الإثنين 20 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

نقشٌ على سطر

نقشٌ على سطر
27 سبتمبر 2021 01:06

«أنت عصبي» خذ نفساً عميقاً وتمهل، حاول ضبط النفس، انظر حولك، تمعّن فيمن يشاركك الحوار، هل هو غاضبٌ؟ مندهش؟ يغشى صوته الصمت؟ اقرأ ملامحه/ ملامحهم جيداً، كُن مصغياً لما يقول، اخفض صوتك لكي تفهم، الصوت المرتفع يغلق بوابات السمع والبصيرة، وحده الهدوء يصنع السكينة، ويبعث على السلام الداخلي، الهدوء طريق الوعي ونافذة الاتزان. يمكن أن نسمي الهدوء طوق نجاة أمام الكثير من الصدمات والصدامات، إنه حزام أمان العلاقات الإنسانية، لا تغضب، كن مستمعاً جيداً، حاول أن تكون إنساناً متزناً، لتبدو الحياة بكَ وبمن حولك أكثر إشراقاً، ورحابة.
وحين يأخذك القلق، وتبدو العدسة ضيّقة في نظرك، وتصيرُ كمن يسير وكأن الريح تحته، حاول اجتياز الحالة، والخروج منها بأسرع وقت، حاذر من الاستسلام لحالة التّوهان وحركة الوقت، جرّب أن تكتب، دوّن ما يدور في بالك، ويعنّ على خاطرك، كن أكبر من الأزمة التي تحاصرك، اكسر القيدَ، وفكّ الأسر، وانطلق بذاتك نحو مساحات أرحب من الفضاءات الممكنة، إننا نستطيع اجتياز العقبات التي يمكن أن تعترضنا، علينا أن نؤمن بأن الله معنا، ونحنُ معه، ومن كان الله معهُ لا يُخذل ولا يَحزن.
عندما تشعر بأن ثمة أبواباً قد أغلقت أمامك، ثق بأنها ليست مغلقة، ولكنك تراها كذلك، لأنك تُفكّر خارجها ولا تمعن النظر حولها، لذا تشعر بالضيق، وربما بالحزن أو الغبن أحياناً، رغم أن الابتسامة قريبة منك، إنها تقف على حافة شفتيك مدّها نحو الضوء سوف ينسكب الفرح في داخلك، سيبعث فيك طاقة خافتة كانت، لكنها معهُ وفيهِ وجدت ضالتها، تمددت كشَفت عن ذاتها، فما عليك إلا أن تفصح عن ذاتك لتكون قريباً منك، ليس بعيداً عن داخلك، ثق إذن بأنه في كل ذلك تتجلى حكمة ربانية عظيمة تهيئ لك الأسباب وتشرّع أبواب السعادة لك.
للحياة السوّية السعيدة مفاتيح جميعنا يمتلكها، ولكن أكثرنا يتجاهلها وبتجاهله ذلك فهو يخسر الكثير من المقومات التي تساعده على أن يملأ روحه بالسعادة وأن ينثرها حوله، وأن يُشرك الآخرين معه في تبادل الفرح، وأن يكون معطياً بقدر ما يأخذ وأكثر، فالعطاء حياة، وفي ممارسة هذه القيمة وتكريسها تقع السعادة الحقيقية. كأن الحب قيمة عظيمة فمن آمن به، وعمل بهِ يقي قلبه من عثرات الهم والحزن والضيق، فالحب علاج ناجع لكثير من المشكلات النفسية التي قد تطرأ على أحدنا، وقد حثّ الإسلام عليه، بأن تُحب لأخيك ما تحبّ لنفسك، فهنا العطاء الحقيقي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©