السبت 27 يوليو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شجرة الكريسماس الهجومية تثير الرعب في الدوري

19 أكتوبر 2005

انتهت الجولة الخامسة· ولكن الدهشة مازالت على الوجوه في الشارع الكروي·
الجزيرة الذي يسعى للفوز بالدوري يخسر على ملعبه بالخمسة، والوحدة يرتدي ثوبا هجوميا جديدا 'نيولوك' ويخطف الإعجاب ويثير الرعب، والنصر يلعب ويفوز أخيرا بقيادة مدرب عصبي، والأهلي ينهار في ديربي دبي ويخسر بالثلاثة، والعين 'زعيم الدوري' يهزم الشارقة 'ملك الكأس' ويتجاوز البروفة الأخيرة قبل مواجهة اتحاد جدة في نهائي دوري أبطال آسيا·
وإذا كانت تلك القمم الثلاث في الجولة الخامسة احتلت المساحة الأكبر من الاهتمام نظرا لقوة اللقاءات التي جمعت بين الوحدة الأول والجزيرة الثاني، والنصر والأهلي، والعين والشارقة، فإن بني ياس فجر واحدة من أكبر مفاجآت تلك الجولة عندما فاز على الشباب بملعبه 3-صفر أحرزها اكتشاف فرنسي جديد من أصل توجولي وهو دودزي كواجي دوجبي، وحقق أيضا الإمارات أول انتصار له هذا الموسم ولكنه لم يغادر بعد المركز الأخير·
بالفعل كانت جولة مهمة جدا لأنها أكدت على قدرات بعض الفرق في اختبارات قوية وكشفت الوجه الحقيقي لفرق أخرى ورسمت إشارات مبكرة حول خط سير المنافسة هذا الموسم رغم أن الوقت مازال مبكرا جدا إلا أن الحاضر مع الماضي لابد أن يعطي ملامح للمستقبل·
فالوحدة حامل اللقب يؤكد مباراة بعد الأخرى أنه قادم بقوة للدفاع عن لقبة ولم يتنازل عن القمة منذ بداية الدوري، بل لم يغادر القمة منذ 21 جولة متتالية منها 16 جولة من الموسم الماضي ودخل لقاء الجزيرة وهو يدرك أنه سيواجه منافسا عنيدا له طموحات كبيرة ويتقاسم معه القمة في رصيد النقاط ويضم بين صفوفه نجوما من الوزن الثقيل في مقدمتهم إبراهيم دياكيه 'أفضل أجنبي في الموسم الماضي'، والمهاجم النيجيري أوجبيشي باثو الذي لم يتوقف عن التسجيل في كل مباراة وتصدر قائمة الهدافين بعد أربع جولات، بجانب محمد عمر وصالح عبيد وخلف سالم ورضا عبد الهادي ويوسف عبد العزيز، وقدم الجزيرة نفسه هذا الموسم بصورة قوية بعد الفوز على العين والنصر والتعادل مع الشعب خارج ملعبه، وبالتالي توقعها الجميع قمة حقيقية هذا الموسم لأن كل فريق لديه طموحات كبيرة·
شجرة الكريسماس
الملامح الرئيسية لتكتيك كل فريق أكدت أن الفوز هو هدف كل منهما من البداية ولعبا تقريبا بنفس الطريقة وهى 3-4-3 وإذا كانت تلك الطريقة لا تبدو مفاجأة للمدرب الهولندي سيف فيرجوسون الذي اعتاد على المغامرات الهجومية منذ قدومه للجزيرة وشاهدناه آخر مباراتين أمام الإمارات والنصر يلعب بطريقة 4-3-3 فإن المدرب الألماني للوحدة لم يعودنا على المغامرة الهجومية رغم انه يملك أقوى هجوم في الدوري الموسمين الماضي والحالي ولديه عناصر تملك مهارات عالية إلا انه كان يلعب بطريقة 3-5-2 بوجود مترو وتوني ووراءهما إسماعيل مطر الموسم الماضي أو مترو وفابيو جونيور ووراءهما إسماعيل مطر هذا الموسم، ولكنه هذه المباراة وأمام الجزيرة قرر المغامرة الهجومية بعد انضمام الأنجولي موريتو حيث لعب بثلاثة مهاجمين أو بطريقة 'شجرة الكريسماس' كما يطلق عليها في أوروبا ووضع متروفيتش كرأس حربة صريح ويتقدم من ورائه كل من إسماعيل مطر وموريتو ومن الوسط هناك فهد مسعود في الطرف الأيمن وحيدر الو علي في الطرف الأيسر وكل من عبد السلام وعبد الرحيم جمعة في الارتكاز·
