تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام باليوم الوطني الحادي الأربعين لتأسيس الدولة. ويسعدني بهذه المناسبة أن أتقدم بأحر التهاني إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وإلى الشعب الإماراتي الصديق. لقد قطعت الإمارات شوطاً طويلًا منذ قيام الاتحاد بقيادة المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وخطت خطوات عملاقة نقلتها من دولة ناشئة إلى دولة يُشار إليها بالبنان. وشاهدنا بإعجاب في المملكة المتحدة وفي مختلف أنحاء العالم النمو المطرد الذي حققته الإمارات، والذي طال مختلف مناحي الحياة الإنسانية والعمرانية والاقتصادية. وأسست بنى تحتية جعلت منها مركزاً للعمليات اللوجستية على مستوى المنطقة، ومقراً لأهم المؤتمرات والمعارض والشركات على مستوى العالم. وبفضل قيادتها الحالية، استطاعت الإمارات في السنوات الأخيرة أن تلعب دوراً محورياً شاركت وتشارك من خلاله في الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين، كما ساهمت وتساهم في جهود التنمية الدولية لتحقيق النمو والاستقرار في اليمن وأفغانستان وغيرهما وهو ما ثمّنه العالم عالياً. وقبل ذلك كله، فإننا نحترم رؤية القيادة الإماراتية لمستقبل هذا البلد المتمثلة في الاستثمار في الإنسان والمجتمع لضمان الازدهار والأمان لمواطنيها وللأجيال القادمة منهم. إن علاقتنا مع دولة الإمارات تاريخية تعود إلى أكثر من مائتي عام خلت، لكنها توجت مع نشأة الاتحاد بالتوقيع على معاهدة الصداقة بين البلدين، والتي وطدت علاقة ولدت من رحم تاريخ واهتمامات مشتركة ستدوم لقرون. وقد قمنا في عام 2010 بتأسيس فرقة العمل المشتركة بهدف تعزيز التعاون بين بلدينا في ميادين السياسة والدفاع والتجارة والطاقة والتعليم وغيرها. ومنذ ذلك الحين تعمقت صداقتنا وتميزت، ولعل زيارة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الأخيرة للدولة والثانية منذ توليه مهام منصبه لهي مؤشر على الأهمية التي تحظى بها علاقاتنا الثنائية. ولم تقتصر العلاقة الاستثنائية بيننا على المستوى الرسمي، بل تعدته لتشمل أيضاً العلاقات بين الشعبين الصديقين، حيث يعيش ويعمل في الإمارات أكثر من مائة ألف مواطن بريطاني يحبون الإمارات وشعبها، ويتمتعون بكرم الضيافة وبالبيئة الآمنة للأعمال والأفراد. وبالمقابل، فإن آلاف المواطنين الإماراتيين يسافرون إلى المملكة المتحدة كل عام للسياحة والأعمال والدراسة. ويصف كثير من أصدقائي الإماراتيين لندن بأنها بلدهم الثاني. وكما يتطلع الشعب الإماراتي اليوم بفخر لما تم إنجازه من تقدم وتطور، فإننا نفخر عندما نرى الخبرة والإبداع البريطانيين في عدد من الإنجازات مثل «فورمولا-1» وجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي ومترو دبي وبرج خليفة في دبي على سبيل المثال لا الحصر. الفرحة بهذه المناسبة لا تقتصر على المواطنين الإماراتيين فقط، بل تشمل كل من يعيش على أرض الإمارات بمن فيهم البريطانيون. وإذ نقف اليوم بكل اعتزاز بجانب أصدقائنا الإماراتيين في هذه المناسبة المتميزة، فإننا نتطلع بشوق لما ستحمله الإحدى والأربعون سنة المقبلة. ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ دومينيك جيرمي سفير المملكة المتحدة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة