السبت 27 يوليو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«منتدى الاتحاد الـ17» يحلل أفق اقتصاد المعرفة في الإمارات

نهيان بن مبارك يتحدث خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى (تصوير: وليد أبوحمزة)
20 أكتوبر 2022 02:15

طه حسيب (أبوظبي) 

قدم، أمس، المنتدى السابع عشر لصحيفة الاتحاد، الذي تواكب فعالياته احتفال الصحيفة بعيدها الثالث والخمسين، طروحات تنسجم مع سياسات الدولة وأفقها ورؤيتها لمستقبل أفضل في المجالات كافة، وذلك عبر ثلاث جلسات رئيسية تحدث خلالها كوكبة من الكتاب والباحثين والإعلاميين، تحت عنوان «الإمارات.. واقتصاد المعرفة». افتتح فعاليات المنتدى، معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، بحضور محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات، وعبد الرحيم البطيح النعيمي مدير عام «أبوظبي للإعلام» بالإنابة، والدكتور محمد العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، والسفير أحمد الحوسني، وكوكبة من الكتاب والباحثين والإعلاميين.
عبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، في كلمته الافتتاحية لأعمال المنتدى، عن تقديره الكبير لما تقوم به صحيفة «الاتحاد»، قائلاً: «أعبر لكم بذلك، عن تقديري الكبير، لما تقوم به هذه الصحيفة الغراء، من دور مهم، في تشكيل الوعي المجتمعي، ومناقشة القضايا الهامة، التي تتصل بمسيرة الوطن والعالم، وذلك في إطار يجسد بكل وضوح، الحرص كل الحرص، على أن تكون الإمارات دائماً، في المقدمة والطليعة، في كافة التغيرات والتطورات، في العالم المحيط، من حولنا». وأثنى معاليه على تركيز صحيفة «الاتحاد» في المنتدى، على الإمارات واقتصاد المعرفة، وأضاف: «أنتم بذلك، إنما تركزون في واقع الأمر، على اقتصاديات المستقبل، وتسهمون في تمكين المجتمع، من تعبئة الجهود والإمكانات، للتعامل بنجاح، مع متطلبات هذا المستقبل».

قادة حكماء وشعب معطاء 
وأكد معاليه أن من فضل الله علينا في الإمارات، أنه وفر لدولتنا العزيزة، قادةً حكماء، وشعباً معطاءً، يتلاحم الجميع معاً، بقوة، ويؤكدون سوياً، على الأمل والثقة في مستقبل هذا الوطن العزيز. وأضاف معاليه: «إن دولتنا، ولله الحمد، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة - حفظه الله - لديها التزام كامل، بتحقيق مستقبل ناجح ومزدهر، في الدولة، والمنطقة والعالم، وعلى نحوٍ يواكب كافة التطورات العالمية، ويأخذ بأفضل المعارف، والنظم، والممارسات الدولية، في كافة المجالات والميادين - إنه يشرفني كثيراً، أن أتقدم في هذا المنتدى، وباسمكم جميعاً، بأصدق آيات الشكر والعرفان والاحترام، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وذلك تعبيراً مخلصاً، عن اعتزازنا الكبير، بكل ما يبذله سموه، من أجل رفعة هذا الوطن، وتشكيل مستقبله، وإعلاء شأنه، على كل المستويات».

الابتكار.. مورد اقتصادي 
وخلال الكلمة، طرح معاليه ملاحظات، أولاها أن اقتصاد الإمارات، هو وبالفعل، اقتصاد معرفي بامتياز، حيث يمثل الابتكار والإبداع والمبادرة، وكذلك الأفكار النافعة، موارد اقتصادية مهمة: نحن دولة، لديها، ولله الحمد، بنية أساسية مرموقة، للمعارف والتقنيات، لدينا سياسة عليا، في مجالات العلوم والتقنيات والابتكار، يتم تنفيذها بهمةٍ ونشاط - لدينا اهتمام كبير بالذكاء الاصطناعي، ونقوم بتنفيذ استراتيجية وطنية، في هذا المجال. 
وأضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك، أن لدى دولة الإمارات دوراً متنامياً في استكشاف الفضاء ونظاماً عالمياً للتنمية البشرية، يحرص على تعليم وإعداد أبناء وبنات الوطن، للتعامل الناجح مع المستقبل، والإسهام الكامل في اقتصاد الدولة، ويوفر لهم الرعاية الصحية والمجتمعية الشاملة. 
وأضاف معاليه: لدى الإمارات رؤية واضحة، تسعى إلى رفع الإنتاجية، وإلى بناء القدرات الوطنية، والسعي نحو إدماج المعارف والتقنيات الحديثة، في كافة مجالات الحياة - هذا بالإضافة إلى الأخذ بالقوانين والتشريعات الملائمة، والتنسيق في عمل الوزارات، وكافة مؤسسات المجتمع، بالإضافة إلى إجراء البحوث وتطوير التقنيات، بقدرةٍ وكفاءة - لدينا بالإضافة إلى ذلك كله، حرص على الانفتاح الواعي على العالم، وسعي دائم، للإسهام في تقدم هذا العالم وتطوره. وحسب معاليه، هذه كلها أمور تمثل الأساس المتين، لدعم اقتصاد المعرفة بالدولة، والسير قدماً إلى أن تكون الإمارات دائماً، دولة رائدة، ترى في الابتكار والمبادرة، وتطوير المعارف والتقنيات، سبيلاً إلى الانطلاقة الناجحة، نحو المستقبل.

