أسعدني كثيراً فوز قداسة البابا شنودة الثالث بجائزة القذافي لحقوق الإنسان... وهذه أول مرة تعطى فيها هذه الجائزة لزعيم روحي، ومن ليبيا الدولة التي فرض عليها الحصار الأممي لأكثر من خمسة عشرة سنة.. ولكن الجائزة لها دلالات كثيرة في الوقت الذي نجد فيه التعصب الديني وصل إلى أقصى مدى.. نجد أن هذه الجائزة تعطى من زعيم دولة إسلامية إلى بابا الكنيسة المرقسية، وهنا المغزى الكبير، وهو درس من القذافي ملخصه أن العالم كله يمكن أن يجتمع على الخير ونبذ الكراهية والتعصب. مما لا شك فيه أن البابا شنودة يستحق الجائزة بجدارة لدوره الوطني المحب للعالم العربي كله بدون تعصب لجهة ضد أخرى حتى سمي بسبب مواقفه الوطنية بابا العرب. إنني سعدت بفوز الباب شنودة وأسعدني أكثر موقف القذافي وليبيا في هذا الاتجاه.. باختصار أراد القذافي أن يوجه رسالة إلى العالم عن تحضر الشعب الليبي (قيادة وشعباً).
... وأخيراً أتمنى أن تنهض ليبيا وتصل إلى قمة النضج الاجتماعي والاقتصادي حتى تكون نهضة كبرى تكون الخطوة الأولى للإصلاح بعد هجمة الحصار الذي طال مداه، ولرفعة الروح الوطنية الليبية التي تمثلت في منح البابا شنودة جائزة القذافي لحقوق الإنسان. وبذلك أثبت القذافي أنه أيضاً يستحق أن تكون باسمه جائزة لحقوق الإنسان.
د. مراد راغب حنا ــ أبوظبي