الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان.. قلق من تدهور التماسك الاجتماعي وتفشي الجريمة

لبنان.. قلق من تدهور التماسك الاجتماعي وتفشي الجريمة
16 مايو 2021 02:20

شادي صلاح الدين (لندن)

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، حيث انزلق أكثر من نصف السكان إلى براثن الفقر، على وقع الجمود السياسي، تتزايد المخاوف من تفشي الجريمة المسلحة، من السرقة في الشوارع إلى خطف الأطفال، حيث أُجبر الكثيرون على البقاء على قيد الحياة بأي وسيلة ضرورية.
وفي هذه الأثناء، لم تكتف ميليشيا «حزب الله» الإرهابية، بتحويل لبنان إلى ساحة لمغامراتها العسكرية والسياسية، التي يدفع مواطنو هذا البلد ثمناً باهظاً لها منذ عقود، بل تعمل كذلك على استغلال الأزمة الراهنة هناك، لتوظيف الاقتصاد اللبناني لخدمة أنشطته الإجرامية، خصوصاً تجارة المخدرات، التي ينخرط فيها على نطاق واسع، داخل منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
وتواجه مجموعات المساعدات الإنسانية أزمة عملة تفاقمت بسبب استخدام أسعار الصرف المتعددة في البلاد. ونقل موقع «ديفيكس» عن ميليا تشارلز، المستشارة الفنية للحماية الاجتماعية والأمن الغذائي وسبل العيش في منظمة إنقاذ الطفولة في بيروت: «إن وضع الأطفال مفجع للغاية، إذ أن كثيراً من العائلات تتصل بالخط الساخن للتغذية لدينا، قائلين إنهم غير قادرين على إطعام أطفالهم بسبب ارتفاع الأسعار».
وفي خضم الأزمة الاقتصادية، تفاقم ميليشيا «حزب الله» المأساة، بإجبار أصحاب المزارع، على التعاون معها في أنشطتها الإجرامية، عبر تهديد من يرفض الانصياع منهم لأوامره بالقتل أو إحراق المحاصيل، وذلك تحت سمع وبصر أجهزة الدولة اللبنانية، العاجزة عن التصدي لهذه الممارسات الإجرامية.
وبحسب محللين غربيين، تشكل منطقة الخليج هدفاً رئيساً لعمليات الاتجار والتهريب التي يتورط فيها «الحزب»، وهو ما كشفت عنه السلطات السعودية، بعدما أجهضت قبل أسابيع قليلة، محاولة لتهريب كمية كبيرة من حبوب الأمفيتامين المعروفة باسم الكبتاجون، قادمة من لبنان.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية واسعة الانتشار، قال المحللون: إن ضبط هذه الشحنة، التي شملت أكثر من 5.3 مليون حبة، يشكل أحدث مؤشر على تزايد نشاط «حزب الله» في تجارة المخدرات، استغلالاً للفراغ الحكومي والشلل السياسي القائم في لبنان.
وأشاروا إلى أن «الحزب» يحاول من خلال هذه التجارة الإجرامية، تعويض التراجع الكبير في ميزانيته، بفعل العقوبات الأميركية.
وأشارت الصحيفة البريطانية المتخصصة في الشؤون المالية والاقتصادية، إلى أن الشحنة الأخيرة، التي ضُبِطَت في ميناء جدة في 23 أبريل الماضي، شكلت «القشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير»، وأدت إلى اتخاذ السلطات السعودية قراراً حازماً، بتعليق استيراد كل أنواع الفواكه والخضراوات من لبنان.
ويعني ذلك أن المزارعين اللبنانيين، الذين يعانون بالفعل جراء الانهيار الاقتصادي الراهن في بلادهم، باتوا يتكبدون مصاعب إضافية جراء جرائم «حزب الله».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©