الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مواجهة الفصائل المتطرفة.. أخطر تحدٍ يواجه «طالبان»

مواجهة الفصائل المتطرفة.. أخطر تحدٍ يواجه «طالبان»
19 أغسطس 2021 03:39

دينا محمود (لندن)

لا يشكل نجاح حركة «طالبان» في إعادة بسط سيطرتها على أفغانستان، نهاية المطاف بالنسبة للحركة التي سبق لها حكم البلاد قبل نحو 20 عاماً، فهي قد تواجه خلال الشهور القليلة المقبلة، تحديات مختلفة تماما، عن تلك التي تعاملت معها طيلة السنوات، التي ظلت فيها خارج أروقة السلطة.
ولا تقتصر هذه التحديات على طمأنة الرأي العام في داخل أفغانستان وخارجها، على أن «طالبان» بنسختها الحالية تختلف عما كانت عليه عندما وصلت للحكم للمرة الأولى منتصف تسعينيات القرن الماضي، بل قد تشمل خوضها مواجهات عسكرية محتملة وربما حتمية، لا مع أنصار الحكومة الأفغانية السابقة فحسب، وإنما مع عناصر تنظيمات مسلحة، ربما جمعتها بـ«طالبان»، علاقات تحالف أو تنسيق، منذ سقوط نظامها في كابول أواخر 2001.
ومن بين هذه التنظيمات، كما قال خبراء غربيون لصحيفة «الجارديان» البريطانية، مجموعات تدين بالولاء لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وعلى الرغم من أن «طالبان» واجهت «داعش» بشكل فعلي على مدار السنوات القليلة الماضية ما أدى إلى تقلص قدراته بعض الشيء، فإنه تمكن خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري من استعادة بعض من قوته، بما أفسح له المجال لتنفيذ هجمات دموية، فاق عددها بحسب بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، 75 هجوما، استهدف العديد منها النساء والأجانب والأقليات، فضلا عن العسكريين.
بجانب ذلك، لا يزال تنظيم «القاعدة» الإرهابي يحتفظ بما قد يصل إلى 500 من مسلحيه في أفغانستان، التي أُجبر على الفرار منها قبل 20 عاما. 
وتفيد المؤشرات بأن هذا التنظيم، تمكن خلال السنوات الأخيرة، من العودة ببطء إلى الأراضي الأفغانية، ولكنه لا يزال لا يتمتع بطبيعة الحال، بالبنية التحتية المتماسكة، التي كان يحظى بها في الفترة ما بين عاميْ 1996 و2001.
وتُضاف إلى «داعش» و«القاعدة»، مجموعة من الفصائل المتشددة الأخرى، التي قد لا يشكل كل منها تهديداً كبيراً في حد ذاته، ولكن أنشطتها مجتمعة، يمكن أن تفاقم زعزعة الاستقرار، أو قد تُسهَّل هجمات إرهابية، تشنها تنظيمات أكثر قوة.
وفي هذا السياق، أشار الخبراء الغربيون، إلى أن أكثر ما يمكن أن يثير قلق قادة «طالبان» في الفترة القادمة، هو ذلك «الخليط المعقد» من الفصائل المتطرفة المرابطة في الشرق الأفغاني، وهي مجموعات ذات تاريخ طويل من العنف الوحشي، فضلاً عن تنظيمات إرهابية تدفق عناصرها على أفغانستان عبر حدودها مع دول الجوار.
وفي ظل تقديرات أممية تفيد بأن عدد المسلحين الأجانب الموجودين في أفغانستان حالياً، يتراوح ما بين 8 إلى 10 آلاف عنصر، شدد الخبراء على أن الكثير من الجماعات المتطرفة الناشطة في الداخل الأفغاني، قد ترفع السلاح في وجه «طالبان»، بدعوى أنها بدأت في انتهاج «سياسات متساهلة ومتهاونة لاسترضاء الغرب».
وتتبنى هذه التنظيمات الإرهابية مفاهيم «سلفية ومتطرفة»، استلهمتها من «داعش» وتجربته القصيرة في إقامة خلافته المزعومة في سوريا والعراق خلال العقد الثاني من القرن الحالي، وهي المفاهيم التي تتناقض حتى مع الأفكار التي تناصرها «طالبان» منذ نشأتها.
وسيزيد من صعوبة أي مواجهات محتملة بين «طالبان» وأي تنظيمات إرهابية في أفغانستان، عجز الحركة المتوقع عن مراقبة كل ركن من أركان هذا البلد مترامي الأطراف ذي التضاريس الوعرة، خاصة في ظل وجود أمراء حرب محليين لا يزالون يبسطون سيطرتهم على بعض المناطق فيه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©