ومنح هذا الأسلوب مزيدا من الخيارات الهجومية بسبب تنوع مصادر الخطورة في كل خط من خطوط الفريق مما أصاب الجزيرة بالارتباك لأن كل لاعب من الخمسة الذين يشاركون في مرحلة إنهاء الهجمة سواء مترو أو إسماعيل أو موريتو أو فهد مسعود أو حيدر ألو علي يستحق أن تفرض عليه رقابة والتحركات السريعة وتبادل المراكز بدون كرة خلقت مزيدا من الثغرات في العمق والأطراف، وفي المقابل لم يستخدم هولمان ورقة عبد الرحيم جمعة الهجومية بعد ان أحرز هدفين في مرمى بني ياس في الجولة الماضية وهدفا مع المنتخب في مرمى عمان وكلفه بالحد من تحركات إبراهيم دياكيه عقل فريق الجزيرة في وسط الملعب وبالتالي لم يتقدم عبد الرحيم كثيرا ونجح ثلاثي الدفاع عبدالله سالم وبشير سعيد وعمر علي في إبطال مفعول المهاجم النيجيري 'الرهيب' أوجبيشي سواء بالضغط عليه لحظة الاستلام لعدم منحه مساحة للحركة أو بمنعه من دخول منطقة الجزاء، وفي المرات النادرة التي سدد فيها على المرمى كان عبد الباسط كعادته متألقا بكل رشاقة·
وبعد هدف فهد مسعود المبكر بعد 14 دقيقة بدا فريق الجزيرة أكثر حيوية ونشاطا وسدد دياكيه من ركلة مباشرة في العارضة واوجبيشي فوق العارضة ، ولكن 'ثغرة الوسط' في المنطقة ما بين الدفاع والوسط كانت بوابة الوحدة لمرمى علي خصيف·· لماذا؟ لأن ثلاثي الدفاع خالد علي وعادل نصيب وخلف سالم يلعبون على خط واحد، وفي الأطراف صالح عبيد انشغل بفهد مسعود وموريتو بالإضافة الى عدم تأقلم رضا عبد الهادي في مركز لاعب الوسط الأيمن وبالتالي لم يكن مؤثرا وفي قلب الوسط انشغل دياكيه بعد الهدف الأول للوحدة بالتقدم للمساندة الهجومية بعيدا عن الرقابة المفروضة على أوجبيشي ومحمد عمر كما كان يفعل في مباراة النصر الأخيرة، وكان حسين سهيل أيضا يلعب خلف رأسي الحربة يتحرك يمينا ويسارا وبالتالي أصبح هناك عملياً على أرض الواقع لاعب ارتكاز وحيد وهو حمد محمد الذي لم يتمكن من مواجهة عواصف الهجوم الوحداوية وبات الدفاع مكشوفا طوال الوقت وجاءت الأهداف الخمسة تقريبا بطريقة واحدة الأول والخامس بتسديدات من خارج منطقة الجزاء لفهد مسعود ومتروفيتش دون مضايقة من الدفاع، والثاني والرابع بتمريرات من العمق لمترو وإسماعيل مطر بينما كان هدف موريتو من ركنية بالرأس·
نفس الأسلوب
وإذا كان فيرجوسين لعب بنفس الأسلوب الهجومي الذي اعتاد عليه في المباريات الأخيرة من خلال اوجبيشي ومحمد عمر ووراءهما حسين سهيل وانطلاقات دياكيه من العمق وصالح عبيد من الجانب الأيسر فإن هولمان قرأ ذلك جيدا قبل أن تبدأ المباراة وحد من خطورة دياكيه من خلال عبد الرحيم جمعة وشغل صالح عبيد طوال الوقت بانطلاقات فهد مسعود وتحركات موريتو ، وقطع خطوط الاتصال بين ثنائي الهجوم ووسط الملعب· وقد يكون هذا الكلام على الورق شيئا رائعا ولكن لا ينفذ بدقة إلا أن الوحدة أجاد تنفيذ ذلك بكل براعة لعدة أسباب أهمها سرعة الإيقاع في التحول من الدفاع للهجوم والتحركات بدون كرة وصناعة الهدف بأقل عدد من التمريرات كما حدث في الهدفين الرابع والخامس من أربع وخمس تمريرات فقط، وبالتالي لم تكن هناك فرصة لفريق الجزيرة للعودة والتغطية بسرعة وكان إسماعيل مطر مهندس العمليات في وسط الملعب صنع هدفين بذكاء شديد الأول تمريرة عرضية لفهد مسعود جاء منها الهدف الأول، والتمريرة الثانية استغل وجود أربعة لاعبين حوله ومرر عرضية إلى مترو الخالي تماما ليسدد بكل حرية من خارج المنطقة محرزا الهدف الخامس، كما أحرز بنفسه الهدف الرابع·
