قتل خمسة أشخاص بينهم طفل وأصيب 24 آخرون أمس في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري بمركز للشرطة في منطقة كرك بإقليم الحدود الشمالية الغربية في باكستان. وبينما قتلت قوات حرس الحدود الباكستانية في عملية “تطهير الربيع” التي شنتها جنوب بيشاور 25 مسلحا ولقي جندي حتفه خلال اليومين الماضيين، هاجم مسلحون موكبا دينيا في منطقة ديرا اسماعيل خان شمال غرب باكستان مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين.
وتزامن الهجوم الانتحاري مع عملية نفذتها قوات الأمن خلال الليل في العاصمة الإقليمية بيشاور أسفرت عن مقتل 25 مسلحا وجندي واحد. وقال رئيس شرطة كرك، ساجد مهماند إن الانتحاري اندفع بسيارته المفخخة في مبنى الشرطة مما أحدث دويا هائلا ودمر المبنى.
وأضاف مهماند “قتل ثلاثة من رجال الشرطة ومدنيان بينهم طفل في الهجوم، في حين أصيب 24 شخصا بينهم 12 شرطيا”، مضيفا أن الانفجار أسفر عن إلحاق أضرار بمسجد مجاور وخمسة منازل. وأوضح أن التحقيقات الأولية تشير إلى أنه تم استخدام نحو 200 كيلوجرام من المتفجرات في التفجير. ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن الهجوم.
من جهة أخرى قال صفوت جايور أحد قادة قوات حرس الحدود شبه العسكرية التي تقود عملية أطلق عليها “تطهير الربيع”، إن 25 متشددا قتلوا وأصيب كثيرون آخرون في الأيام الأخيرة في أحدث عملية جنوب بيشاور، في حين لقي جندي حتفه وأصيب خمسة آخرون في العملية.
وشنت القوات الحكومية عملية محدودة في مداها أمس الأول، بهدف القضاء على معاقل المسلحين في المناطق المحيطة في بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية. وقال جايور إن الهجمات الحكومية جاءت بالتزامن مع تنفيذ قوات بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) واحدا من أكبر هجماتها في جنوب غرب أفغانستان.
على نحو منفصل أطلق مسلحون النار على موكب ديني في منطقة ديرا اسماعيل خان بإقليم الحدود الشمالية الغربية، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين. ووقع الهجوم في الوقت الذي يحتفل فيه الآلاف من المسلمين بالمولد النبوي الشريف. ولم تتضح على الفور الجهة التي تقف وراء الهجوم الذي استهدف الموكب.
وفي كراتشي قالت الشرطة في وقت متأخر من مساء أمس أنها اعتقلت ثلاثة أشخاص يشتبه بأنهم أعضاء في جماعة عسكر جنجوي المتشددة، واستولوا على 20 كيلوجراما من المتفجرات وأجهزة التفجير التي كانت بحوزتهم. وقال فياض خان المسؤول الكبير بشرطة المدينة إن الثلاثة خططوا لمهاجمة “أنشطة دينية مهمة”.
من جهتها أرسلت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للكونجرس الأسبوع الماضي خطة لمنح باكستان مساعدات قيمتها 1.45 مليار دولار هذا العام لتمويل مشروعات للمياه والطاقة ومشروعات أخرى بالإضافة إلى حملة إعلامية لمواجهة الآراء المتطرفة. وأرسلت خطة إنفاق 2010 إلى أعضاء الكونجرس في ساعة متأخرة من مساء يوم الخميس الماضي في إطار تعهد الإدارة الأمريكية بالتشاور مع الكونجرس بشأن برنامج المساعدات المدنية.
وقال جاك لو نائب وزيرة الخارجية الأميركية عن هذا البرنامج وهو جزء من خطة مساعدات خمسية قيمتها 7.5 مليار دولار أجازها الكونجرس لباكستان العام الماضي “إنه يمثل إعادة توازن للمساعدات العسكرية والمدنية”.
وصرح مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة لاحظت “تحولًا استراتيجيا” خلال الأشهر التسعة الماضية في القتال الذي تشنه باكستان ضد مسلحي “طالبان”.
عدد اليوم
