أستغرب من ظاهرة هروب الطلاب من مدارسهم·· وهذه الظاهرة موجودة بشكل زائد عن حده والسكوت عنها لن يزيدها إلا قوة في الانتشار، فالطلاب يهربون يومياً، بل إن بعضهم أصبح يتفنن في ابتكار طرق جديدة كل يوم للهروب من المدرسة ويفتخر بذلك أمام بقية زملائه مما يشجع الآخرين على تقليده ولا استبعد أن يجعلوا منها مسابقة خاصة بهم يفوز بها من يستطيع أن يحقق أْعلى النقاط في الهروب من المدرسة، خاصة وأن الأنشطة الترفيهية والثقافية في بعض هذه المدارس تكاد تكون معدومة·· وما ينطبق على منطقة الظاهر ومزيد ينطبق على منطقة أم غافة فقد أخبرتني إحدى الأخوات من منطقة أم غافة أن مدرسة البنين تعاني من المشكلة نفسها··!
أنا لا أقول إن المدرسة تتحمل كل المسؤولية ولكنها تتحمل الجزء الأكبر في تفاقمها، فبالرغم من أن هذه الظاهرة موجودة منذ سنوات إلا أننا لم نر ولم نسمع عن أي تحرك فعلي من جانب المدرسة لمعالجتها أو حتى الحد من انتشارها، فالمشكلة أكبر من أن يحلها اتصال هاتفي بولي أمر الطالب أو قيام الأخصائي الاجتماعي بمطاردة الطلاب الهاربين واعادة بعضهم إلى المدرسة·
سؤال يوجه إلى إدارات هذه المدارس·· أين دوركم في معالجة هذه الظاهرة وأين هي برامجكم الإرشادية الموجهة إلى الطلاب وأولياء أمورهم·· لماذا لا يتم تفعيل مجالس الأبناء لتقوم بدورها في توعية الأهالي بخطورة هذه الظاهرة؟
مريم الكلباني
عدد اليوم