الوعي بتأثير التقنية في طبيعة المجتمع 
قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير التسامح والتعايش: «إننا ونحن نعتز باقتصاد المعرفة في الإمارات، يكون علينا في الوقت ذاته، أن نحيط باستمرار، بالتأثيرات المحتملة للمعارف والتقنيات، في طبيعة المجتمع: هناك الآن تقنيات في استخدام الآلات الذكية، هناك تطبيقات مهمة، في التقنيات الحيوية، وتطور هائل في التقنيات الطبية، هناك تقنيات، قد تؤثر- يضيف معاليه- في ما نعرفه عن الإنسان، وخصائصه، ومكوناته - هناك تطور مذهل، في وسائل النقل، والطائرات والسيارات ذاتية القيادة، هناك تغييرات جذرية، في سبل الاتصال بين البشر، وفي القدرة على العمل عن بُعد، وما يرتبط بذلك، من الحاجة لإعداد الإنسان، للتعامل مع هذه التطورات، والإحاطة بالوظائف المتاحة، في المستقبل، وما قد يرتبط بها، من زيادة البطالة بين السكان، بل وفيما يتعلق بجودة الحياة عموماً - يرتبط بذلك كله، الاستخدامات السيئة للتقنيات، في نشر التطرف والعنف، بالإضافة إلى مخاطر القرصنة الإلكترونية، ومخاطر تعطيل النظم الذكية، التي تعتمد عليها الحياة، وما يتطلبه ذلك كله، من بناء قدرات المجتمع، على مواجهة هذه التحديات.
وأضاف معالي الشيخ نهيان: «لا بد لنا أن نلتفت باستمرار، إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن أبناء وبنات الوطن، هم عماد الحاضر والمستقبل، هم الذين يجددون قدرة المجتمع، على الابتكار والإبداع، وعلى تحقيق السلام والرخاء، في كافة ربوعه». 
وواصل معاليه تقديم الكلمة الرئيسية للمنتدى قائلاً: «اقتصاد المعرفة، يتطلب تمكين جميع السكان، من تحقيق طموحاتهم، وتعميق اعتزازهم بهويتهم ووطنهم، وتأكيد إسهاماتهم، في تحقيق التقدم والنماء، في المجتمع والوطن والعالم: علينا أيها الإخوة، ونحن ننظر إلى اقتصاد المعرفة، في الإمارات، واجب ومسؤولية، في تنمية قدرات أبناء وبنات الوطن، على التعامل الناجح، مع التطورات والتحديات كافة».

دور التسامح 
أوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك دور التسامح، في ترشيد مسيرة اقتصاد المعرفة، مؤكداً أنه عند النظر إلى المستقبل، لابد وأن نهتم بتأكيد موقع الأخلاق والقيم الإنسانية، في بنيان المجتمع، وذلك باعتبار أن المجتمع هو انعكاس للقيم والمبادئ السائدة فيه - القيم السائدة في المجتمع، تنعكس في شخصية الفرد، وفي خصائص المجتمع، وقدرته على أن يكون مجتمعاً صالحاً، ومنتجاً، ومسالماً - علينا في اقتصاد المعرفة، أن نعمل بكل جدٍ والتزام، لإزالة كل ظواهر الكراهية والعنف والإرهاب، وفتح قنوات التواصل والحوار، مع الجميع - نجاح اقتصاد المعرفة، يتحقق عندما يعتاد الجميع، على تبادل الأفكار، والعيش معاً بسلام، دونما تفرقةٍ أو تمييز، وقال معاليه: إننا في وزارة التسامح والتعايش، إنما نهتم كثيراً، بتنمية المعارف المرتبطة بالتسامح والتعايش، ندرس دائماً، وبصفةٍ خاصة، خصائص المجتمع المتسامح، الذي ننشده في الإمارات، والذي نأمل أيضاً، أن يكون نموذجاً يحتذى، في العالم كله - تجربتنا في الإمارات، تؤكد على أن التسامح والتعايش، ليست قيماً أخلاقية فقط، بل هما كذلك الطريق إلى تحقيق تقدم اقتصادي ومجتمعي مرموق، في الحاضر والمستقبل على السواء.

تهنئة «الاتحاد»
هنأ معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش صحيفة الاتحاد بعيدها الثالث والخمسين، مرحباً بتركيزها، خلال منتداها السابع عشر، على بناء قدراتنا الوطنية، للإفادة من معطيات عصر المعارف التقنيات، متمنياً أن تكون مناقشات المنتدى وتوصياته على مستوى كل التوقعات والطموحات.

