الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مطالبات لإدارة بايدن بكبح «حزب الله»

مطالبات لإدارة بايدن بكبح «حزب الله»
31 يوليو 2021 23:18

دينا محمود (لندن) 
يبدو الوضع الكارثي الحالي في لبنان، مُنذراً بالخطر لا بالنسبة لسكانه ولدول منطقة الشرق الأوسط فحسب، ولكن للقوى الدولية الكبرى كذلك، وعلى رأسها الولايات المتحدة. ففي الوقت الذي تُكرس فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سياستها الخارجية في المنطقة، للمفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الذي أُبْرِمَ مع إيران في 2015، يرى محللون أنه يتعين على البيت الأبيض، إبداء الاهتمام الأكبر لمزيج الأزمات السياسية والاقتصادية والمجتمعية، التي تعصف بلبنان وتهدده بانهيار وشيك.
وقال محللون غربيون إنه على الرغم من أن لبنان يبدو بلدا صغيرا، فإن ذلك لا ينفي أن هناك قضايا مهمة، تتعلق بالمصلحة الوطنية الأميركية، توجد على المحك فيه، ما يوجب على إدارة بايدن التعامل بشكل أكثر جدية مع هذا الملف، ووضعه على رأس أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وتتمثل الخطوة الأولى التي يتوجب على الإدارة الأميركية اتخاذها على هذا الصعيد، في تحجيم دور ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، التي أججت الأزمة على الساحة اللبنانية على مدار الشهور القليلة الماضية، دون اكتراث بالثمن الباهظ، الذي يتكبده سكان هذا البلد جراء ذلك.
فمنذ استقالة حكومة حسان دياب عقب انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي، عرقل «حزب الله» وحلفاؤه الجهود التي استهدفت تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري، بهدف طي صفحة الفراغ الحكومي، الذي فاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية، وحال دون إجراء إصلاحات تشترط القيام بها المؤسسات المالية الدولية، لتقديم الدعم الاقتصادي الضروري للسلطات اللبنانية.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «ذا هيل» الأميركية، أكد المحلل راسل برمان الباحث البارز في معهد «هوفر» للدراسات والأبحاث في الولايات المتحدة، أن لدى إدارة بايدن كل الأسباب التي تحملها على توسيع نطاق دعمها للبنان، وتقديم مساعدة إنسانية لهذا البلد، جنبا إلى جنب مع ما توفره من مساعدات للجيش، الذي يشكل بنظر الكثيرين المؤسسة الوحيدة القادرة على الحفاظ على استقلاليتها على الساحة اللبنانية.
وحذر برمان من العواقب الوخيمة، التي قد تترتب على تقاعس الإدارة الأميركية عن الاضطلاع بدور أكثر إيجابية حيال الأزمة اللبنانية، ومن بينها إفساح المجال لقوى دولية أخرى لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، بجانب تهيئة تربة خصبة لازدهار الأفكار المتشددة والمتطرفة، التي تساعد التنظيمات الإرهابية على تجنيد مزيد من العناصر، والتحضير لشن هجمات إرهابية داخل المنطقة وخارجها.
بجانب هذا وذاك، من شأن تجاهل الولايات المتحدة للأزمة المتفاقمة في لبنان، إذكاء احتمالات اندلاع الصراع الأهلي من جديد في هذا البلد، على غرار ما حدث بين عاميْ 1975 و1990، ما يرجح تحول أراضيه إلى نقطة انطلاق لموجة لجوء جديدة. كما أن انهيار الدولة اللبنانية، قد يفتح الباب وفقاً لـ«برمان»، أمام استيلاء «حزب الله» على السلطة في بيروت بشكل مباشر، أو سيُمَكِّنه من تعزيز سيطرته على معاقله التقليدية، وترك باقي مناطق لبنان تنزلق نحو الفوضى، وهو ما سيصب في صالح الأنظمة المارقة الداعمة له على الساحة الإقليمية.
ويؤكد ذلك أن المصلحة الوطنية الأميركية، تتطلب من إدارة بايدن، اتباع مسار مختلف في التعامل مع الأزمة في لبنان، واتخاذ موقف يستهدف حماية سيادته وتطهيره من الفساد، من خلال كبح جماح «حزب الله» كخطوة أولى على هذا المضمار.
وشدد برمان في تصريحاته على أن الأزمة اللبنانية تتفاقم في ضوء أن الطبقة السياسية الحاكمة في بيروت، التي تبدو فاسدة على نحو يستعصي على الإصلاح، لا تبذل أي جهد للوفاء باحتياجات مواطني البلاد، بالتزامن مع الانقسامات التي تسود صفوف المعارضة، وعدم وجود إمكانية لإجراء انتخابات قبل العام المقبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©