الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صدامات جديدة في حرم «الأقصى» وإصابة 42 فلسطينياً

آلاف المصلين يؤدون صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك في الحرم القدسي (أ ف ب)
30 ابريل 2022 01:57

القدس (وكالات) 

أدت صدامات جديدة بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية إلى سقوط 42 جريحاً، أمس، في حرم المسجد الأقصى الذي يشهد توترات منذ أسابيع، حسبما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني.
وقال الهلال الأحمر: «42 إصابة خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في المسجد الأقصى»، مشيراً إلى أن 22 منهم نقلوا إلى مستشفى محلي. وكانت حصيلة سابقة للمصدر نفسه أفادت بسقوط 12 جريحاً.
وأوضح أن معظم الجرحى أُصيبوا «في الجزء العلوي من الجسد، ولا يوجد أي إصابات خطيرة».
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، أنها دخلت باحة المسجد بعدما ألقى «مثيرو شغب» حجارة ومفرقعات باتجاه حائط البراق.
وقالت إن عناصرها استخدموا «وسائل تفريق الشغب» لاحتواء الاضطرابات. وأفاد شهود بأن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
وأضافت الشرطة الإسرائيلية إنها أوقفت ثلاثة أشخاص، اثنان منهم لرميهما الحجارة، والثالث «للتحريض على التظاهر».
وأوردت الشرطة «خلال الساعة الماضية، كان الموقع هادئاً، ويدخل المصلّون المسلمون بأمان» إلى المسجد. وأفاد شهود عيان بتراجع حدة المواجهات بعد صلاة الفجر. وعاد هدوء هش إلى المكان الذي تجمع فيه حشد المصلين في وقت مبكر من بعد ظهر آخر جمعة من شهر رمضان. وأدى الصلاة نحو 160 ألف مصلّ في المسجد في آخر جمعة في رمضان.
وأشار صحافي من وكالة فرانس برس إلى أن المتظاهرين رفعوا الأعلام الفلسطينية.
إلا أن مستوى التوتر لا يزال مرتفعاً في باحة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
وفي الأسبوعين الأخيرين، جُرح أكثر من 300 فلسطيني في صدامات مع قوات الأمن الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى بالتزامن مع شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
ويقع المسجد الأقصى في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل بعدما احتلتها في 1967 مع الضفة الغربية، إضافة إلى قطاع غزة والجولان السوري. ويدير الأردن الأقصى، لكن الدخول إليه يخضع للسيطرة الإسرائيلية. ووقعت الصدامات الجديدة في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان.
وأثارت اقتحامات الشرطة الإسرائيلية لباحات الأقصى خلال رمضان قلقاً عالمياً، لكن إسرائيل أصرت على أنها اضطرت لاتخاذ تدابير ضد ناشطين كانوا يسعون لإثارة اضطرابات في أنحاء القدس.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أن الدولة العبرية «ملتزمة» بالمحافظة على الوضع القائم في حرم المسجد الأقصى.
ويتهم مسؤولون فلسطينيون وناشطون إسرائيل بالسعي إلى تقسيم الأقصى إلى قسمين يهودي ومسلم أو تقسيم أوقات الزيارة، كما هي الحال في موقع مقدس آخر في مدينة الخليل المجاورة.
وقد أعربوا عن غضبهم من توغل متكرر لقوات الأمن الإسرائيلية في الحرم القدسي.
ومنذ 22 مارس، قُتل 26 فلسطينياً، بينهم ثلاثة مهاجمين خلال مواجهات أو عمليات مختلفة، يضاف إليهم ثلاثة مهاجمين آخرين من العرب في إسرائيل نفذوا هجومين وقعا في كل من بئر السبع والخضيرة، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنهما.
وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 14 شخصاً في هجمات خلال هذه الفترة.
وفي الوقت نفسه، أطلقت فصائل فلسطينية مسلحة صواريخ من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية ورد الجيش الإسرائيلي بسلسلة غارات. وتثير المواجهات الحالية في باحة المسجد الأقصى مخاوف من اندلاع نزاع مسلّح جديد مماثل للحرب الدامية التي استمرت 11 يوماً في مايو 2021 بعد اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة أدت إلى سقوط مئات الجرحى من الفلسطينيين. 

الأمم المتحدة تدعو للحفاظ على التهدئة
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، ضرورة تكثيف الجهود وتكاتفها للحفاظ على التهدئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، و«احترام الوضع التاريخي ووقف الأعمال الاستفزازية».
وذكرت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من جوتيريش، جرى خلاله بحث الجهود المبذولة لإنهاء التوتر واستعادة الهدوء في المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف.
ووفق البيان، أطلع جوتيرش الوزير الأردني على الجهود والاتصالات التي يقوم بها من أجل وقف التصعيد واستعادة التهدئة الشاملة.
من جانبه، أكد الصفدي ضرورة احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف، وإزالة القيود المفروضة على المصلين وإدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية صاحبة الصلاحية الحصرية في إدارة كل شؤون الحرم القدسي الشريف «سبيلاً لإنهاء التوتر واستعادة التهدئة».
وقال الصفدي إن وقف إسرائيل دخول غير المسلمين إلى الحرم القدسي الشريف خلال الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك خطوة على الطريق الصحيح نحو ذلك ستسهم في تعزيز جهود التهدئة، مؤكداً ضرورة العمل الفوري والفاعل لإيجاد أفقٍ سياسي حقيقي يعيد الأمل والثقة بجدوى العملية السلمية، ويحقق تقدماً نحو تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين.
وثمن الصفدي موقف الأمين العام الداعي لاحترام الوضع التاريخي في المقدسات وجهوده المستهدفة استعادة التهدئة الشاملة وتفعيل العملية السلمية لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.
ويأتي الاتصال بين جوتيريش والصفدي في ظل اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، وآخرها فجر أمس، في إطار مساعي السلطات الإسرائيلية لتقسيم المسجد زمانياً ومكانياً بين المسلمين واليهود.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©