الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات تقود جولة لوفد من أعضاء مجلس الأمن في رفح

لانا نسيبة وعدد من أعضاء مجلس الأمن خلال اجتماع مع مسؤولين مصريين بجامعة سيناء (تصوير وائل بدران)
13 ديسمبر 2023 01:48

وائل بدران (رفح)
قادت دولة الإمارات، أمس، جولة للأعضاء الحاليين والمقبلين في مجلس الأمن، في مدينة رفح ومعبر رفح الحدودي الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، للوقوف على الوضع الإنساني والتحديات التي تواجه نقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع عن كثب.
وهدفت الزيارة إلى إطلاع أعضاء المجلس على المعاناة الشديدة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة وأوضاعهم الإنسانية الصعبة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة. 
وشارك في الزيارة وفد من مجلس الأمن الدولي، من بينهم سفراء المملكة المتحدة والصين وروسيا وألبانيا وغانا والإكوادور وموزمبيق وروسيا وسلوفينيا واليابان والجمهورية الكورية وسيراليون وسويسرا، إلى جانب المفوض السامي لشؤون اللاجئين فليبي لارزيني ومنسقة المساعدات الإنسانية الأممية في الأراضي الفلسطينية لين هيستنغس. 
وتضمنت الجولة التي واكبتها «الاتحاد»، اجتماعاً لوفد مندوبي مجلس الأمن الدولي، مع محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، والسفير طارق طايل المسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية المصرية، والسفير المصري السابق لدى فلسطين، وزيارة للمصابين الفلسطينيين الذين يخضعون للعلاج في مستشفى العريش المركزي. 
كما شملت الجولة زيارة إلى المركز اللوجستي لتعبئة وتحميل شاحنات المساعدات الإغاثية بمدينة العريش، وزيارة معبر رفح الحدودي الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، للاطلاع على شحنات المساعدات المكدسة عند المعبر، والتحديات أمام إيصال المساعدات. 
وعلاوة على ذلك، حضر أعضاء مجلس الأمن، بالصفة الوطنية لدولهم، افتتاح محطة لتحلية مياه البحر بتمويل وإدارة إماراتية. 
وأكدت معالي السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أهمية الجولة في السماح للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بصفتها الوطنية، على فهم المعاناة والدمار الذي يعانيه سكان قطاع غزة وآمالهم، لاسيما في وقف إطلاق النار، معربة عن الامتنان للجهود الكبيرة التي تقوم بها الأمم المتحدة في تسهيل إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين. 
وأعربت السفيرة باسم الوفد عن شكرها للحكومة المصرية على حسن ضيافتها، وترتيب هذه الزيارة خلال فترة وجيزة، وللسماح لها ولمندوبي مجلس الأمن الآخرين بإجراء هذه الزيارة بصفاتهم الوطنية كدول لفهم ليس فقط المعاناة والدمار اللذين يعانيهما سكان قطاع غزة، ولكن أيضاً آمالهم وقوتهم.
وأوضحت أن هذه هي الرسالة التي نستحضرها من خلال الزيارة الوطنية بصفتنا الفردية إلى جمهورية مصر العربية. 

