تتحدد المقاربة في موضوع التقليد والحداثة في تضـــارب الآراء وفي تداخل الخلفيات الثقافية، المحركة لمفارقات التأويل والاحتجاج، تجاه التناقض الحاد بين الجديد والقديم، بين التراث والتحديث، إذ كثيراً ما أصبحنا في العالم الثالث نتحدث عن نهضة سياسية واجتماعية، تتخطى الموروث التاريخي، فنطرح الحداثة كهدف للتنمية ومبتغى للتقدم وتوفير الحاجة، لكن المفارقة الأكثر حدة تأتي أحياناً من أن “الآخر” هو الذي يبدع ويعيد، يحرك ويوجه، لإلغاء الماضي وسحب “أجندته” التاريخية من مفاصل الحياة. وانطلاقاً من هذه الرؤية، نسجل أنه أصبح من اللازم تناول جوانب التاريخ الاجتماعي التقليدي، ووضع جدولة تفصيلية بالمحاولات التبخيسية تجاه المواقف والآراء المختلفة المتعلقة بالموضوع، بل أكثر من ذلك ابراز إشكاليات الخلاف وإثارة حوار جدلي بين المناسب والأنسب، الحسن والأحسن، السلبي والإيجابي، من خلال دراسات معمقة حول الظاهرة التقليدية والتمسك بالتراث، وما يثيره من قشعريرة عند البعض من رواد الحداثة في عالم اليوم.
أحمد بن سيدي ــ موريتانيا