السبت 27 يوليو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدوسري: فريق الإنقاذ الإماراتي قام بالواجب تجاه الأشقاء

الدوسري: فريق الإنقاذ الإماراتي قام بالواجب تجاه الأشقاء
17 أكتوبر 2005

عبدالرحيم عسكر:
في صورة تجسد معاني العطاء ونكران الذات لإغاثة المنكوبين وسط الركام ورائحة الموت المنبعثة من كافة الأنحاء تواصلت جهود أبناء الإمارات لتضميد جراح أبناء الشعب الباكستاني وتقديم العون للمتضررين الذين دفن ذووهم تحت الأنقاض· وقال العقيد خالد عبد اللطيف الدوسرى مدير إدارة الإنقاذ والإسعاف بشرطة أبوظبى رئيس فريق الإنقاذ الذي عاد من باكستان مؤخراً في لقاء مع 'الاتحاد' إن فريق الإنقاذ الإماراتي المشترك استطاع وبفضل الجهود الكبيرة التي بذلها في مد يد العون والمساعدة للأشقاء في باكستان وذلك تنفيذا للأوامر السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة 'حفظه الله' وصاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبمتابعة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية بتكوين الفريق الاماراتى للإنقاذ للمساهمة في أعمال الإغاثة الجارية وانتشال الضحايا الأحياء والجثث من بين ركام المباني التي سويت بالأرض لشدة وقوة الزلزال والهزات الإرتدادية التي تبعت الزلزال·
مشاهد إنسانية
وقال أن فرق الإنقاذ الاماراتى المشترك والذي وصل إلى موقع الكارثة كأول فريق إنقاذ عربي تمكن بعون الله من انتشال و اكتشاف أكثر من 254 جثه بجانب تحديد مكان آلاف الجثث المدفونة تحت الأنقاض إضافة إلى إنقاذ 4 أحياء في المنطقة الشرقية 3 رجال وامرأة وانتشال طفل يبلغ من العمر 9 سنوات كما قام الفريق المشترك بمواساة المتضررين وتقديم العون اللازم لتخفيف وقع الكارثة عليهم وقال العقيد الدوسرى أن من ضمن المشاهد الإنسانية الحزينة استخراج جثة طفل رضيع عمره شهر ونصف دلت الفحوصات الطبية إلى انه ظل حيا بعد الزلزال وتوفى قبل استخراج جثته بوقت قصير وتسليمه إلى ذويه لدفنه كما تفاعل فريق الإنقاذ الاماراتى مع احد المنكوبين الذي كان في حالة يرثى لها لفقده كامل أسرته والتي يبلغ عددها 16 فردا مدفونين تحت أنقاض منزله حيث قام رجال الإنقاذ الإماراتيين بالبحث في أنقاض المبنى واستخراج جثث أفراد الأسرة المنكوبة وتسليمها إلى ذويها
وأشار الدوسري إلى تفاعل أبناء الشعب الباكستاني وامتنانهم للبادرة الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة والذي كان واضحاً من خلال استضافة بعض أبناء الشعب الباكستاني لفريق الإنقاذ الاماراتى خلال توجهه إلى مدينة بلاكوت للمشاركة في أعمال البحث عن الضحايا المطمورين تحت الأنقاض ،لافتا الى أن الفريق الاماراتى كان يبيت بأحد المساجد موكدا على آن أفراد الفريق لم يكونوا ينظرون إلى المكان الذي يمضون فيه ليلتهم بقدر أهمية الدوافع الإنسانية للوصول إلى المناطق المتضررة للمشاركة في جهود انتشال الضحايا وتقديم العون للمتضررين ·
فترة قياسية
وحول الاستعدادات التي قامت بها إدارة الإنقاذ والإسعاف بشرطة ابوظبى لتنفيذ مهمتها الإنسانية بناء على الأوامر السامية لصاحب السمو رئيس الدولة أوضح العقيد خالد عبد اللطيف انه بعد تلقى الأوامر من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية بتكوين فريق الإنقاذ من شرطة ابوظبي ، تم إعداد الفريق خلال فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز الـ 4 ساعات وتم تجهيز الفريق بالأجهزة والمعدات اللازمة لمواجهة مثل هذه الظروف والتي تم التدريب عليها من قبل بتنظيم دورة متخصصة بإدارة الإنقاذ والإسعاف بشرطة ابوظبي في البحث عن الضحايا تحت الأنقاض في شهر سبتمبر الماضي ،وقال انه لمس حماسا كبيرا من الكوادر التي تم اختيارها لتنفيذ المهمة الإنسانية رغم ظروف الصيام وذلك من خلال جاهزية كافة الكوادر في فترة زمنية قياسية للسفر لأداء الواجب· إضافة إلى تجهيز الفريق بالأجهزة اللازمة وأشاد العقيد الدوسرى بالجهود التي قامت بها الكلاب البوليسية التابعة للإدارة العامة لشؤون الأمن والتي تم تدريبها على اكتشاف رائحة البشر من بين الأنقاض·
معوقات ميدانية
وحول المعوقات التي واجهت فريق الإنقاذ الاماراتي المشترك في تنفيذ مهمته الإنسانية أوضح العقيد الدوسرى أن الفريق واجه مشكلة تأخر توجهه ولمدة يومين إلى المناطق المنكوبة على الرغم من وصوله في فترة وجيزة كان خلالها يجري الاتصالات مع السلطات الباكستانية لتحديد المناطق التي سيقوم فيها بأعماله الاغاثية إضافة إلى طبيعة المباني القائمة في مناطق إسلام أباد وبلا كوت المبنية من المسلح وطبيعة المنطقة الجبلية والإصابات الكثيرة وتغير حالة الطقس حيث أدى انخفاض مدى الرؤية بسبب الغيوم والأمطار إلى توقف جهود الإنقاذ لبعض الوقت ·
وأكد العقيد خالد عبد اللطيف الدوسرى أن مشاركة الفريق الاماراتى في أعمال الإغاثة في مثل هذه الكوارث الطبيعية الكبيرة رغم ما يحيط بها من آلام إنسانية ساهمت في إكساب فرق الإنقاذ الإماراتية خبرة جيدة في مجال التعامل مع مثل هذه الكوارث وحول تكتيكات الانتشار والتجمع والخطط والإرشادات اللازمة للمجموعات، وأكد أن إدارة الإنقاذ والإسعاف بشرطة ابوظبى ستعمل على الاستفادة من الخبرة التي اكتسبتها ودعمها بمزيد من التدريب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©