السبت 27 يوليو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طب المستقبل جوز ولوز

22 أكتوبر 2005
صلاح الحفناوي:
لحظة من فضلك، هل تستعد لتناول بعض الأطعمة الرمضانية أو الأطعمة يكثر تناولها خلال الشهر الفضيل وعلى رأسها المكسرات أو النقل والياميش أو الفواكه المجففة··· أنت إذن تضع أقدامك على أول طريق الشباب الدائم والصحة والعافية إذا التزمت بالقاعدة الذهبية التي يجمع عليها الأطباء 'عدم الإفراط'·
فإذا كان الصيام هدية صحية للمسلم يترقبها كل عام، فإن الأطعمة الرمضانية وبالتحديد المكسرات والياميش صيدلية طبيعية كاملة تقدم أعلى درجات الوقاية من الأمراض وتحسن وظائف الجسم وتزيد النشاط والحيوية وتقاوم عوامل الاعتلال الصحي، وهو ما أجمعت عليه مراجع الطب الشعبي القديم واثبته العلماء من خلال تجارب عديدة وأبحاث دقيقة··· وهكذا يجتمع خلال الشهر الفضيل صحة الصيام مع صيدلية الطعام·
البندق والجوز واللوز والفستق، القراصيا والتين والزبيب والبلح أو التمر والمشمش أو المشمشية وقمر الدين، مناجم طبيعية للزيوت النباتية المضادة للهرم والشيخوخة، والأملاح المعدنية والفيتامينات التي تتحكم في كل وظائف أجسامنا الحيوية، وعشرات المواد الأخرى التي تقي من الأمراض وتعالجها· هل هذا معقول؟··· تعالوا نتابع التفاصيل معا في هذه الدراسة القيمة التي أعدها الأستاذ الدكتور قاسم العوم استشاري الأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي والكبد ومدير مستشفى النور بأبوظبي، والتي يستهلها بجولة سريعة في مختبرات الأبحاث لمتابعة أحدث ما توصل إليه العلماء حول الفوائد الغذائية والوقائية والعلاجية للمكسرات والياميش·
ونبدأ ببحث طبي أجري في عدد من البلدان وأثبت أن تناول المكسرات يحسن مستويات الدهون والشحوم في الدم، مما يساعد في المحافظة على صحة وسلامة القلب· والمعروف أن قياس نسبة الكولسترول والدهون المختلفة في الدم يستخدم غالبا لتقدير خطر واحتمالات إصابة الشخص بأمراض أو مشكلات في القلب والشرايين·
الباحثون أوضحوا أن المكسرات غنية بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة وهي المسؤولة عن الخصائص الوقائية والفوائد الصحية عند تناولها مع الغذاء··· ووجد الباحثون في الدراسة التي أجريت في أميركا على 27 مريضا من الرجال والنساء يعانون من نسب الدهون في الدم، تناولوا حفنة واحدة إلى حفنتين من اللوز النيئ (ما يعادل 37 جراما) أو وجبات غذائية عادية يوميا، أن اللوز قلل دهون الدم بنسبة تعتمد على كمية الجرعة المتناولة، بمعنى أنه كلما تم تناول لوز أكثر كان الأثر الخافض للدهون أكبر، لافتين إلى أن حفنة واحدة من اللوز قللت مستويات الكولسترول السي LDL في الدم بحوالي 4,4% ·· وخلص الباحثون في دراستهم، التي نشرتها مجلة الدورة الدموية (سيركيوليشن) الصادرة عن جمعية القلب الأميركية، إلى أن تناول حفنة أو اثنتين من اللوز النيئ يوميا تحقق انخفاضا ملحوظا في عوامل الخطر لإصابات القلب التاجية، بسبب مكوناتها من البروتين والألياف والأحماض الدهنية·
دراسات 'لوزية'
هل هذا كل شيء؟·· بل هناك المزيد والمزيد·· فقد أضافت ست دراسات عرضت مؤخرا في مؤتمر البيولوجيا في واشنطن مزيدا من الإثباتات التي تشجع على أكل اللوز، حيث أكدت ما أظهرته بحوث سابقة من أن اللوز يخفض مستويات الكولسترول الضار ويساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب وحماية الخلايا من التلف·
ويرى الباحثون أن تناول حفنة من اللوز أو ما يعادل أوقية واحدة يوميا كجزء من الغذاء الصحي، يساعد في تقليل خطر الإصابات القلبية عن طريق تقليل مستويات الكولسترول الكلي وكولسترول البروتين الشحمي الضار القليل الكثافة· وأشاروا إلى أن كل انخفاض في الكولسترول بنسبة 1% يقابله انخفاض في خطر الأمراض القلبية بنسبة 2%، وهذا يعني أنه بإمكان الأشخاص الذين يملكون مستويات أعلى من 200 مليجرام من الكولسترول لكل ديسيلتر من الدم تقليل هذا المستوى إلى 190 مليجراماً لكل ديسيلتر بجعل اللوز جزءا من غذائهم اليومي وبالتالي تقليل خطر إصابتهم بأمراض القلب بنسبة 10%·
وتوصلت إحدى هذه الدراسات التي أجريت في جامعة تورنتو الكندية إلى آثار مشابهة للوز، إذ تبين أن الرجال والنساء الذين تناولوا أوقية واحدة أو حفنة من اللوز يوميا نجحوا في خفض مستويات الكولسترول في دمائهم بنحو 3%، وزادت هذه النسبة إلى الضعف عند تناول حفنتين يوميا·
