الإثنين 17 يونيو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«القفطان».. يزين «المغرب في أبوظبي»

«القفطان».. يزين «المغرب في أبوظبي»
25 ابريل 2019 02:03

نسرين درزي (أبوظبي)

تتواصل فعاليات «المغرب في أبوظبي» حتى 30 أبريل الجاري بالمزيد من محطات الإبهار التي تكشف أصالة الموروث التاريخي للمملكة المغربية، ومع كل زيارة للمعرض تتجلى زوايا جديدة من حضارة البلاد تستعرض أمام الجمهور تنوع الوجه المشرق للمجتمع المغربي الذي بالرغم من توجهه للعصرية لا يزال يحافظ على رموزه التراثية الأصيلة، ومن بينها الزي التقليدي للنساء والمعروف بـ«القفطان» الذي ذاع جماله ووصل صيته إلى العالمية.

أكثر جاذبية
يضم ركن الأزياء في معرض «المغرب في أبوظبي» 22 قفطاناً تم تجهيزها خصيصاً للعرض على أمام الجمهور، حتى إن بعض القطع استغرق تطريز الواحدة منها سنة كاملة. وتشمل 3 مجموعات تضيء على الزي التقليدي والعصري والمستوحى من القديم بحيث يمزج بين عبق الماضي وإكسسوارات الحاضر. وتكشف القفاطين المعروضة لهذه السنة أهمية التطريزات في جعل القطع أكثر رونقاً وجاذبية، وكله يؤكد أن القفطان ليس فناً متفرداً ينسب إلى المصمم وحسب وإنما عمل إبداعي متكامل تتشابك به الأيادي وتشترك مجموعة متكاملة من الحرفيات لإخراجه إلى التميز ما بين الفكرة والرسم والخياطة والتطريز والتنسيق.

عراقة وأنوثة
وتحدثت صوفية بن إبراهيم، المشرفة على ركن الأزياء والقفطان المغربي والإكسسوارات التقليدية، عن عراقة القفطان المغربي الذي انتشر شيئاً فشيئاً في مختلف أنحاء العالم حتى بات خطاً أساسياً من خطوط الموضة، وذكرت أنها شخصياً تفضل القطع التي ترسمها مصممات لأنهن الأكثر قدرة على التعبير عن أنوثة المرأة. وأكدت أن القفطان عالم واسع لا يمكن التهاون في طريقة ارتدائه، إذ لا يمكن انتقاء أي تصميم وارتدائه إلا بحسب المناسبة، والاختلاف يكون واضحاً ما بين مناسبات الأعراس والخطوبة والسهرات والاحتفالات الكبيرة والزيارات الرسمية أو العائلية. وأوضحت صوفية أن الأزياء التقليدية للنساء في المغرب تم توارثها عن الأسلاف منذ القدم، وكان لا بد من التركيز في الموسم الحالي للمعرض على فن الخياطة والتطريز التقليدي المعروف بعراقته في المغرب.
وخلال جولة على القفاطين المعروضة شرحت الفرق بين تطريز وآخر بحسب المنطقة وحسب ما يليق للقطعة من ألوان وأشكال، وعددت صوفية بعضاً من أنماط وأنواع ومسميات هذا الفن العريق بينها التطريز «الرباطي» المتميز بكثرة ألوانه المزركشة، وأجملها اللون الوردي المطعم بالخرز والأحجار الكريمة والذهب واللؤلؤ والكريستال. أما النوع الثاني فهو «الرندا» ويطرز بالخيط الذهبي، والتطريز المعروف بـ«زواق المعلم» ويغلب التقليد الأندلسي على هذا الفن بكافة أصنافه وأشكاله وألوانه، وكذلك تطريز «الغرزة» وتطريز «تطواني».

