تحتضن دولة الإمارات مؤتمر «كوب 28» في نهاية الشهر الجاري، وهو فعالية عالمية سنوية كبرى، يراقبها العالَمُ بأسره ويتابع نتائجها، بالنظر إلى فداحة الأخطار المترتبة على تأثيرات ظاهرة التغير المناخي. ويُعدُّ تفعيل دور الشباب أمراً حاسماً في هذا السياق، حيث يشكِّلون قوة دافعة للتغيير نحو مستقبل أكثر استدامةً وأماناً بيئياً. وما يميز جهود دولة الإمارات هو التركيز على تمكين الشباب وتفعيل دورهم الحيوي للمساهمة في تحقيق تقدُّم ملموس نحو تحقيق هذه الأهداف التي يتطلع إليها العالم.
وتتجسد في هذا السياق رؤية القيادة الرشيدة للدولة، ممثلةً في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الخاصة بضرورة دعم الشباب، فقد أكد سموه في مناسبات مختلفة أنهم «أثبتوا جدارتهم في كل المجالات وأصبحوا مصدر إلهام لغيرهم»، وأن «تمكينهم أولوية قصوى، ودورهم أساسي في إنجاز طموحاتنا التنموية». 
وتعكس دولة الإمارات جدية التزامها بدعم الشباب من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تمكينهم في جهود التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة. وتشمل هذه الجهود توفير فرص تعليمية وتدريبية متخصصة، وتشجيع مشاركتهم في مجال العمل البيئي والمناخي، ودعم مهاراتهم الخاصة بالابتكار في مجال الطاقة المتجددة وتكنولوجيا البيئة.
ويؤكد تمكين الشباب في دولة الإمارات في مجال العمل المناخي التزامها بتعزيز الجهود المجتمعية لمواجهة تحديات التغير المناخي والحفاظ على البيئة. ونتيجة لذلك، يمكن أن تؤدي دولة الإمارات دوراً حيوياً في الوصول إلى التقدُّم المنشود في مؤتمر «كوب 28»، وتسهم بشكل فاعل في تحقيق التنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والعالمي.
وقد نظّمت الدولة برامج تدريبية وورش عمل لتطوير مهارات الشباب، ومساعدتهم على تنمية قدراتهم وإمكاناتهم لمكافحة التأثيرات السلبية لظاهرة التغير المناخي. ومما لا شك فيه أن تمكينهم في هذا السياق يؤدي إلى ظهور رموز شبابية ذات تأثير كبير في المجتمع لنشر الوعي حول قضايا المناخ، وهو ما يمكن ترسيخه وتعزيزه من خلال توسيع المساحة الممنوحة لهم للمشاركة في الفعاليات المختلفة، ودعم إسهامهم في عملية صنع القرار، وتشجيعهم على المشاركة بكثافة في فعاليات التطوع الخاصة بالتغيُّر المناخي.
وانطلاقاً من رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، فقد بلغت نسبة المفاوضين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً ضمن فريق «كوب 28»، نحو 70 في المئة، ما يؤكِّد التزام رئاسة المؤتمر بدعم تمثيل الشباب وتعزيز مشاركتهم فيه. وفي أغسطس 2021، وبالتزامن مع الاحتفاء بفعاليات اليوم العالمي للشباب، أعلن مركز الشباب العربي إطلاق «مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي»، ليشكِّل منصة إقليمية لتعزيز تفاعل الشباب العربي مع القضايا البيئية، ودعم الاستراتيجيات العربية المتعلقة بالبيئة والتغيّر المناخي، وإيجاد قادة رأي ومبتكرين شباب في مجال العمل المناخي.
إن دولة الإمارات التي تُظهر هذا القدر الكبير من الالتزام الجاد بتمكين الشباب في مجال الاستدامة، تُشكِّل نموذجاً يُحتذى به في تحقيق التقدُّم المناخي والبيئي، ومن ثم فإن جهود الدولة المتواصلة في هذا السياق يجب أن تكون مُلهمة للعالم من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية