قال عبدُ الله بن عبّاس: الدُّنيا العافية، والشَّباب الصِّحة، والمُروءة الصبر، والكرِم التَّقْوى، والحَسَب المال، وكان سعدُ بن عُبادة يقول: اللهم ارزقني جِدّاً ومَجداً، فإنه لا مَجد إلا بفعَال، ولا فَعال إلا بمال. وقالت الحُكماء: لا خيرَ فيمن لا يَجْمع المالَ يَصون به عرْضه، ويَحْمي به مُروءته، ويَصِل به رَحِمه.
وقال عبد الرحمن بن عَوْف: يا حَبذا المالُ أصونُ به عِرْضي، وأتقربُ به إلى ربِّي.
وقال سُفْيان الثَّوْريّ: المالُ سِلاح المُؤمن في هذا الزمان.
وقال أكثمُ بن صَيْفيّ: مَن ضَيَّع زاده اتَكل على زادِ غيره، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: خَيْركم مَن لم يَدَع آخرتَه لدُنْياه ولا دُنياه لآخرته. وقال عمرو بن العاص: اعمل لدُنياكَ عَمل من يَعيش أبداً، واعمل لآخرتك عمل من يموت غداً.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: نِعْمَ العَوْنُ على طاعة الله الغِنى، ونعَم السُّلَّم إلى طاعة الله الغنى، وتَلا «وَلَوْ أنَهم أقامُوا التَّوْراةَ وَالإنجِيلَ وَما أنْزِلَ إِليهم مِن ربِّهم لأكلُوا مِنْ فَوْقهم وَمِنْ تَحْتِ أرْجُلِهم»، وقولَه: «واستغفروا رَبَّكم إنه كان غَفّارًا، يُرْسل السماءَ عليكم مِدْراراً، وُيمدِدْكم بأمْوالٍ وَبَنين».
وقال خالدُ بن صفْوان لابنه: يا بُنَيَّ، أوصيك باثنتين، لن تزال بخَيْر ما تمسَّكت بهما: درْهمك لمعاشك، ودِينك لمعادك.
وكان لأحَيْحَة بن الجُلاَح بالزَّوْراء ثلاثمائة ناضح، فَدَخَل بستاناً له، فمرَّ بتَمْرة فَلَقطها فعُوتب في ذلك، فقال: تمْرَة إلى تَمرة تَمرات، وجَمل إلى جَمل ذَوْد. ثم أنشد يقول:
إني مُقـيم على الزَّوْراء أعمرُها
إنّ الحبيب إلى الإخوان ذو المال
فلا يَغُرَّنك ذو قُرْبى وذو نَسب
من ابن عـمّ ومن عــمٍّ ومن خـال
محمد إسماعيل - أبوظبي