فيما يؤكد المكانة التي باتت تتمتع بها دولة الإمارات في عالم الذكاء الاصطناعي، أعلن معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، اختيار الإمارات كعضو في مجموعة «عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي».
كانت اليابان قد أعلنت عن هذه المجموعة الدولية إلى جانب الولايات المتحدة، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة؛ لتكون بذلك دولة الإمارات الوحيدة عربيّاً وإقليميّاً ضمن عضوية تلك المجموعة التي تُعنى بصياغة مبادئ توجيهية تعمل كمدونة سلوك أخلاقي لمطوري الذكاء الاصطناعي التوليدي حول العالم.
وقال معالي عمر سلطان العلماء بهذه المناسبة، وضمن منشور على حسابه الرسمي في منصة «إكس» في 07 مايو 2024، إن دولة الإمارات تقف كشريك عالمي في رحلة بناء مستقبل قائم على التكنولوجيا والابتكار تماشياً مع رؤيتها الطموحة لتحقيق التقدم والريادة في هذه المجالات عالميّاً. 
وكان رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، قد أعلن في 02 مايو 2024، وخلال كلمة ألقاها أمام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس، أن نحو 49 دولة ومنطقة وقَّعت على الإطار الطوعي، المسمى مجموعة أصدقاء عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي، وبما يهدف إلى وضع إطار دولي لتنظيم الذكاء الاصطناعي التوليدي وحوكمة استخداماته، وخدمة العالم في الاستفادة من هذه التكنولوجيا سريعة التقدُّم وتجنُّب التداعيات السلبية المحتملة في هذا السياق. 
وقال كيشيدا في كلمته إن الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانية لأن يكون أداة حيوية لزيادة إثراء العالم، ولكن يجب علينا أيضاً أن نواجه جوانبه المظلمة، مثل خطر المعلومات المضللة. وأكَّد أن المجموعة ستعمل على صياغة مبادئ سلوك لمعالجة مثل هذه المخاطر، وتعزيز التعاون الدولي لضمان استفادة جميع دول العالم من الذكاء الاصطناعي الآمن والجدير بالثقة. 
ووسط الجدل العالمي المتزايد حول الذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد كانت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى قد أطلقت عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي، عندما ترأست اليابان المجموعة في مايو عام 2023، لتمثِّل هذه المبادرة أول جهد دولي في العالم يهدف إلى وضع إطار شامل وقواعد دولية لحوكمة الذكاء الاصطناعي من أجل تعظيم فرصه المبتكرة مع التخفيف من المخاطر والتحديات التي يفرضها تقدُّمه، وبما يعزز الوصول لما يسمى بالذكاء الاصطناعي الآمن. وبدأ العمل بالفعل على وضع إطار دولي كأساسٍ لهذه الحوكمة في ديسمبر من العام الماضي، تحت اسم إطار السياسات الشامل لعملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي.
وعلى غرار برنامج «تشات جي بي تي»، فإن عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي يشهد تسارعاً في تطوير تطبيقاته التي يمكن من خلالها توليد النصوص والصور والصوت والفيديو وغيرها من المخرجات ذات الطابع الإنساني القريب من الواقع، وهو تقدُّم يخدم الحكومات حول العالم في تسريع تحقيق أهدافها في التنمية المستدامة ورفع كفاءة قطاعاتها الحيوية، لكنه يفرض في الوقت نفسه تحدياتٍ كبيرة على العالم، من أهمها: انتهاك حقوق الملكية الفكرية، والاستخدامات غير المسؤولة، هذا إلى جانب إمكانية تسخيره كأداة قوية للتضليل أو التعطيل السياسي أو التلاعب بالمعلومات.
إن اختيار دولة الإمارات للانضمام إلى مجموعة «عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي» يمثل اعترافاً دوليّاً بالتأثير الإيجابي الكبير الذي تمتلكه دولة الإمارات في عالم التكنولوجيات المتقدمة؛ وهو أمرٌ يعكس كذلك المكانة التي وصلت إليها الدولة بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، ضمن موضوعات الذكاء الاصطناعي، والتي مكَّنت الإمارات حتى قبل إنشاء هذه المجموعة من استشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي واستباق تحدياته المحتملة، وبما تمخض عنه اختيارها ضمن هذا التعاون الدولي والهادف إلى خدمة البشرية جميعاً من خلال هذه التكنولوجيا المتقدمة.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية