تقع أبوظبي العاصمة، في الجوهر والمحور من حركة العالم، طاقة المستقبل، والمسعى الحثيث الذي تبذله دول العالم، من أجل استدامة العطاء بطاقة لا تكل ولا تبخل ولا تمل، هذا الموقع الحيوي، الذي تتبوأه بلادنا، وما تمثله من مكانة عالية وغالية في لب العالم، جعلها القُبلة والقِبلة، والمقلة لكل الشعوب، الهادفة إلى حجز مركز على خريطة الوجود الكوني، والوقوف على أقدام راسخة وأعناق شامخة.
فعاليات “أبوظبي للاستدامة” والتي سوف تستقطب 12 رئيس دولة و80 وزيراً يشاركون في سلسلة من جلسات النقاش، لهو دليل قاطع على الأهمية التي تتمتع بها الإمارات، والقدرة الفائقة التي حققتها، من خلال إرساء الفضاء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ما جعلها واحة مفتوحة لكل أنواع الطيور والأطياف، والأعراق والأديان واللغات، هذه اللوحة التشكيلية المزخرفة بفن الشفافية والتطلع إلى الغد بطموح المتحررين من قيود المخلفات والمخالفات الثقافية، والمتخلصين من أصفاد، الموانع والكوابح، والعالم بهذه الثقة الراسخة، يأتي ملوناً بالفرح، ممتلئاً بالأمنيات الزاهية، زارعاً آماله، على أرض الخصب الرطب، مستمتعاً بأجواء الحرية الرزينة، منطلقاً بإبداعاته كأنه الطير المرفرف بأجنحة العز والكبرياء.
ما كان لهذه الأنشودة الرائعة أن تعزف على أرض الإمارات، لولا وجود العيون الساهرة، والأفكار المثابرة، والقلوب الصابرة، ما كان لكل هذا أن يحدث لولا العناية والرعاية والحماية، وإجادة التصويب لتحقيق الأهداف السامية والتي وضعت الإمارات اليوم في مقدمة الدول، ذات الجودة العالية في مختلف المجالات، وأهمها المجال الاقتصادي، والذي استطاع المخلصون أن يجعلوه اقتصاداً مبتسماً، واثق الخطى، يقدم عطاءاته بكفاءة، عجزت عن تقديمها دول كثيرة، بل أصبحت تأخذ الدروس من تجربة الإمارات الرائدة في هذا المجال، ولعل من أهم ما يجعل بلادنا تتفوق على الآخرين، بمنجزها الحضاري، هو هذا النسيج الاجتماعي والإنساني، المسكوب بصفاء الماء العذب، وهذه الحميمية التي تجمع القيادة بالشعب، كوعاء وسماء وفضاء، أسس البنيان ورفع شأن الإنسان فصار الوطن المكان والزمان، صار الوجدان الواحد لا يغشيه غضوب ولا شنآن.
وطن ألهمته الصحراء سعة الأفق، ومنحه البحر القدرة على التفوق، فلن تخونه العبارة يوماً، ولن يفرط بأجمل نسق، فالحب وحده يبني الأوطان، وبالثقة يشيد البنيان، وبالإرادة والعزيمة تذلل المصاعب، ويتحطم كل عصي.


Uae88999@gmail.com