يوسف العربي (دبي) بلغ حجم إنفاق الإمارات على الاتصالات وتقنية المعلومات خلال العام 2014 نحو 56,5 مليار درهم «15,4 مليار دولار»، مقابل 54,5 مليار درهم «14,9 مليار دولار» خلال العام 2013، بنمو بلغ نحو 3%، بحسب التقرير السنوي لمؤسسة أي دي سي العالمية المتخصصة في بحوث الاتصالات وتقنية المعلومات. وأشار التقرير الذي حصلت «الاتحاد» على نسخة منه إلى أن دولة الإمارات استحوذت على 24% من إجمالي إنفاق دول مجلس التعاون الخليجي على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال العام الماضي، والذي تجاوز 234,2 مليار درهم «64,1 مليار دولار». وأرجع التقرير السنوي نمو الإنفاق بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الدولة إلى زيادة مبيعات الهواتف بشكل ملحوظ، ما أدى بدوره إلى مضاعفة النمو في قطاع خدمات الصوت والبيانات اللاسلكية. وفي المقابل أشارت ميغا كومار، مدير أبحاث البرامج بشركة أي دي سي الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا إلى وجود عدد من المتغيرات التي حدت من نسبة النمو المحققة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المنطقة، ومنها تراجع خدمات الاتصالات الصوتية الثابتة، وهبوط شحنات الحاسبات الشخصية في ظل ارتفاع استهلاك الأجهزة اللوحية، وانحسار مبيعات الهواتف غير الذكية (feature phones). وأوضحت كومار، أن مؤسسة «أي دي سي» تتوقع نمو إنفاق دول مجلس التعاون الخليجي على الاتصالات وتقنية المعلومات خلال العام الحالي 2015 بنسبة 6,9% لتصل إلى 250 مليار درهم «68 مليار دولار». وقالت كومار إن القطاعات الحكومية والبنوك والاتصالات ستستمر في قيادة نمو قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في دول المنطقة خلال السنوات المقبلة بالتزامن مع تنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع الضخمة في القطاعين الخاص والحكومي، خاصة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والطاقة في كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وقطر. وحول التوجهات المستقبلية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أشارت كومار، إلى أن الشركات ستقوم بزيادة إنفاقها على خدمات الحوسبة السحابية مثل البرمجيات كخدمة (SaaS) والبنية التحتية كخدمة (IaaS)، وذلك في ظل سعيها لخفض النفقات وتعزيز الكفاءة. وتوقعت ارتفاع معدل استهلاك تقنيات التحليلات في ظل سعي الشركات لاستخلاص قيمة من البيانات بما يمكنها من اتخاذ القرارات الاستراتيجية. وأضافت أن الحكومات والشركات ستسعى إلى جعل الخدمات ومتطلبات العمل متاحة «في أي مكان وأي زمان»، ما سيدفعها للاستثمار في تطوير تطبيقات للأجهزة المتنقلة وتمكين تطبيقات الشركات على الأجهزة المتنقلة. وتوقعت كومار استمرار مبادرات المدن الذكية في المضي قدماً، حيث تقود الإمارات جانب تبني وتطبيق مبادرات القياس الذكية وتوفير مزيد من الخدمات من أقسام مختلفة عبر الإنترنت والاستفادة من تقنيات الوصول اللاسلكي، وغير ذلك. تحليل البيانات ومن جانبه قال جويتي لالشانداني، نائب رئيس المجموعة والمدير العام الإقليمي لشركة أي دي سي بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إن الاستثمارات في تقنية المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية، أدت إلى توسع كبير في البنى التحتية بالشركات، وترافق ذلك مع ارتفاع