كما أعربت عن شكرها لكل الجهود التي بُذلت في نيويورك، وعن الامتنان للمجهود الكبير الذي تبذله الأمم المتحدة على الأرض في مصر وفي فلسطين، معربة عن خالص تعازيها لكافة المدنيين الفلسطينيين وعمال الإغاثة الإنسانية، وكذلك كافة الصحافيين الذين فقدوا أرواحهم، وكثير منهم مع ذويهم، دفاعاً عن المدنيين الفلسطينيين.
ولفتت إلى أن أولئك الذين فقدوا أرواحهم اختاروا بناء الجسور، وتقديم الأمل لمجتمعاتهم، حتى في مواجهة أحلك لحظات اليأس، مشددة على أنه كان ينبغي حمايتهم، لكن ذلك لم يحدث. 
وتابعت معالي لانا زكي نسيبة: «نحن هنا لنقول إننا نتضامن مع أسرهم وأصدقائهم وأحبائهم»، مضيفة: «نؤمن بأنهم كانوا يمثلون أفضل ما في قطاع غزة، وكذلك الموظفين الأمميين الذين ظلوا على الأرض لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة». 
وشددت على أن «فقدانهم أرواحهم تذكير صارخ بالتضحيات التي قدمها كثيرون، بينما كانوا يحاولون خدمة جميع من حولهم». 
وذكرت: «يجب أن لا ننسى إنسانيتهم وتصميمهم على مساعدة الآخرين وسط حالة الرعب العالمي»، موجهة حديثها إلى فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الذي حضر الجلسة قبيل توجهه إلى قطاع غزة مباشرة وإلى جميع زملائه في الوكالة الأممية.
ووقف أعضاء الوفد والمسؤولون دقيقة صمت على أرواح الموظفين الأمميين والمدنيين الذين فقدوا أرواحهم، في قطاع غزة، كما عقدوا جلسة مغلقة ناقشوا فيها مجريات الأحداث في غزة.
وقالت: نأمل أن تنعكس زيارتنا على فهم أفضل للتحديات التي تواجه فرق العمل الإنسانية من أجل القيام بمهمتكم على الأرض، وأن ننقل هذا الفهم عبر هذه الزيارة الميدانية إلى مفاوضاتنا في مجلس الأمن في نيويورك. 
من جانبه، رحب اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، بالوفد الزائر، مؤكداً ضرورة العمل على وقف إطلاق النار، وأعرب عن أسفه للمعاناة التي يعانيها المدنيون جراء هذه الحرب. 
وشدد على ضرورة توفير الاحتياجات من مياه الشرب والأدوية والغذاء والدواء، وغيرها من الاحتياجات اللازمة لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة. 

وقال، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»: إن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت من الدول الأولى التي قدمت الدعم للأشقاء الفلسطينيين، وتواصل دعمهم على الصعد كافة، لاسيما إرسال المساعدات الضرورية. 
وفي هذه الأثناء، وجه السفير طارق طايل، المسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية، والسفير المصري السابق لدى فلسطين، الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة، على تنسيق هذه الزيارة للاطلاع عن كثب على التحديات أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. 
وحذر طايل من أن المعاناة الإنسانية في غزة لا يمكن تحملها، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أحاط مجلس الأمن، قبل أيام، بانهيار القطاع الصحي، وما لذلك من تداعيات خطيرة، كما أخطر المجلس بالقيود على حرية الحركة، وتعطل الاتصالات، الأمر الذي يجعل من الصعب على الوكالات الأممية من الوصول إلى المحتاجين، موضحاً أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق أعضاء مجلس الأمن الدولي. 
وخلال زيارتهم إلى مستشفى العريش، التقى وفد أعضاء مجلس الأمن الدولي بعدد من المصابين الذين يتلقون العلاج، واستمعوا إلى قصصهم والظروف التي تعرضوا لها، كما اطلعوا على الإجراءات العلاجية والجهود التي تقوم بها مصر لعلاجهم. 
من جهته، أكد سفير الصين لدى الأمم المتحدة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أهمية الزيارة الميدانية للاطلاع على مجريات الأحداث على الأرض. 
وأشاد، خلال زيارة الوفد، إلى مستشفى العريش، بالجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية والسلطات المصرية لمساعدة سكان غزة عبر إيصال المساعدات التي تشكل أهمية كبيرة لمن هم في أمسّ الحاجة لها، موضحاً: ندرك أن المساعدات الإنسانية ليست كافية، بسبب ضعف عبور الشاحنات. 
وقال: قد لا نكون قادرين على تغيير الوضع بشكل كامل، لكن لن نستسلم، وسنواصل العمل في مجلس الأمن، مضيفاً: كما قلت من قبل «كفى»، ولابد من وقف إطلاق النار. وذكر: «نواصل العمل من أجل إرساء السلام، وهو أمر ليس سهل، لكن لابد من العمل سوياً».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©