الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحذيرات من «انفجار مجتمعي» وشيك في لبنان

متظاهرون لبنانيون يحاولون بالقوة فتح بوابة محصنة تؤدي إلى مقر البرلمان وسط بيروت (أ ف ب)
15 مارس 2021 00:43

شادي صلاح الدين (لندن)

أثار الانخفاض الحالي للعملة اللبنانية والتدهور غير المسبوق للاقتصاد، بشكل عام، غضب اللبنانيين في جميع أنحاء البلاد، الذين اندفعوا إلى الشوارع، لتصبح البلاد على شفا ثورة لا يعلم أحد عواقبها.
ولا يرجع شعور المحتجين باليأس إلى أن الحكومة فشلت لسنوات في معالجة انخفاض قيمة العملة ومعدلات الفقر والانهيار الاقتصادي فقط، بل إلى عدم وجود رؤية مستقبلية تخرج البلاد من هذا النفق المظلم.
وقال متظاهر في ساحة الشهداء في بيروت لإذاعة صوت ألمانيا «دويتش فيله»: «نحن محرومون من حقوقنا الأساسية، مثل الأمن والتعليم والمياه والكهرباء، حتى الهواء الذي نتنفسه ملوث»، مؤكداً استعداده لمواصلة الاحتجاج حتى تلبية جميع مطالب المتظاهرين.
وأضاف الشاب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «إنه لا يصدق أن الدولار يساوي الآن 12500 ليرة لبنانية، وهو ما يعني أن الليرة فقدت أكثر من 90 في المئة من قيمتها».
وقال مراقبون: «إن لبنان بات في الهاوية، ولا حلول تلوح في الأفق للأزمة الراهنة»، مؤكدين على «ضرورة تقديم الجميع خاصة الطبقة السياسية لتنازلات حقيقية لتشكيل حكومة من الاختصاصيين تدفع العجلة الاقتصادية للأمام».
من جانبها، قالت آنا فلايشر، منسقة البرامج والمحللة في مكتب بيروت التابع لمؤسسة «هاينريش بول الألمانية الشرق الأوسط»: «فقد الناس الأمل وهم يائسون تماماً، ولا يوجد مؤشر على تشكيل حكومة جديدة في أي وقت قريب، والآن فقط، ظهرت شائعات بأنه سيكون هناك انقطاع تام للكهرباء في أبريل، وهو ما يزيد من الشعور بعدم الأمان».
ومن وجهة نظرها، من المتوقع حدوث تصعيد للوضع، وكذلك تدهور في الوضع الأمني. وقالت: «لدى الناس إحساس عام بالظلم يأتي بالإضافة إلى المشاكل اليومية مثل الكهرباء وانخفاض قيمة المال والجوع، لأن المواد الغذائية الأساسية أصبحت مرتفعة التكلفة ولا يتحملها الفقراء»، مشددة على أن الوضع بشكل عام غير مسبوق.
وامتد السخط تجاه الأوضاع الاقتصادية أيضاً إلى الجيش، حيث بدأ الغضب يتنامى في صفوف قوات الأمن اللبنانية بسبب انهيار العملة، الذي قضى على معظم قيمة رواتبهم، مع زيادة الاضطرابات وتصاعد الجريمة.
وفي هذه الأثناء، سلطت صحيفة «جلوب أند ميل» الكندية، الضوء على المأساة الحالية في لبنان، حيث أشارت إلى أن تحذيرات قائد الجيش، العماد جوزيف عون، من أن الضغط على الجنود ومعنوياتهم قد يؤدي إلى «انهيار داخلي» لم تلق آذاناً صاغية.
ويبلغ الراتب الأساسي الشهري للجندي، والذي كان يبلغ سابقاً 800 دولار، أقل من 120 دولاراً حالياً. ودفعت تخفيضات الميزانية الجيش إلى قطع اللحوم عن وجباته العام الماضي.
وكشفت الصحيفة الكندية عن تحذيرات بعض المسؤولين من أن قوات الأمن ستعاني لاحتواء الاضطرابات، مشيرة إلى أن أكثر من نصف السكان فقراء الآن، مع انخفاض الأجور بشكل عام، وارتفاع الأسعار، وعدم وجود خطة إنقاذ حكومية في الأفق.
ومع وصول البلاد إلى حافة الهاوية، من المتوقع أن تتفاقم الاضطرابات، لاسيما بعد أن أحرق لبنانيون إطارات سيارات وأغلقوا طرقاً رئيسية لمدة أسبوع. وتنذر الأوضاع الجديدة بحدوث انفجار مجتمعي وشيك، وأن الحركة في الشارع يرجح لها أن تتعاظم كلما ضاقت الأوضاع الاقتصادية، وهو ما على المسؤولين في لبنان أن ينتبهوا له قبل أن يخرج الأمر عن السيطرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©