تمر الإدارة الأميركية هذه الأيام بفترة من المراجعة وإعادة النظر في الكثير من الأمور التي كانت تنظر إليها كمسلمات. فهي قد أدركت بعد أن خرج الأمر من يدها في العراق، وسال الدم أنهارا في هذا البلد، أن سياساتها كانت خاطئة منذ البداية، حين عينت جاى جارنر وأحاطته بدعاية واسعة، وزار بعض مناطق العراق وأقيمت له الاحتفالات، خاصة في المناطق الكردية. ولكن الإدارة قامت، ولأسباب غير معروفة، باستبداله وتعيين بول بريمر، وقيل حينئذ إنه خبير في إدارة المناطق المنكوبة. ولكن هذا الخبير ارتكب أخطاء قاتلة، منها حل الجيش وحل قوات الأمن مما أدى إلى تحول العراق إلى غابة من الفوضى. وعندما أدركت الإدارة خطيئتها، وحاولت إصلاح الأمر، وإعادة تشكيل الجيش وقوات الشرطة، تسربت الكثير من العناصر الطائفية إلى هاتين المؤسستين الحيويتين. لقد دمرت أميركا العراق وأحالته إلى غابة من الفوضى والقتل والدماء، وهي حاليا تبحث عن طريقة للخروج والاحتفاظ بماء وجهها... فأين هم عباقرة المحافظين الجدد الذين دفعوا نحو مغامرة العراق؟!
ــــــــــ
عبود أبوسويلم- الشارقة