وأكدت تلك المباراة على أن فهد مسعود وصل إلى مرحلة النضج الفني والبدني وخطف الأنظار بتحركاته وتمريراته واختراقاته وتمكن من تعطيل جبهة هجومية مؤثرة للجزيرة بل انه تحرك كما يشاء وفعل كل شيء بكل براعة وأحرز الهدف الأول وصنع الثالث من ركنية على رأس موريتو كما وزع عدة تمريرات عرضية داخل منطقة الجزاء ومستواه في تصاعد من مباراة لأخرى وبات مرشحا لاستعادة مكانته بقوة في المنتخب خلال الفترة المقبلة·
وفي أي لحظة كانت جماهير الجزيرة تتوقع عودة الفريق للمباراة لأن المدرب الهولندي سيف فيرجوسين اعتاد على التعامل مع مثل هذه المواجهات الصعبة وتأخر هذا الموسم في ثلاث من أربع مباريات أمام الشعب والعين والنصر ولكنه في النهاية تمكن من التعادل أو الفوز إلا انه أمام الوحدة لم يتمكن من ذلك لأن الخطر كان يأتي من كل الاتجاهات وفرض الوحدة سيطرته وأسلوبه وكان لديه من يستثمر ربع الفرصة وسدد الوحدة على المرمى طوال المباراة 9 مرات جاء منها خمسة أهداف بينما وصل عدد التسديدات خارج المرمى إلى 6 مرات، وفي المقابل سدد الجزيرة على المرمى طوال المباراة 6 مرات جاء منها هدف صالح عبيد بينما عدد التسديدات خارج المرمى وصل إلى 7 تسديدات، وتفوق الجزيرة في الركنيات 7 مقابل 4 للوحدة وهذا يعني أن الوحدة كان الأكثر تركيزا في الثلث الهجومي الأخير ونجح في استثمار الفرص بشكل جيد لوجود مهارات مثل مترو وإسماعيل مطر وموريتو يتحركون بكل حرية ، وحتى قبل 12 دقيقة من نهاية المباراة كان الجزيرة يملك الأمل في التعادل ولكن بلا تأثير هجومي حقيقي فجاءت الأهداف الثلاثة للوحدة لترفع العدد إلى خمسة في قمة الجولة بين الفريقين المتصدرين تبدو ثقيلة وبمثابة درس صعب جدا للجزيرة في بداية الموسم من أجل ترتيب الأوراق والعودة من جديد بكل قوة للمنافسة وهو لم يخرج من المنافسة فمازال في المركز الثاني ومازال قادرا على تحقيق أحلامه، أما الوحدة حامل اللقب فعاد ليؤكد من جديد انه الأقوى في الدوري حاليا ليس فقط بالنتائج ولكن أيضا بالأداء وقدم كرة هجومية ممتعة وأحرز الفريق 17 هدفا في 5 مباريات بمعدل 3,4 هدف كل مباراة والفارق كبير بين الوحدة والجزيرة صاحب ثاني أقوي خط هجوم 6 أهداف·
الملك والزعيم
العين دخل مواجهة الشارقة وهو مشغول بالتفكير في المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا أمام اتحاد جدة السعودي يوم 26 أكتوبر الحالي، وهي بالفعل حدث يستحق كل هذا التفكير وكل هذا الاستعداد والتركيز والجهد والعرق لأن الفريق في هذه المرة لن يحمل فقط لقب البطولة الآسيوية كما فعل عام 2003 بل سيفتح لكرة الإمارات آفاقا جديدة فوق خريطة كرة القدم العالمية عندما يشارك في مونديال الأندية باليابان ، ولذلك ستكون مباراة اتحاد جدة في القطارة بمثابة نصف مهمة العبور لتحقيق هذا الحلم ·