تفاصيل مبهرة
بمتابعة الجولة، وصلنا إلى رواق يجمع القطع نفسها بالنسختين التقليدية والعصرية، فعن اليمين مجموعة تصاميم تراثية بكل ما فيها من قماش مخملي وقصات أصيلة وتطريز ناعم، فيما تتوزع عن اليسار قفاطين مودرن فيها الكثير من التفاصيل البراقة بما يتناسب مع الذوق الشبابي وتطورات العصر، وكلها ابتكارات جديدة ومتميزة تنسجم مع مختلف الأذواق وفيها من كل الألوان الراقية. واللافت تفاصيل صغيرة تم استحداثها في المعرض مثل الأكمام القصيرة لفستان العروس والأكمام الضيقة للقفاطين الأقرب إلى اللباس اليومي الكلاسيكي، وكذلك التصاميم الجديدة بقبات مغلقة ومعها ربطات عنق أنيقة، ومن القطع الجاذبة في ركن «الأزياء المغربية» القفطان التقليدي الذي ترتديه المرأة في سن معين، والسلهام والكندورة الجديدين على الفعالية في الموسم الحالي من «المغرب في أبوظبي»، وكل ما تم تقديمه بأبهى حلة وبألوان مختارة وتصاميم جذابة جاء على أيدي مصممات بارعات ترعرعن على مهارة الأسلاف.
وتميز معرض الأزياء التقليدية الغربية لهذا العام بمجموعة فاتنة من الإكسسوارات والمجوهرات والأحذية وحقائب اليد والأحزمة، شاركت فيه نخبة من ألمع المصممات المغربيات المتميزات عالمياً ومنهن: مريم بو وافي، لمياء الخصاصي، سعاد شريبي، مريم وليلى الحجوجي، زينب الجندي، زينب اليوبي، لبنى قصوص، سارة شريبي، سهام التازي، والمصمم فريدريك بيير كيرنير، إضافة إلى مصممي المجوهرات والإكسسوارات كنزة بن إبراهيم وكنزة بناني وبديعة التازي وريتا سبتي، ومصمم المجوهرات هوغ مونييه.

أزياء تضيء على الموروث
شهدت فعالية «المغرب في أبوظبي» أمس الأول، عرضاً حصرياً للأزياء التقليدية حضره 400 شخص، حيث أطلت العارضات بالقفطان المغربي بـ 28 قطعة ما بين القديم والعصري بتألق أضاء على الموروث الأصيل في البلاد، وعكست التصاميم المزركشة بأفضل أنواع القماش وأحلى الألوان والمطرزات لمسات الإبداع والابتكار القادمة من عمق الجذور التاريخية للمغرب الغني بحضارته وأصالة عاداته وتقاليده. وكشف العرض أهمية القفطان في المجتمع المحلي والذي تختلف تصاميمه وطبيعة ارتدائه بحسب المناسبة، وهو يمثل بتفاصيله المبهرة حجم العراقة بما يختص بفنون الأزياء التي تعتز بها المملكة المغربية. اشتركت في تصميم القفاطين المعروضة مجموعة من المصممات المغربيات المبدعات وأظهرت تصاميمهن قوة الدمج بين الرسومات التقليدية للقفطان وما يجعله براقاً من خلال الرموز المبتكرة التي تضاف إليه. ومن مظاهر الاختلاف في الزي المغربي الأنيق أنه يحافظ على أصالته مع دخوله خطوط الموضة من خلال الدانتيل والأزرار ونوعية النسج وخيطان التزيين والترصيع. وكشف عرض القفاطين كيف تتلاقى التصاميم المعاصرة بالأزياء القديمة في توهج لا يقتصر على المصممات وحسب، وإنما كل الأيدي العاملة في الخفاء لإخراج كل قطعة بأبهى حلة.

إلى العالمية
القفطان المغربي المتوارث حتى اليوم رسمه الفنان دو لاكروا وخلدته صور الفنان إرفين عندما ارتدته الأوروبيتان تاليتا جيتي ولي رادزيويل، وقد أعاد تصميمه مارك بوهان وخرج به أوليفيي روستنج عن قواعده خلال عمله لدور الموضة العالمية.

ثقافة شعبية
يعتبر القفطان أحد رموز الإبداع والثقافة الشعبية المغربية الممزوجة برائحة الحضارة القديمة، وهو الزي التقليدي الجذاب الذي يدخل ضمن علامات الأزياء العالمية مما يدفع بعض مشاهير النساء حول العالم لارتدائه.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©