حمد الكعبي: الإمارات تسير بالمعرفة نحو صناعة الحضارة 
أكد حمد الكعبي رئيس تحرير «الاتحاد»، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الاتحاد السابع عشر «الإمارات واقتصاد المعرفة»، أن «الاتحاد»، وفي إطار رسالتها الإعلامية، ترصد في متابعاتها اليومية التطور الاقتصادي الذي تشهده الإمارات والنمو السريع لدور التكنولوجيا في شتى مجالات النشاط الاقتصادي، حيث فرضت تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها بقوة، لتصبح رافداً مهماً للقيمة المضافة تجعلها أشبه بنفط القرن الحادي والعشرين.
وواصل الكعبي كلمته الافتتاحية، قائلاً: اختارت «الاتحاد» موضوع اقتصاد المعرفة كونه ينسجم مع مسارات التنمية التي قطعت الإمارات فيها شوطاً كبيراً، حيث تتوافر لدى الدولة الآن مؤسسات تعليمية في الذكاء الاصطناعي وخططٌ استراتيجية واضحة للتحول التكنولوجي في قطاع الصناعة، ورصيد غير مسبوق في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، ضمن رؤية تتطلع إلى زيادة نسبة القطاعات المرتكزة على التقنية، لتشكّل حصةً في الناتج المحلي الإجمالي تفوقُ حصةَ القطاعات التقليدية الأخرى.
أكد حمد الكعبي أنه باقتصاد المعرفة تتطلع الإمارات إلى المستقبل.. لا تنتظره، بل تسعى بكل اجتهاد إلى صنعه.. هذا ما دأبت عليه قيادتنا الرشيدة، ورسّخته في مبادئ الخمسين عبر إشارات واضحة تؤكد أهمية تطوير الاقتصاد نحو الرقمنة وتحفيز الابتكار ورعاية المواهب. 
وأشار الكعبي إلى أن دولة الإمارات المتطلعة للمستقبل، تحشد عزيمة أبنائها والمقيمين على أرضها بطموحات كبرى جعلتها وطنَ (اللامستحيل) وحاضنة للمبدعين، ومنصةً لفعاليات عالمية تحتفي بالابتكار، وتستشرف اتجاهات المستقبل.. وبالعلم والمعرفة والتقنيات المتقدمة تسير الإمارات بقوة نحو صناعة الحضارة، عبر حفز الابتكار والتصنيع المحلي في قطاعات واعدة.

العنصر المؤهل
أكد حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، أن الإمارات رسخت مكانتها في المنطقة والعالم بلداً للتسامح والتعايش والسلام، وفي الوقت نفسه هي ماضيةٌ نحو تمتين اقتصادها وتنويع روافده ليصبح اقتصاد المستقبل، يواكب كل ما هو جديد، من أجل تحسين جودة الحياة.
وأضاف الكعبي، أن العنصر البشري المؤهل والمدرب هو المحور الرئيس في اقتصاد المعرفة؛ لذلك دشنت الإمارات مؤسسات علمية وبحثية، ودأبت على تأهيل كوادرها الوطنية للانضواء في مسارات الاقتصاد المبني على المعرفة.
وأكد الكعبي أن قيادتنا الرشيدة تطمح إلى الريادة في القطاعات كافة، فقبل أيام قليلة أطلقت حكومة دولة الإمارات برنامجاً للتحول التكنولوجي، يطمح إلى تدشين 1000 مشروع تكنولوجي حتى 2031، انطلاقاً من أولوية وطنية تتمثل في بناء اقتصاد وطني مرن وتنافسي قائم على المعرفة والابتكار. 
وفي مستهل النسخة السابعة عشرة لمنتدى الاتحاد، التي تضع اقتصادَ المعرفة تحت مِجهر التحليل، دعا الكعبي المشاركين في الجلسات إلى طرح نقاشات تُثري السجال حول موضوع المنتدى، وتقدم استنتاجات مفيدة ورؤى تحليلية تعزز الدور التوعوي لصحيفة الاتحاد التي تحتفل بذكرى صدورها الثالثة والخمسين.

3 جلسات رئيسية  
خصص المنتدى 3 جلسات رئيسية هي: الذكاء الاصطناعي نفط القرن الحادي والعشرين، واقتصاد المعرفة وتنويع الفرص الاستثمارية، خطوات عملية لمواجهة الأزمات الاقتصادية.

اقرأ أيضاً:
الجلسة الأولى في «منتدى الاتحاد الـ17»: الذكاء الاصطناعي.. نفط القرن الـ21
الجلسة الثانية في «منتدى الاتحاد الـ17»: اقتصاد المعرفة وتنويع الفرص الاستثمارية
الجلسة الثالثة في «منتدى الاتحاد الـ17»: خطوات لمواجهة الأزمات الاقتصادية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©