وانتهت دراسة أخرى قام بها العلماء في جامعة تافتس الأميركية إلى أن العناصر المغذية الموجودة في كل من اللوز وقشوره قد تقدم حماية كبيرة مما لو كانا منفصلين عن بعضهما· وأكدت دراسة أخرى من جامعة كاليفورنيا أن المواد المضادة للأكسدة في قشور اللوز بالإضافة إلى محتواه الطبيعي من فيتامين )( تؤثر بصورة إيجابية في الصحة العامة وخاصة عند تناول الثمار بقشوره·
وتناول اللوز باعتدال لا يسبب زيادة الوزن والسمنة، فقد أظهرت دراسة أجريت في كلية كنج الطبية البريطانية أن جدران الخلايا في ثمار اللوز قد تلعب دورا في امتصاص الجسم للدهون الموجودة فيها، فعند أكل اللوز لا يمتص الجسم جميع الدهون فيه، فلا تدخل في عملية الهضم وتطرح خارجا الأمر الذي يجعل اللوز طعاما صحيا·
والجوز·· أيضا
أما أغرب النتائج التي توصلت إليها الدراسات العلمية فهي تلك التي توصلت إليها دراسة أمريكية عندما انتهت إلى أن تناول الجوز يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني أو ما يعرف بسكري البالغين أو السكري غير المعتمد في علاجه على الحقن اليومي بهرمون الأنسولين· وأجريت الدراسة التي نشرتها صحيفة 'لوجورنال سانتيه' الفرنسية على 83 ألف امرأة، ووجدت أن النساء اللواتي تناولن الجوز مرة واحدة في الأسبوع انخفض لديهن خطر الإصابة بالسكري بنسبة 7 بالمائة وانخفض بنسبة 16 بالمائة عند تناول الجوز من مرة إلى أربع مرات في الأسبوع كما أنه انخفض بنسبة 28 بالمائة عند تناول الجوز أكثر من خمس مرات في الأسبوع· وأوضحت الدراسة أن الجوز يحتوي على أحد الأحماض الدهنية من عائلة 'أوميجا '3 كما أنه يحتوي على فيتامين 'إي' والماغنيسيوم والسلينيوم بالإضافة إلى الألياف·
* ولكن ما سر كل هذه الفوائد والتأثيرات الوقائية والعلاجية والغذائية للمكسرات؟·
يقول الدكتور قاسم العوم: المكسرات تتميز بمحتواها المرتفع من الزيوت المفيدة التي تقاوم تأثيرات العوامل المسببة لشيخوخة الخلايا، وهي بذلك تتميز بتأثيرها الواقي من عشرات الأمراض المزمنة· فقد اكتشف العلماء أن تمثيل بعض المواد الغذائية في الجسم ينتج عنها مواد مدمرة أطلقوا عليها اسم الشوارد الأكسجينية الحرة، وهي عبارة عن ذرات أكسجين أحادية نشطة جدا تؤثر على الخلية على المستوى الذري وتحدث فيها خللا يؤدي إلى ظهور أمراض خطيرة مثل الأورام السرطانية وبعض حالات الخلل المناعي المسبب للأمراض التي تعرف بأمراض المناعة ضد الذاتية، بل إن العلماء اعتبروا هذه الشوارد الحرة في مقدمة أسباب الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب وكل أعراض وأمراض الشيخوخة المبكرة· وتوصل العلماء كذلك إلى بعض العناصر الطبيعية التي تتميز بتأثيرها المقاوم للشوارد الحرة·· أطلقوا عليها مضادات الأكسدة، وفي مقدمتها الزيوت المعروفة باسم (أوميجا 3) الموجودة بكثرة في الأسماك الدهنية مثل اسماك السالمون والماكريل، والموجودة أيضا في بعض أصناف المكسرات التي يكثر استهلاكها خلال الشهر الفضيل· كما اكتشفوا أن بعض الفيتامينات لها تأثير مضاد للأكسدة، وأن الفواكه والخضروات الطبيعية تتميز بمحتواها المرتفع من هذه الفيتامينات وبالتالي فهي من العناصر المهمة للوقاية من كل الأمراض الناتجة عن الشوارد الحرة· والمعروف أن الياميش الذي يكثر تناوله خلال الشهر الفضيل أيضا هو مجموعة من الفواكه المجففة مثل العنب والتين والبرقوق والبلح أو التمر والمشمش·· وكلها تتميز بمحتواها المرتفع من الفيتامينات المضادة للأكسدة·
يضيف الدكتور العوم أنه على الرغم من الفوائد الهائلة للياميش والمكسرات إلا أن الإفراط في تناولها دون حساب محتواها المرتفع من السعرات الحرارية يسبب مشاكل صحية تحجب فوائدها وتمنع الاستفادة منها، فالمعروف أن المكسرات تحتوي على كميات كبيرة من الزيوت النباتية·· والزيوت النباتية من أعلى مصادر الطاقة الحرارية على الإطلاق·· أي أنها تزود الجسم بقدر هائل من السعرات الحرارية التي يتحول الزائد منه إلى دهون تتراكم في الجسم مسببة البدانة التي هي في النهاية سببا لقائمة كبيرة من الأمراض والمتاعب الصحية، والأمر نفسه ينطبق على الياميش الذي يتميز بمحتواه المرتفع من السكريات النباتية عالية السعرات الحرارية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©