من ضمن أفضل الأمور التي يمكن أن يستمتع بها من يعيشون في دولة الإمارات متعة التجوال في ربوعها. وفي الوقت الراهن نجد أن المكتشف البريطاني الرائع "أدريان هايز" على وشك إعادة إحياء الرحلة الجسورة التي قام بها رحالة بريطاني آخر هو "ويلفريد ثيسيجر" المعروف بـ"مبارك بن لندن" عبر الربع الخالي. ورغم أني لا أنتمي لهذا النوع من الرحالة الأفذاذ، فقد استمتعت بالتجوال خلال الصيف المنقضي في رأس الخيمة وحتا، ومؤخراً في المنطقة الغربية، حيث استمتعت بمهرجان الرطب في ليوا، ومهرجان الظفرة لمزاينة الإبل. غير أني ذهبت هناك الأسبوع الفائت لسبب آخر، وهو قيادة وفد "مجموعة الأعمال البريطانية" لاستكشاف الطموحات الاقتصادية للمنطقة الغربية. وقد وفرت هذه الرحلة لعدد من أعضاء المجموعة إمكانية فريدةً لرؤية الفرص الطويلة الأجل المتاحة للشركات البريطانية في قطاعات تشمل البنية الأساسية، والطاقة، والخدمات المالية والمهنية، والتعليم، والتدريب، والدفاع والأمن. وخلال لقاء مع ممثلي "شركة أبوظبي لصناعات الغاز المحدودة" (جاسكو)، وزيارة لأحد مواقع حقل حبشان، تبين لي أن نسبة مساهمة الشركات البريطانية في سلسلة التموين لتلك الشركة لا تزيد عن 2 في المئة حالياً. لذلك تساءلت: كيف يحدث هذا رغم المهارات المتميزة التي تتمتع بها المملكة المتحدة في قطاع النفط والغاز؟ من الواضح أن مثل هذه المناطق توفر فرصاً جديدة مدهشة للشراكة بين الشركات البريطانية وبين مضيفينا الإماراتيين في مجال المساعدة على تطوير الثروات البشرية والاقتصادية لتلك المنطقة الشاسعة. لقد كان من الممتع للغاية مشاهدة تحدي "عرين الأسد" المقترح من فريق "هيئة التجارة والاستثمار البريطانية"، والذي تم تحت رعاية "بنك إتش إس بي سي" بمقر كليات التقنية العليا بمدينة زايد. وهذا التحدي ينمي روح الابتكار والريادة لدى رواد الأعمال الجدد في المنطقة الغربية. وقد تفضل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وشرّفنا بالحضور لهذه الفعالية، وهو حضور أسعد جميع الطلاب الحاضرين. وقد أعجب معاليه كثيراً بالعروض التي قدمتها مجموعة من رواد الأعمال الشباب، والتي تضمنت خُططاً للتمريض من قبل الفريق الصحي، ومركزاً للبيع بالمفرق (تجارة التجزئة) من قبل فريق التسويق، وخدمات الأعمال التجارية، وتركيب ألواح شمسية لجميع المباني الحكومية في المنطقة من قبل فريق الطاقة المتجددة، وخططاً سياحية من قبل فريق السياحة والضيافة، ومركزاً للعلوم البحرية من قبل فريق العلوم. ويشار إلى أن كل فريق من تلك الفرق قد تلقى التوجيه والإرشاد من شركة بريطانية، بشأن كيفية صياغة مقترحات أعضائه وعرض وجهات نظرهم. وقد اشترك مع كل من معالي الشيخ نهيان بن مبارك وسعادة عبدالله سعيد الدرمكي نائب الرئيس التنفيذي لـ"صندوق خليفة لتطوير المشاريع"، وريتشارد أوليفر مدير بنك "أتش إس بي سي"، و"بيتر ميتشيلمور" من "مجموعة الأعمال البريطانية -"أبوظبي" في هيئة التحكيم. ورغم أننا كنا على درجة من الرفق في معاييرنا التحكيمية مقارنة بالمعايير الراهنة للمسابقات المماثلة التي تعرض في التلفزيون، فإن الطلاب كانوا عمليين للغاية في استجاباتهم، مما يدل بوضوح على أنهم سوف يكونون تشكيلة رائعة من رواد الأعمال في المستقبل. وقد فاز فريق السياحة والضيافة "قابل الناس" تحت رعاية فندق كراون بلازا بالجائزة البالغة قيمتها 10 آلاف درهم، والمقدمة من صندوق الشيخ خليفة للمشروعات. وكانت الفكرة التي قدمها هذا الفريق غاية في البساطة والأهمية في نفس الوقت بالنسبة للمنطقة الغربية، كونها تقوم على الترويج للمنطقة كمقصد سياحي باعتبارها "واحة في قلب الصحراء". وخلال زيارتنا التقينا أعضاء من مجلس تنمية المنطقة الغربية الذين شرحوا لنا الخطوط العريضة لـ"رؤية الغربية 2030 " التي ستشمل المرحلة الأولى من خط السكة الحديد الذي ستنشئه "الاتحاد للقطارات"، وكذلك الموقع الأول لتوليد الطاقة الكهربائية. وقد أعجبت أيما أعجاب بـمركز "تم" في مدينة المرفأ الذي يقدم خدمات حكومية متكاملة وخدمات ضرورية في المنطقة، تحت سقف واحد. وتضم مكاتب خدمة العملاء لـ"تم" مكاتب لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، ودائرة التنمية الاقتصادية، وبنك أبوظبي الوطني، وهيئة الإمارات للهوية، ودائرة المرور، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، والإدارة العامة للدفاع المدني بأبوظبي، ووزارة العمل، بالإضافة إلى مكاتب لجهات ودوائر حكومية أخرى عديدة. وقد تساءلت عما إذا كانت هناك أي إمكانية لقيام شركات بريطانية بتقديم خدماتها هنا، مثل تقديم الإرشادات المهنية أو الدعم المالي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وقد كان دعم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لزيارتنا أمراً مهماً في حقيقة الأمر. فمن المعروف أن سموه يبذل قصارى جهده في دعم المنطقة، ما جعله يدعم زيارتنا للمنطقة بقوة. كما دُعيت مجموعتنا أيضاً للمشاركة في مهرجان الوظائف بالمنطقة الغربية، وللمشاركة في الحياة الثقافية للمنطقة من خلال حضور مزاينة أخرى للإبل التي ستقام في السابع عشر من ديسمبر 2011. لقد ذكرني الإيجاز الــذي قدمته لي مجموعة الأعمال البريطانية، بضرورة تذكير الشركات البريطانية بمواطن قوتنا والقيم الفريدة التي يمكننا جلبها لدولة الإمارات العربية المتحدة، وللعقود التي يمكننا تنفيذها هنا. ثمة مَواطن قوة هائلة لدينا في مجالي التعليم والتدريب، وفي الخدمات المتخصصة. إن شركة UK Plc بحاجة إلى أن تتذكر، ولا تتردد في بيان ما نتمتع به من "نقاط بيع فريدة". دومينيك جيرمي سفير المملكة المتحدة لدى الدولة ة