سرمد الطويل، باسل الخطيب، وكالات (عواصم)
نفذت قوات عراقية تكتيكية، أمس، عملية إنزال مظلي مستهدفة فلول «داعش» بمنطقة الرطبة في محافظة الأنبار أقصى غربي البلاد، مسفرة عن تدمير مركبتين ومضافات، مع توقيف اثنين من الإرهابيين المطلوبين، في إطار العملية العسكرية الواسعة الجارية منذ أيام بدعم التحالف الدولي، للقضاء على عناصر التنظيم المتوارية في الأودية والكهوف بالمنطقة الوعرة المحاذية للحدود السورية. بالتوازي مع توقيف قيادي إرهابي آخر يشغل منصباً يسمى «أمني الرمادي»، فيما أكد مجلس القضاء الأعلى، أن المحتجز ارتكب جرائم إرهابية، أبرزها الاشتراك بتفجير سيارة مفخخة دامي في مدينة الرمادي. من جانب آخر، أعلنت خلية الإعلام الأمني مقتل منتسب للشرطة وإصابة 4 آخرين، بانفجار عبوة ناسفة استهدف دورية راجلة على طريق زراعي بقرية توكل شمال قضاء المقدادية، كبرى مدن ديالى، حيث تجري عملية أمنية واسعة لتعقب خلايا «داعش» النائمة بهذه المحافظة المضطربة.
في الأثناء، كشف حمد الهايس، رئيس مجلس انقاذ الأنبار، أمس، أن أي عنصر من «داعش» من مختلف الجنسيات، يسلم نفسه في سوريا، ينقل إلى العراق، مبيناً أن هؤلاء ستتم محاكمتهم وفقاً للقوانين العراقية. وأوضح الهايس أن عدد الإرهابيين الذين استسلموا وتم تسليمهم للسلطات الأمنية العراقية، يصل إلى نحو 1000 شخص، مشيراً إلى أن بلدانهم «تبرأت» منهم، وتمنع وصولهم إليها لمحاكمتهم. وذكر أن القوات الامنية العراقية، تسيطر عليهم وتنقلهم إلى أماكن آمنة شديدة الحراسة لحين تقديمهم للمحاكمة، وفيما تضغط واشنطن على حلفائها الغربيين لتسلم رعاياها الذين تحتجزهم «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في سجونها بمناطق شمال شرق سوريا، تعمل دول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، على بدائل تحول دون عودة هؤلاء المتشددين إلى أراضيها. كما رفضت كل من نيوزيلندا واستراليا والنمسا، تقديم أي مساعدة لتسلم رعاياها الذين قاتلوا في صفوف «داعش» في سوريا والعراق.
في السياق، أكد رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، أمس، أهمية استمرار التعاون بين العراق والولايات المتحدة للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما جددت دينيس ناتالي، مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون النزاعات وعمليات الاستقرار، دعم بلادها للعراق. وذكر مكتب عبدالمهدي أن الأخير استقبل، أمس، ناتالي والوفد المرافق لها، وبحثا «أهمية تطوير العلاقات بين البلدين واستمرار التعاون لترسيخ الأمن والاستقرار والقضاء على عصابات (داعش) الإرهابية.
وأفاد المكتب بأن عبدالمهدي تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بحثا خلاله مهام القوات الأميركية في العراق، وأكدا على «الإطار القانوني لعمل قوات التحالف الدولي في العراق، والتي تتركز مهامها على التنظيم الإرهابي، وتدريب القوات العراقية، وعدم إقامة قواعد أجنبية بالبلاد».
وفي تطور آخر، أعلنت الخزانة الأميركية في وقت متأخر، أمس الأول، فرض عقوبات على ما يسمى ميليشيا «حركة النجباء» المتشددة الموالية لإيران، وتنشط في العراق وسوريا من خلال مقاتليها الذين يعدون نحو 10 آلاف، مسلح. وأدرجت الوزارة الحركة وزعيمها أكرم الكعبي على قائمة الإرهابي، بعد تنامي المخاوف من دورها الذي يزعزع الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وفي 2017، ذكرت وكالة رويترز أن «النجباء» تساعد طهران في إيجاد طريق إلى سوريا عبر العراق، وجاهر قادتها بدعم إيران، ويهدف الإجراء إلى منع الموارد التي تستخدمها هذه الميليشيا وزعيمها، في التخطيط لأي هجمات إرهابية وتنفيذها، وتحصل الحركة التي تأسست عام 2013، على تمويل من الحكومة العراقية، إلا أنها لا تخضع لسيطرتها.