السبت 27 يوليو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي يبدأ مهمة دمشق بالتحذير من خطر «الصوملة»

الإبراهيمي يبدأ مهمة دمشق بالتحذير من خطر «الصوملة»
29 أكتوبر 2013 14:43
رأى المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي امس “ان الرئيس السوري بشار الاسد يمكن ان يساهم في المرحلة الانتقالية نحو سوريا الجديدة، لكن من دون ان يقودها بنفسه”، واعتبر “ان ما يهدد سوريا ليس التقسيم، وانما الخطر الحقيقي هو نوع من الصوملة يكون اطول واعمق مما رأيناه في الصومال”. في وقت كشف نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل عن لقائه ممثلين عن وزارة الخارجية الأميركية في جنيف للمرة الأولى منذ بداية الأزمة في مارس 2011، بما يشير إلى ما وصفه “تطور موقف واشنطن ليصبح أكثر واقعية”. وقال الإبراهيمي في تصريحات لمجلة “جين افريك” الفرنسية نشرت بالتزامن مع وصوله الى دمشق المحطة الأبرز في جولته الإقليمية الهادفة للحصول على توافق حول عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية “ان الكثير من المحيطين بالأسد يرون في ترشحه لولاية جديدة عام 2014 أمرا محتما، وهو يرى الامر حقا مكتسبا مع الرغبة بالتأكيد في انهاء ولايته الحالية”، واضاف “علمنا التاريخ انه بعد أزمة مماثلة (النزاع السوري) لا يمكن العودة الى الوراء.. الاسد يمكنه اذن ان يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده (الرئيس الراحل حافظ) وسورياه، وما اسميه الجمهورية السورية الجديدة”. واعتبر الابراهيمي ان الرئيس السوري كان شخصا منبوذا قبل الاتفاق حول السلاح الكيماوي السوري، وتحول الى شريك بعده، وقال “الا ان بشار لم يسقط ابدا.. ومهما يقول الناس، فهو لم تساوره الشكوك على الاطلاق، لا لجهة ما يحق له، ولا لقدرته على حسم الامور لصالحه”. وأبدى حذره حول مشاركة المعارضة في مؤتمر جنيف 2، وقال “إن المؤتمر المزمع عقده في نوفمبر هو بداية مسار، ونأمل في ان تتمكن المعارضة من الاتفاق على وفد ذي صدقية وقدرة تمثيلية.. يجب ألا تكون لدينا اوهام.. لن يحضر الجميع.. المرحلة اللاحقة لهذا المسار يجب ان تشمل اكبر عدد ممكن”. وكان الإبراهيمي وصل الى فندق شيراتون وسط دمشق آتيا من بيروت عن طريق البر، ورافق نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الابراهيمي الى غرفته، قبل ان يغادر الفندق من دون الإدلاء بأي تصريح. وقال مصدر حكومي سوري في وقت سابق ان زيارة المبعوث الخاص قد تستمر يومين حيث يتوقع ان يلتقي خلالها الأسد وعددا من المسؤولين. وقالت مصادر اخرى “إن هناك لقاءات اخرى مقررة للإبراهيمي مع ممثلين عن المعارضة الداخلية، وتحديدا هيئة التنسيق والتكتل الوطني الديمقراطي والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير”، مرجحة أن ترشح المعارضة خلال هذه اللقاءات موفدين عنها للمشاركة في “جنيف-2”. وأكدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي أن مشاركتها في “جنيف 2” مشروطة بتوجيه دعوة رسمية للهيئة على ألا يقل تمثيلها في وفد المعارضة عن أي إطار سياسي آخر. وشددت في بيان على التمسك بقاعدة تفاهمات جنيف 1 ببنودها الستة واعتبارها الأساس الذي ستنطلق منه العملية التفاوضية، وفي مقدمها السعي لوقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين والمختطفين وتأمين وصول الإغاثة إلى محتاجيها وقيام سلطة حكم انتقالية ذات صلاحيات تامة لتحضير البلاد للانتقال إلى