وإذا كان العين انشغل بتلك المباراة في حضور يوردانسكو مدرب الاتحاد السعودي بجانب غياب سبيت خاطر وعلي مسري للإيقاف فإن الشارقة 'ملك الكأس' لم يكن هناك ما يشغله سوى تعويض الخسارة الأسبوع الماضي على ملعبه أمام الشعب فقدم عرضا قويا في الشوط الثاني وخلق أكثر من فرصة للتسجيل بينما اكتفي العين بهدف انوكاشي الذي أحرزه بعد 13 دقيقة من بداية المباراة وقدم شوطا جيدا تحرك فيه علي الوهيبي كثيرا وكذلك عبد الله علي ورامي يسلم وانوكاشي وكانت الجبهة اليمني هي الأكثر حيوية في العين خلال الشوط الأول وكاد أن يسجل رامي يسلم بالرأس وعبد الله علي لولا براعة طارق مصبح حارس المرمى وفي بداية الشوط الثاني أنقذ هدفا آخر من رأسية تيجادا·
العين حقق الهدف من تلك المباراة وهو الفوز بالنقاط الثلاث للاستمرار في المنافسة على الدوري لأنه يقاتل في كل الجبهات ولم تكن تلك المباراة بمثابة بروفة أخيرة لشكل أداء العين أمام الاتحاد ولكنها اختبار قوي لأن الفريق لعب بدون سبيت خاطر وعلي مسري وبلانكو وشهاب أحمد الذي شارك أمس الأول 20 دقيقة أمام الشارقة، فالعين لديه أفضل مما قدم بكثير وسيظهر وجهه الآسيوي يوم 26 الحالي ، فاللقب الآسيوي أهم وأغلى بكثير من الألقاب المحلية لأن السعادة تعم كل جماهير الدولة وليس جماهير ناد واحد فقط·
مدرب عصبي
يبدو جاير مدرب النصر شديد العصبية أثناء المباريات ولا يتردد في توجيه النقد بصوت عال لأي لاعب ، وفي نفس الوقت يبدو على قدر كبير من الذكاء ولذلك تفوق على مواطنه وينفرد شايفر ذي الشعر الأبيض في الشوط الثاني بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في ديربي دبي بين النصر والأهلي وكانت للتغييرات التي أجراها الدور الأكبر في قلب المباراة وترجيح كفة فريقه الذي قدم عروضا رائعة في الأسبوعين الاخيرين أمام الوحدة والجزيرة ولكنه لم يتمكن من تحقيق الفوز ولكن في تلك المباراة جمع بين الأداء والنتيجة·
وفي الحقيقة لم يكن غياب سالم خميس وعادل عبد العزيز هو السبب الوحيد لتلك الخسارة بل ان الأهلي لم يقدم عرضا جيدا خاصة في الجانب الهجومي وشاهدنا الفريق أمام الإمارات الأسبوع الماضي يعاني كثيرا ويتعادل 2-2 ثم ينال أول هزيمة له هذا الموسم بالثلاثة أمام النصر·
مفاجأة كواجي
عندما فاز الوصل على بني ياس بالأربعة في الأسبوع الثالث توقع الجميع عودة قوية للفهود فإذا بالفريق نفسه يخسر بالأربعة في الأسبوع التالي أمام الشباب ، وبعد أسبوع واحد يشرب الشباب من نفس الكأس ويخسر على ملعبه من بني ياس بالثلاثة·
بالطبع لغز·· لا يوجد استقرار في مستويات فرق المنطقة الدافئة وكل شيء ممكن حدوثه ، ولكن على أية حال لاعب واحد حسم تلك المباراة لصالح بني ياس وهو المهاجم الفرنسي دودزي كواجي الذي أحرز ثلاثة أهداف بمهارة فردية عالية وفعل ما يشاء بدفاع الشباب وحارس مرماه إسماعيل ربيع الذي كان بعيدا عن مستواه ، وبالفعل يعد هذا اللاعب إضافة قوية لبني ياس·
وإذا كان الشعب تعادل على ملعبه مع الوصل بدون أهداف فإن الإمارات حقق فوزه الأول هذا الموسم على دبا الحصن بثلاثة أهداف مقابل هدف ، ومباريات الجولة السادسة التي ستبدأ غدا الخميس ستضع دبا الحصن في مواجهة النصر ولكن على ملعبه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©