناولن العشاء في مجموعات بعد أن يرتحنَ من عناء الطرق، حيث تلتقي الإمارات جميعها هناك عند بوابة جامعة الإمارات، وبوابات المساكن الطلابية الجامعية التي تستقبل الطالبات في مثل هذه الأيام.
عصرَ أمس استعاد المشهد ذاته بعد انقطاع عام ونصف وأكثر، أطربني مشهدُ الحافلات والطالبات وأشجاني وانحدرت دمعةُ شوقٍ وأنا أستعيد شريط الذكريات، حيث صرتُ بعيدةً منذ سنوات عن تلك الأجواء، وفرحتُ كثيراً ورفعت يديَّ حمداً وشكراً للهِ أن عادت الأيام بعد انقطاع طالَ بسبب جائحة كوفيدـ 19، التي أكلت تفاصيلنا، وتغذّت على أوقاتنا، وحرمتنا من أيامنا العادية التي نُحب، ها هي َ جامعةُ الإمارات العربية المتحدة تستقبل طلابها وطالباتها، وتلكَ الحافلات تدلف من بوابات المساكن الجامعية حاملة المستقبل على مقاعدها في عيون بنات الوطن وزميلاتهن اللائي بدأنَ يوم أمس أول أيام عامهن الجامعي، ومعهن تعود لمدينة العين ولشوارعها تلك الحركة المُحببة ظهر كل يوم أربعاء، وعصر كل يوم سبت من أيام الأسبوع.
لا أعرف وصف الشعور الذي خالجني لحظتها، كيف فرَّ القلب من مكانه وتمنيتُ لو أنني كنت في استقبالهن كما كان ذلك منذ سنوات مضت، المشهد واقعي مُنتظر، والحمد ُ لله ِ أن تحقق، وعادت بعض تفاصيل الحياة إلى طبيعتها المقرونة بالالتزام والاحتراز من أجل صحة الجميع، وكما هم العصافير الصغار عادوا أيضاً إلى أعشاشهم الجميلة منطلقين نحوَ حديقة العلم وأناشيد الصباح.
ذكريات عنّت على الخاطر مع مشهد الحافلات، قطعتُ معه سنواتٍ من العمر مضت في خدمة هذا الوطن العظيم الذي أخدمهُ اليوم من مواقع أخرى مختلفة ولله الحمد. عام ُ دراسي سعيدٌ لجميع الأبناء والبنات

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©