نظام ديمقراطي جديد. الى ذلك، كشف نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل أحد المؤيدين لتيار المعارضة الداخلية في سوريا عن لقائه ممثلين عن وزارة الخارجية الأميركية في جنيف، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الازمة في مارس 2011. وأكد في تصريح لوكالة “إيتار تاس” الروسية ان اللقاء أكد ضرورة عقد “جنيف 2” بأسرع ما يمكن، مؤكدا أن نجاح المؤتمر سيفتح الطريق للحوار السوري الداخلي. لافتا إلى أن لقاءه مع الجانب الاميركي يشير إلى تطور موقف واشنطن الذي يتغير ويصبح أكثر واقعيا، لأن الأميركيين يدركون خطر استمرار نزيف الدماء في سوريا بالنسبة للمنطقة والعالم بأكمله. وأعرب جميل عن قناعته بأن أيا من أطراف المعارضة لا يمكن استبعاده من المؤتمر، ويجب تمثيل كافة الاطراف على قدم المساواة. وقال إن 23 نوفمبر يبقى موعدا واقعيا لعقد المؤتمر، مشيرا إلى ضرورة إطلاق أعماله بمشاركة القوى المستعدة لذلك، وترك الباب مفتوحا لغيرها من القوى. واضاف “إن الإبراهيمي متشائم إلى حد ما لكن عليه مواصلة مهمته، مشيرا إلى أن ذلك مسؤولية تاريخية وأن الوضع على وشك تحقيق تقدم كبير. وأضاف أن الشعب السوري سيشكر الإبراهيمي في حال نجاحه في تحقيق مهمته. من جهته، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس تهديدات مجموعات مقاتلة من المعارضة السورية للذين سيشاركون في مؤتمر جنيف 2، وقال “من المشين ان يباشر بعض هذه المنظمات المتطرفة، الارهابية التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا بإطلاق تهديدات، وهي ليست المرة الأولى”. واضاف “ان هذه التهديدات موجهة الى الذين سيتجرؤون على الذهاب الى مؤتمر جنيف”. واشار لافروف الى ان روسيا تعرضت لتهديدات من جانب معارضين سوريين، وقال “حذروا من ان ممثلياتنا الدبلوماسية، ودبلوماسيينا في الخارج سيكونون اهدافا مشروعة”. واضاف “ان كل ذلك مشين وغير مقبول، ومسؤولية كل ذلك تقع على عاتق الذين يمولون ويسلحون هذه المجموعات المعارضة”، وقال “انها ليست دائما الدول نفسها، لكن لكل مجموعة معارضة من يحميها سواء في المنطقة ام في الخارج”، واضاف “ان بعض الدول التي يزداد نفوذها في الأزمة السورية، تعمل مباشرة لنسف اسس هذه المبادرة الروسية-الاميركية”. ولاحظ لافروف ان المعارضة تتفتت مجموعات مختلفة، وقال “ان فرقا مقاتلة كانت في السابق في التحالف الوطني بدأت تتخلى عن التعاون معه، وتعلن انها لم تقسم له يمين الولاء، وتقول مجموعة كاملة من التنظيمات الصغيرة صراحة انها قريبة من القاعدة وانها تتحرك بناء على اوامرها”، داعيا الذين يؤثرون على المعارضة الى التدخل سريعا لحل مسألة المؤتمر. وكانت 19 مجموعة سورية من المعارضة المسلحة حذرت من ان حضور المؤتمر سيعتبر خيانة تستوجب المثول امام المحاكم، وذلك فيما ينتظر ان يجتمع الائتلاف المعارض المنقسم جدا حول احتمال المشاركة في المؤتمر في التاسع من نوفمبر في تركيا لحسم موقفه بهذا الشأن. ورأى الاستاذ في جامعة ادنبره توما بييريه ان بيان هذه المجموعات يشير الى ان جنيف 2 يحظى برفض شبه كامل في صفوف المقاتلين، ما يعني ان شريحة واسعة من المعارضة السياسية لن تخاطر بالمشاركة في مؤتمر سيكلفها ما تبقى لها من شرعية وسط المجموعات المسلحة. واضاف “رغم ذلك، وفي حال شارك معارضون في جنيف 2 وتوصلوا الى اتفاق، فإن ذلك لن يؤدي الى نتيجة”.
المصدر: دمشق، موسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©