بعد وداع حزين ومهيب للراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم وتسلم وانتقال مقاليد الحكم في الإمارة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، اعتبرت الحكومة مستقيلة لحين تشكيل وزارة جديدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وغدا الحديث عن المستقبل حديثا ليس فقط للنخبة التي خبرت مهارة الشيخ محمد الاقتصادية ولكنه أصبح حديثا لعامة أبناء الشعب وهم ينظرون للمستقبل بعيون الأمل وينتظرون حكومة الشيخ محمد بن راشد بالوزراء الذين سيبقون في مناصبهم وبالآخرين الجدد الذين سترفد بهم التشكيلة الجديدة ليكون للدماء الشابة والمسلحة بالعلم والخبرة والتجربة بصماتها المؤثرة والقادرة على إحداث نقلات جادة ونوعية في مسيرة التنمية الشاملة لهذا الوطن الرائع·
يبدو تطوير التعليم واحدا من التحديات التي يجب التوقف أمامها والتفكر فيها طويلا، إذ يرتبط بها مستقبل الأبناء ومستقبل الوطن برمته· وموضوع التعليم ومخرجاته والاهتمام بإنسان الإمارات ورعايته من الروضة إلى الجامعة وإحاطته بالرعاية العلمية وتثقيفه وتزويده بأدوات مواجهة تحديات سوق العمل الشرسة موضوع لا يقبل التأجيل ويتطلب إعداد مناهج وطنية ببعد إنساني ومنهج قيمي وأخلاقي متسق مع الموروث الثقافي يجب أن يكون من أولويات جدول أعمال حكومة الشيخ محمد التصدي لها حفاظا على المكتسبات وتجنيب الأجيال القادمة سوء المنقلب لو بقيت الأمور على ما هي عليه في حالة من السكون اللامتوازن والتوقعات التي تحولت لهواجس وظنون في وضع غابت عنه حقيقة مستقبل الوزارة ومستقبل العاملين بها وتفرق دمها بين المجالس التعليمية وربما غدا المدارس الخاصة التي أصبحت الملاذ والملجأ للكثير من الأسر غاية الحصول على حصيلة علمية تؤهل الأبناء الولوج باقتدار في سوق التعليم العالي أو سوق العمل· مستقبل التعليم في الإمارات مرهون بالعديد من القرارات الشجاعة التي يمكن أن تتخذها حكومة الشيخ محمد الجديدة وتهديها كبطاقة تهنئة لكل أسرة وكل طفل من أبناء الإمارات·
أطلب كمواطن بسيط أطلب من أعضاء الوزارة الجديدة القيام بزيارة لمستشفيات الدولة ليس في المدن الكبيرة ولكن في المناطق النائية في القرى والجزر وتقديم كشوفات عن حالة هذه المستشفيات مدعمة بالصور والملفات والتحقيقات عن حالات الوفيات في غرف العمليات وملفات التجهيزات وملفات الإهمال وتقديمها بصدق وشفافية للحكومة القادمة ومطالبتها بالأموال اللازمة لغرض تقديم خدمات طبية تليق بإنسان الإمارات·
كما أتمنى أن يكون في أجندة الحكومة القادمة ما يتسع لفتح هذه الملفات وملفات أخرى لبناء عيادات وتوفير أطباء وكوادر مساعدة لأن صحة إنسان الإمارات يجب أن تكون على سلم الأولويات مذكرين البعض بأن نسبة صغيرة قادرة على دخول المستشفيات السياحية أو ما اصطلح على تسميته بمستشفيات الخمسة نجوم في ظل غياب التأمين الصحي وسوء الخدمات يبقى المواطن حبيسا بين قيد المرض وأغلال جشع تجار العلاج من أصحاب المستشفيات الخاصة وملاك الصيدليات من كبار تجار الدواء ويبقى الباب مشرعا للمشعوذين وتجار الأعشاب والعيادات المنتشرة كالفطر المتوحش لنيل نصيب كبير في جيوب الباحثين عن قشة للتخلص من ألم الركبة أو الضغط أو السكر حتى وإن كان الدواء الرخيص مرا بمرارة العلقم·
لن افتح ملفات التركيبة السكانية والعمالة الوافدة فقد أشبع الموضوع تنظيرا وتحليلا ولكنني أفتح ملفا واحدا من ملفات وزارة العمل يتعلق بالحالات الإنسانية لعدد كبير من أبناء الإمارات الذين ينتظرون نهاية الشهر لاستلام معونة الشؤون لأقول ألم يحن لوقت للتفكير بمنهج وخطة وبرنامج عمل لاستثمار أموال هذه المساعدات وتحويلها لمشاريع اقتصادية تحفظ كرامة المستحقين بعيدا عن المشاهد التي يمكن أن نراهم من خلالها وهم يفترشون الأرض ويبيعون الدهن والبراقع أمام وزارة العمل ويتدافعون وهم محملون بوهن السنين يتعكزون اللحظة لقبض دريهمات لا يمكنها أن تسدد فاتورة الهاتف أو الكهرباء في ظل الامتداد الأخطبوطي لوحش الغلاء الذي أصبح يلتهم الراتب في اليوم الخامس من الشهر؟ إن إعداد خطة وطنية شاملة للاستفادة من تدوير الملايين من الدراهم وتحويلها لمشروعات إنتاجية سيكون توجها محمودا لوزارة العمل في ظل حكومة الشيخ محمد بن راشد وهو المؤمن والحاض دائما على الابتكار والتميز والجودة·
في فكر الحكومة القادمة نتمنى أن تكون مسألة طوابير العاطلين عن العمل من أبناء الإمارات واحدة من التحديات القابلة للمواجهة والحل فلا يعقل أن وطنا يستثمر المليارات لشق الطرق ومليارات أخرى لمشروعات البناء ووطنا يفتح صدره لاستقبال ملايين العمال من كافة أقطار العالم يتقاضى بعضهم أجورا زهيدة بينما يتقاضى البعض الآخر أجورا من عالم الخيال والبذخ والإسراف أقول إن وطنا يستطيع أن يفعل كل هذا وأن يطلق معجزة اقتصادية كيف يعجز عن توفير30,000 فرصة عمل لمواطنين جامعيين مؤهلين ويتركهم فريسة للقهر· إن فرصة احتواء ال