السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بدء موسم حصاد القمح برأس الخيمة

بدء موسم حصاد القمح برأس الخيمة
8 ابريل 2020 01:43

محمد صلاح (رأس الخيمة)

بدأ مزارعون في رأس الخيمة، منذ منتصف الشهر الماضي، موسم حصاد القمح «الحب» بالدولة، والذي يمتد هذا العام لمنتصف الشهر الجاري.
وأكد عدد من المزارعين في رأس الخيمة، أن هطول الأمطار بكميات كبيرة هذا العام، إلى جانب التوسع في زراعة القمح، واعتماد بذور ذات إنتاجية عالية، ساهمت في مضاعفة إنتاج هذا العام، مقارنة بالسنوات الماضية، التي تراجعت فيها المساحات المزروعة بسبب ندرة الأمطار.
وقال عبدالله حسن الشحي، من أهالي وادي شعم: إن موسم الحصاد الخاص بالقمح انطلق فعلياً منذ منتصف الشهر الماضي لغالبية الوعوب (الحقول الصغيرة)، المنتشرة في الأودية الجبلية، شمال إمارة رأس الخيمة مثل واديي غليلة وشعم، حيث تنتشر في كل من العولة والظهوريين وبني عمير وشرجة عوف، وغيرها من المناطق التي تضم مجتمعة حوالي 400 وعب مزروعة بالحَب، لافتاً إلى أن عودة الأمطار بغزارة خلال السنوات الأخيرة، ساهمت في عودة الزراعة، وإن كان بشكل تدريجي للأودية، التي تساهم تربتها الجيدة في ازدهار الزراعة.
وأكد لـ«الاتحاد»، أن الأهالي ورثوا حب الزراعة عن الأجداد والآباء، رغم الصعوبات التي صاحبت المهنة في فترات كثيرة، وخاصة مع تراجع معدلات الأمطار «قبل عودتها مؤخراً»، إلى جانب انصراف العديد من أبناء الوطن للتعليم وتقلد الوظائف، ما جعل هذه المهنة محصورة على جيل الآباء في فترة معينة. وقال: إن تزايد الاهتمام بالزراعة بدأ يعود تدريجياً من قبل فئات الشباب، حتى أصحاب الوظائف منهم وغيرهم.
ومن ناحيته، أكد خليفة النديب، أحد المزارعين من منطقة العولة أن الزراعة إرث لأبناء جميع المناطق، وهي من أوائل المهن التي عرفها الإنسان في المنطقة، مثلها مثل الرعي والتجارة، لافتاً إلى أن الزراعة قديماً كانت تشمل العديد من المحاصيل، واليوم مع تراجع المساحات المزروعة، بات الأهالي يركزون على زراعات الخضراوات والفواكه والحبوب. وتابع النديب: الموسم الزراعي هذا العام جيد بسبب غزارة الأمطار، وهذا سبب وجود الكثير من الوعوب المزروعة في الأودية الجبلية بالإمارة، لافتاً إلى أن موسم الحصاد يبدأ بتمهيد الأرض وتسميدها بالسماد الطبيعي، وتجهيز البذور التي تتم زراعتها في شهر ديسمبر، ويتم حصدها بدءاً من منتصف مارس بالنسبة للأودية.
وقال محمد سعيد الشحي، من وادي غليلة ويزرع أحد الوعوب في «ديرة الركبة»: إن موسم الحصاد تأخر في المناطق الجبلية المرتفعة، بسبب انخفاض درجات الحرارة، واستمرار هطول الأمطار لفترات أطول ومتباعدة، وهو ما ساهم في نمو المحاصيل المزروعة، ووصولها لموسم الحصاد حسب الوقت المحدد لها، والمقدر بحوالي 4 أشهر بالنسبة لموسم القمح، والذي يبدأ تجهيز الوعوب لزراعته، بدءاً من شهر ديسمبر، ويستمر حتى منتصف أبريل بالنسبة للمناطق الجبلية.
وأضاف أن: القمح يحتاج للري بين 4-5 مرات، وهناك عدة عوامل تحدد جودة المحصول، في مقدمتها الأمطار ودرجات الحرارة، وإعداد الحقول بطريقة جيدة قبل موسم الزراعة، والاستمرار في مراقبة الزراعة، وتنظيف الوعوب المزروعة من الحشائش، وخلال الموسم الحالي نلاحظ تضاعف إنتاج القمح في المناطق الجبلية، مقارنة بالسنوات الماضية لعدة أسباب، من بينها التوسع في المساحات المزروعة، واعتماد البذور الجيدة ونوعية القمح المزروع، والذي يتميز بطول سنابله مقارنة بالنوعيات الأخرى.
وأكد أن موسم جمع الحبوب الشتوية، ينتهي بشكل كامل خلال منتصف الشهر الجاري، حيث يتم جمع الحبوب ودقها لفصل الحبوب عن التبن الذي يستخدم كعلف للحيوان، بينما تستخدم الحبوب لصناعة الخبز، مشيراً إلى أن بعض الأهالي في السابق كانوا يحتفظون بالسنابل، وتتم عملية فصل الحبوب على عدة مراحل، حسب احتياجاتهم لها سواء في صناعة الخبز المعروف محلياً باسم السفاع أو في صناعة الهريس.
وأشار إلى أن أكبر المشاكل، التي يعاني منها المزارعون في المناطق الجبلية المرتفعة، هي عدم تعبيد الطرق، حيث نضطر لقطع مسافات طويلة للوصول لهذه الوعوب، وقد تستغرق الرحلة للوصول إليها أكثر من ساعتين مشياً على الأقدام، كما يمثل نقل المحصول بعد حصاده مشكلة، حيث يضطر الأهالي لحمل هذه الحبوب، ليصلوا بها إلى أقرب مكان يمكن للسيارات أن تصل إليه.
وأكد أن الوعوب الحالية في الأودية والمرتفعات الجبلية، تكفي لتلبية حاجة الأهالي القاطنين في هذه المناطق، مع إمكانية التوسع خلال السنوات المقبلة، مع تزايد معدلات الأمطار، وتوفر المياه العذبة التي تساهم في ريّ المحصول.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©