كانت «نانسي سودربيرج» وهي مسؤولة بارزة سابقة في السياسة الخارجية بإدارة بيل كلينتون قد استقرت بعد حياتها التي قضتها في واشنطن في شمال فلوريدا لتقوم بالتدريس وتنغمس في قضايا المجتمع. وقبل بضع سنوات خاضت سباقاً لم يكلل بالنجاح على مقعد الولاية في مجلس الشيوخ. ثم قبل ما يزيد قليلاً على عام ركزت فجأة على محاولة العودة إلى واشنطن هذه المرة من خلال المنافسة على مقعد في مجلس النواب. وذكرت «سودربيرج» في مقابلة «لم يخطر ببالي أن أفكر في الكونجرس حتى بعد الشهور الأولى من إدارة ترامب وسياساته. لكن بعدها يبدأ المرء يسأل نفسه ما الذي يمكنه فعله؟» وتخوض سودربيرج السباق في دائرة جمهورية يترك فيها النائب الحالي موقعه ليخوض السباق على منصب الحاكم وقد تستطيع «سودربيرج» الفوز إذا حدث إقبال «ديمقراطي» كبير على صناديق الانتخاب. و«سودربيرج» من بين أكثر من عشرة مسؤولين سابقين كبار من إدارتي كلينتون وأوباما يخوضون السباق كمرشحين «ديمقراطيين» على مقاعد في مجلس النواب هذا العام. وحافزهم على هذه الخطوة هو الرئيس دونالد ترامب وبعض المرشحين يعتقدون أن مصير البلاد يصل إلى مرحلة حاسمة في نوفمبر المقبل. وهناك اهتمام بأكثر من 40 من قدامى المحاربين يخوضون السباق هذا العام كـ«ديمقراطيين» على مقاعد في مجلس النواب. وهناك ثلاث نساء من قدامى المحاربين يسعين لنزع مقاعد يحتلها «جمهوريون»، وهن: «كريسي هولاهان»، ضابطة القوات الجوية المتقاعدة، وهي تحظى بفرصة كبيرة في الاستيلاء على مقعد في فلادليفيا؛ و«ميكي شيريل» وهي قائدة سابقة لطائرة هليكوبتر في قوات البحرية ومن المرجح أن تفوز بمقعد في ولاية نيوجيرسي و«آمي مكجراث»، وهي قائدة طائرة مقاتلة في قوات مشاة البحرية وأمامها فرصة للفوز في ولاية كنتاكي. وذكرت «هولاهان» أنها قررت خوض السباق الانتخابي بعد أن شاركت في المسيرة النسائية في واشنطن في يناير عام 2017 في اليوم التالي لتنصيب ترامب رئيساً. والأساس المنطقي متشابه لدى كثيرين من مسؤولي إدارتي كلينتون وأوباما الذين يريدون نزع مقاعد من «الجمهوريين». وأبرز هذه المجموعة «دونا شالالا» البالغة من العمر 77 عاماً، وهي وزير الصحة والخدمات الإنسانية السابقة في إدارة كلينتون. و«شالالا» مرشحة بارزة على مقعد في ميامي شاغر كان يشغله «جمهوري»، وتؤكد «شالالا» التي شغلت منصب رئيس جامعة ميامي أيضاً أنه لم تكن تفكر في خوض الانتخابات لكنها أدركت الآن «أن كل شيء حاربنا من أجله يتعرض للخطر». وردد «توم مالينوفسكي» مساعد وزير الخارجية السابق في إدارة أوباما والمسؤول في وزارة الخارجية في إدارة كلينتون وجهة النظر تلك حين سئل عن سبب إقدامه على خوض السباق الانتخابي. ومالينوفسكي هو المدير السابق لمنظمة هيومان رايتس ووتش في واشنطن وأحد دبلوماسيين اثنين سابقين يخوضان السباق ضد «جمهوريين» في نيوجيرسي. ومالينوفسكي يتصدى للنائب ليونارد لانس في شمال نيوجيرسي. أما «آندي كيم» الذي عمل في مجلس الأمن القومي في إدارة أوباما، وكان المفكر الاستراتيجي للجنرالين ديفيد بترايوس وجون آلين في أفغانستان، فإنه يخوض السباق ضد النائب «توم مكآرثر» في وسط نيوجيرسي. وفي فلوريدا تعهدت سودربيرج بالعمل مع «الجمهوريين» والبيت الأبيض، لكنها أكدت أن ترامب خلق «خللاً وظيفياً لم أشهده من قبل في حياتي» في واشنطن. وأضافت «لم أفكر قط في أنني سأضطر إلى الكفاح من أجل الديمقراطية في الوطن». ألبرت هانت كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»