ماذا سيفعل ليندسي؟ إنه سؤال اليوم في واشنطن: كيف سيستجيب السيناتور ليندسي جراهام، «جمهوري»، من ولاية كارولينا الجنوبية، إذا وصل التحقيق في علاقة الرئيس دونالد ترامب مع روسيا إلى مرحلة الأزمة؟ من الممكن أن يكون صوت «جراهام» مؤثراً في مجلس الشيوخ إذا ظهر دليل مقنع على أنه تم ارتكاب جرائم توجب توجيه الاتهام. وينطبق الأمر نفسه إذا حاول ترامب عرقلة التحقيق، إما من خلال فصل كبير المحققين، المستشار الخاص روبرت مولر، أو من خلال استبدال وزير العدل «جيب سيشنز» بأحد الموالين ليتولى الإشراف على التحقيق. إن «جراهام» من الشخصيات التي تحظى بشعبية في مجلس الشيوخ. وجنبا إلى جنب مع معلمه السيناتور «جون ماكين» يمكنه تقديم مثالاً أخلاقياً وسياسياً. ومن المثير للاهتمام أن السيناتور «الجمهوري» لديه وجهان؛ أحدهما منتقد لترامب والآخر مداهن له. لقد هاجم جراهام المؤسسات الإخبارية التي تنتقد ترامب، ناسياً أن كلمات النقد ذاتها اعتاد استخدامها لإهانة المرشح ترامب عام 2016. وقد حذر جراهام ترامب علنا من أن فصل «مولر» سيكون بمثابة إهانة، ودعا إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الرئيس فلاديمير بوتين. إلا أن هذا لم يمنعه من التصرف كداعم لترامب من خلال توظيف تكتيكات الإلهاء التي تدحض الجوانب المهمة من التحقيق الذي يجريه «مولر»، ولقمع الأدلة على وجود علاقة بين ترامب وروسيا. والتناقضات ليست جديدة بالنسبة للكولونيل السابق في القوات الجوية والبالغ من العمر 62 عاماً. وإذا نظرنا إلى اتفاق جراهام مع ترامب سنجد أن يشبه اتباع دليل التعليمات حول كيفية التعامل بطريقتين. فقد كان، مثل سائر المحافظين، يدعم البيت الأبيض في كل من مبادرته الناجحة لخفض الضرائب وجهوده الفاشلة في إلغاء برنامج «أوباماكير»، وعرض بديل رث لقانون الرعاية بأسعار معقولة. لكنه خالف أيضاً اليمين الجمهوري باعتباره مؤيداً لإصلاح الهجرة. وعمل بجد لإبرام اتفاق مع البيت الأبيض كان من الممكن أن يمر عبر الكونجرس؛ وفشل، لكن المدافعين عن الهجرة أشادوا بتفانيه وإخلاصه. وفيما بعد فسر ثناءه للرئيس الأناني بأنه كان ضروريا لتسهيل اتفاق الهجرة. وباعتباره أحد صقور السياسة الخارجية من فترة طويلة، فقد أيد تعيين زميله المتشدد جون بولتون في منصب مستشار ترامب للأمن القومي. ألبرت هانت كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»