أشاد ماركوس كورنارو نائب مدير الإدارة العامة لتطوير التعاون بالمفوضية الأوروبية، في أثناء زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً، بالدور الرائد الذي تضطلع به الإمارات في مجال تعزيز جوانب التنمية على المستوى الدولي، وقال إنه لمس من لقاءاته مع المسؤولين الإماراتيين مدى التطابق في وجهات النظر بين وجهات نظرهم ووجهات نظر الدول الأوروبية، إزاء العديد من المسائل التنموية والإنسانية والطرق الكفيلة لمعالجتها، وخصوصاً فيما يتعلق بقضايا الأمن والاستقرار العالمي. وأشار إلى الجهود الفعالة التي تقوم بها الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإلى مكانتها كشريك موثوق به للاتحاد الأوروبي، في مجابهة مختلف التحديات؛ مثل التصدي للإرهاب وقضايا الطاقة والبيئة والتغير المناخي، وكذلك الحيلولة دون انتشار الأسلحة النووية. ولهذه الشهادة مغزى كبير ومهم بالنسبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، كونها تصدر عن مسؤول بالاتحاد الأوروبي، الذي هو أهم التجمعات الإقليمية على المستوى العالمي. كما أن هذه التصريحات تأتي في وقت تزداد فيه حدة التوترات والتهديدات التي تحيق بالاستقرار والأمن العالمي، وتزداد مظاهر التشابك والتداخل بين هذه المتغيرات وبعضها بعضاً، ويزداد أيضاً مستوى انفتاح الدول على بعضها بعضاً، فينتج من ذلك اتساع حجم التداخل بين ما هو وطني على مستوى الدول من ناحية، وبين ما هو عالمي ودولي من ناحية أخرى، فلم تعد أي دولة قادرة على أن تعيش في معزل عن العالم، أو في مأمن عن التحديات المتعلقة بما يموج به من أحداث وتطورات متسارعة. وتتعاون دولة الإمارات العربية المتحدة مع الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب، وقد شهد التعاون بينهما في هذا المجال تطوراً ملموساً في الآونة الأخيرة، بعد أن وقعا معاً اتفاقية خاصة تقضي بإقامة حوار سنوي بينهما، حول هذه الظاهرة الخطيرة وسبل مواجهتها والتصدي لها. هذا وللمزيد من الإيضاح فإن الاتحاد الأوروبي هو أحد ثمانية أعضاء في مركز «هداية» بأبوظبي الذي بدأ العمل في سبتمبر 2011، ويعد المؤسسة الدولية الأولى للتدريب والحوار والتعاون والبحوث في مجال مكافحة التطرف العنيف بكل مظاهره وأشكاله، وتمويل نشاطات المجتمع المدني ونشر التوعية بمخاطر التطرف. إن دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي، يسيران معاً بشكل متسق في إطار التصدي للقضايا الإنسانية والاستراتيجية على المستوى العالمي، وخصوصاً فيما يتعلق بقضايا الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية، كما أنهما يتعاونان أيضاً في مجالات أخرى تتعلق بالتنمية، وعلى رأسها مواجهة التغير المناخي والطاقة ومحاصرة الفقر حول العالم، وهما يسعيان كذلك لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع القوى الشريكة لهما، من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للتنمية، ولذلك فهما يتعاونان معاً في تقديم المساعدات للعديد من الدول في مناطق جنوب شرق أوروبا وجنوب البحر الأبيض المتوسط ودول الساحل ودول إفريقيا جنوب الصحراء وشبه الجزيرة العربية ودول آسيا. وفيما يتعلق بالمستقبل، فستشهد المراحل المقبلة المزيد من التعاون الثنائي بين دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك في مجالات متعددة، من ضمنها الاهتمام بتطوير البنى التحتية وقضايا الأمن الغذائي ومصادر المياه الجديدة والاحتياجات السكانية المتنامية من مختلف الموارد الطبيعية، وفي هذا الإطار تأتي جهود الطرفين في مجال تطوير المشروعات الإنمائية المشتركة، على أرض كل منهما، وفي تقديم المساعدات للدول الواقعة في الإطار الجيواستراتيجي لهما، في آسيا وإفريقيا وأوروبا وغيرها.