عادة ما تصنع المياه الموجودة أسفل القناطر الخرسانية لجسر«نو هاندز» (أو جسر ماونتن كواريز) بركة خلابة وشهيرة للسباحة في شمال كاليفورنيا، مما يجعلها جذابة بما يكفي لفيكتور نجوين للقفز خلال زيارته للولاية في أواخر أبريل. لكن التيارات سريعة الحركة كانت أكثر من اللازم بالنسبة للشاب البالغ من العمر 22 عاماً. وكان من بين ضحايا ما حذرت منه السلطات من تزايد الأخطار على أنهار الولاية هذا العام.
تتدفق المياه قبالة «سييرا نيفادا» بكميات نادراً ما شهدتها الولاية منذ عقود، حيث يذوب تساقط الثلوج على الجبال بشكل قياسي. وتجري الأنهار أعلى وأسفل الوادي الأوسط بكاليفورنيا بهذه القوة، وفي درجات حرارة شديدة البرودة، والتي تحذر السلطات من أن قلة من الناس يمكن أن يعيشوا فيها.
تضيف المياه القوية طبقة جديدة من العواقب والمخاوف الناتجة عن هجمة العواصف الشتوية، التي تطلق العنان لكميات من الثلوج والفيضانات واسعة النطاق والدمار عبر الولاية التي ضربها الجفاف لفترة طويلة.
ذكرت صحيفة «سان خوسيه ميركوري نيوز» أن 8 أشخاص على الأقل اختفوا في المندفعات النهرية هذا الربيع. وقالت السلطات إنه على الرغم من أن الغرق وعمليات الإنقاذ في المياه السريعة أمر شائع كل عام مع ذوبان الثلوج وتوافد سكان كاليفورنيا على المساحات البرية، فإن ظروف هذا العام تمثل مخاطر غير مألوفة ولا يستهان بها بالنسبة لسكان كاليفورنيا الذين اعتادوا على تقلص التدفقات.
قال مايك بودرو، مأمور الشرطة في مقاطعة تولاري، حيث فقد رجلان بعد أن جرفهما نهرا «تولي» و«كويا» مؤخراً: «المياه تتدفق بقوة وبسرعة كبيرة. أعتقد أنهما لم يدركا حجم وقوة تلك المياه». تعد تدفقات النهر نتاج كتلة ثلجية انتهى بها المطاف بأكثر من ضعف القاعدة في معظم مناطق «سييرا»، خاصة نحو الطرف الجنوبي من سلسلة الجبال. ومن خلال إجراء عملية قياس بالقرب من بحيرة «تاهو» في أبريل الماضي ثبت أن كتلة الثلج هي من بين الأعمق التي تم قياسها هناك على الإطلاق.
كان السبب في طوفان هطول الأمطار عواصف متتالية تُعرف باسم أنهار الغلاف الجوي - وهي أنظمة تنتج سحباً ممتدة من الرطوبة الاستوائية. يمكن أن تصبح هذه العواصف أكثر حدة، حيث يؤدي تغير المناخ إلى زيادة كمية المياه التي يمكن أن تحملها.
أدى العدد الكبير للعواصف ونطاقها إلى ظهور مخاوف من زيادة ذوبان الجليد الذي يمكن أن ينتج عنه المزيد من الفيضانات، لكن الربيع البارد نسبياً منع ذلك إلى حد كبير. وغطت بحيرة «تولاري» التي جفت منذ فترة طويلة الأراضي الزراعية بالمياه في جنوب الوادي الأوسط. وبخلاف ذلك، ظلت ضفاف الأنهار والسدود كافية لاحتواء المياه المتدفقة.
ومع ذلك، ظلت الأنهار لأسابيع تتدفق بمعدلات متطرفة مقارنة بالظروف السائدة في السنوات الأخيرة. وعلى النهر الأميركي السفلي في مقاطعة ساكرامنتو، على سبيل المثال، أظهرت بيانات الأنهار أن التدفقات ارتفعت إلى أكثر من 15000 قدم مكعبة في الثانية لأكثر من أسبوع، وهي مستويات لم نشهدها منذ أكثر من عقد. وبالمقارنة، بلغت التدفقات ذروتها عند هذا المستوى لفترة وجيزة في يونيو 2019، وعند 13000 قدم مكعبة في الثانية في يونيو 2011 ويونيو 2017، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم المقاطعة كين كاسباريس.
تزن القدم المكعبة من الماء حوالي 62 رطلاً، مما يعني أن أي شخص يحاول مقاومة التيار في العديد من أنهار الولاية سيواجه قوة تزن آلاف الأرطال.
لهذا السبب، تحذر السلطات من أي استجمام عابر في العديد من الأنهار التي كان من المفترض أن تكون مكاناً للسباحة وصيد الأسماك والتنزه.
في مقاطعة تولاري، أعلن المسؤولون حظر الاستجمام عند أنهار «تول» و«كيرن» و«كويا»، على الرغم من السماح بالتجديف بالكاياك باستخدام معدات السلامة المناسبة والتدريب. وقال بودرو إن هذه القيود قد تظل سارية خلال الصيف.
تم فرض قيود مماثلة على الأنهار الرئيسية، بما في ذلك ميرسيد وسان جواكين وكينجز – حيث جرف هذا الأخير طفلين في أواخر مايو قال الرقيب كيفين جريفيث، الذي يقود فريق الإنقاذ السريع، إن نجوين قفز إلى مياه النهر الأميركي في منطقة الترفيه بولاية أوبورون على الرغم من تحذيرات أصدقائه بعدم القيام بذلك.. وتم العثور على جثته بعد ثلاثة أسابيع في بحيرة فولسوم، ما يقرب من 10 أميال في اتجاه مجرى النهر.
واختفى رجل ثانٍ بعد أن قفز في نهر نورث فورك في عيد الأم ولم يره أحد منذ ذلك الحين. وقال جريفيث إن أولئك الذين يأتون إلى نفس الأماكن، عاماً بعد عام للترفيه، لا يقدرون مدى خطورة النهر.
وأوضح أن هذا ليس فقط بسبب ارتفاع التيارات، ولكن حتى شهر مايو، ظلت المياه باردة بشكل خطير مما جعل السباحين أكثر عرضة لانخفاض درجة حرارة الجسم.
وقالت المتحدثة باسم المقاطعة ويندي ويليامز إن ثلاث أو أربع حالات غرق تحدث في الممرات المائية بمقاطعة بلاسر في عام عادي، «لذا فإن وقوع حادثتي غرق قبل الصيف أمر مقلق للغاية».
سكوت دانس
كاتب متخصص في شؤون المناخ والمجتمع والبيئة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»