عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
منذ عقود طويلة، اهتم المغرب بحفظ تراثه المادي واللامادي، وصون ذاكرته وموروثه وتاريخه وأمجاده، كما حرص على توثيق حضارات استوطنته منذ فجر التاريخ حتى اليوم، من خلال المتاحف المنتشرة في المناطق المغربية.
يقع في حي من الأحياء القديمة في الدار البيضاء متحف تراثي تم إنشاؤه عام 1997، ويضم قاعات فسيحة بهندسة تنهل من الطراز المعماري للمساكن المغربية والأندلسية. وهنا يمكن للزائر المغربي أو الأجنبي أن يتعرف على جزء كبير من تاريخ المغرب، حيث لطالما كان التعايش بين الشعوب منتشراً في المجتمع المغربي ومنذ عدة قرون وحتى اليوم.
ويعرض المتحف بعض الأزياء والحلي المغربية التي كانت سائدة في عدد كبير من المدن والقرى المغربية، وبعض النسخ النادرة من التسجيلات لمطربين منحوا الكثير للأغنية الشعبية المغربية. ويحتوي المتحف على مخطوطات مكتوبة باللهجة المغربية لكن بالحرف العربي، ونسخ نادرة، كما يمكن للزائر أن يتعرف على مدى البراعة في صناعة الأواني النحاسية والأحذية وصناعة الحلي. كما يمنح المتحف زائره فرصة التعرف على بعض طقوس الزواج، من خلال عرض ثوب العروس والقفطان المذهب الذي برع في تصميمه خياطون من فاس ومراكش وتطوان. وتشرف على هذا المتحف زهور رحيحل، المهتمة بالتاريخ والتي تقدم برنامجاً إذاعياً يحظى بمتابعة عالية.
ينظم المتحف زيارات لطلبة المدارس والجامعات المغربية والأجنبية لكي يتعرف الجيل الجديد على جزء مهم من تاريخ المغرب وحضاراته.