الإنفاق على التطبيقات الرامية إلى توجيه العمليات الخاصة بالأعمال ورقمنة المعلومات. وقال إن المنشآت في المنطقة أصبحت تنتج كميات هائلة من المعلومات حيث يتوقع 69% من الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط أن ينمو حجم المعلومات بنسبة 20 &ndash 30% خلال الاثني عشر شهراً المقبلة. وأضاف لالشانداني، أن الجهات الحكومية والخاصة أصبحت تعطي أهمية كبيرة وبشكل متزايد لإعطاء معنى لهذه البيانات الهائلة والاستفادة منها لتحسين عملية اتخاذ القرار ووضع الاستراتيجيات وتعزيز التنافسية، مما أدى إلى تزايد الاهتمام بالاستثمار في تقنيات تحليلات الأعمال في المنطقة. وقال إنه وفق دراسة استطلاعية أجرتها الشركة صنف الرؤساء التنفيذيون لتقنية المعلومات تقنيات تحليلات الأعمال على أنها التقنية الأكثر أهمية لمنشآتهم خلال العام 2014. وأوضح لالشانداني أن الشركة تعرف تحليلات الأعمال «تحليل البيانات الكبيرة» على أنها الأدوات البرامجية وأسواق التطبيقات التي لها القدرة على تجميع وإدارة وتنظيم وتحليل المعلومات المهيكلة وغير المهيكلة، والوصول إليها وتسليمها. ولفت إلى أن هذه الأدوات تشمل الأعمال الذكية وتطبيقات إدارة الأداء والتحليلات ومنصات تخزين المعلومات، مضيفاً أنه يتم في الوقت الحالي دمج تقنيات التحليلات مع العديد من تطبيقات الأعمال، بحيث توفر تقارير عن المعلومات التي يتم الحصول عليها أو إنتاجها. وقال لالشانداني، إنه على الرغم من توفر نطاق عريض من الحلول في السوق، فإن هناك عددا من الخصائص التي يجب على الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات التعامل معها إذا ما أرادوا ضمان تطبيق تحليلات الأعمال بنجاح وفاعلية. ..... كادر في موضوع الإنفاق على الاتصالات وتقنية المعلومات....... معايير جودة تحليل البيانات دبي (الاتحاد) أكد جويتي لالشانداني، نائب رئيس المجموعة والمدير العام الإقليمي لشركة أي دي سي بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أن هناك خطوات لضمان جودة تحليل البيانات الكبيرة ومن خلال وضع معايير محددة لجودة التحليل. وأضاف أن إدارة تقنية المعلومات تحتاج للتعاون مع رؤساء الأعمال بهدف تحديد مقاييس الأداء الهامة ذات الصلة، ويجب تنفيذ ذلك منذ بدء المشروع بحيث يتم ضمان تصفية المعلومات الملائمة وإعادة تدويرها لأغراض وضع التقارير. وأوضح أن هناك خاصية هامة يمكن أن تحدد نجاح أو عدم نجاح حل تحليل الأعمال، فبمجرد الاتفاق على مؤشرات الأداء الهامة وقرب انطلاق المشروع، يجب على إدارة تقنية المعلومات ومسؤولي الأعمال التعاون بشكل وثيق من أجل ضمان استعداد المنشأة لتبني التغييرات المتوقع حدوثها. وأضاف أنه من الضروري تحديد جودة المعلومات نظراً لأن الأنظمة المختلفة يمكن أن تقوم بجمع المعلومات بطرق مختلفة، مما يؤدي إلى تكرار المعلومات، كما سيكون من الضروري على إدارة تقنية المعلومات التعاون مع إدارات الأعمال فيما يتعلق بقضية «الحوكمة» وذلك من خلال تحديد أصول المعلومات ووضع معايير لطريقة الحصول على المعلومات وتحديد المعلومات التي يمكن الوصول إليها والتي لا يمكن الوصول إليها بشكل دقيق. وقال إنه من المؤكد أن توفير الكوادر المؤهلة لتطبيق التقنيات الجديدة يمثل تحدياً مستمراً في منطقة الشرق الأوسط، حيث إن الشركات بحاجة للاستثمار في التدريب أو ضمان تحويل معظم عمليات تحليلات الأعمال إلى آلية.