السبت 27 يوليو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عدد خاص من مجلة التاريخ العربي يتحــدث عــن إنجــازات فقيــد الأمـة

26 أكتوبر 2005

الرباط - ' وام' أصدرت جمعية المؤرخين المغاربة عدداً خاصاً من مجلة ' التاريخ العربي' فى الذكرى الأولى لرحيل فقيد الوطن والأمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله تضمن البحوث والدراسات والشهادات في الندوة التي عقدتها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالعاصمة المغربية الرباط في نهاية ديسمبر من العام الماضي تحت عنوان/الشيخ زايد في محيطه العربي والإسلامي والدولي'·
وقال الأستاذ عبد الله العوينة من كلية الآداب بجامعة الرباط رئيس الجلسة الافتتاحية الاولى لهذه الندوة في كلمته الافتتاحية إن قليلاً من الشخصيات السياسية الكبرى في العالم من تخصص لهم ندوات علمية موضوعية كالتي نخصصها اليوم للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ·
ففي غالب الحالات تعقد جلسات تكريم وحلقات وشهادات ولكن قليلاً ما يصحبها التحليل العلمي الدقيق وهذا شيء عادي عموما لأن الشخصيات السياسية والقادة العظام شخصيات عمومية أي أنهم محط الأنظار ومرتكز التحليل الصحافي الذي قلما تطبعه الموضوعية بل هو موضوع نقاش واختلاف في الرأي وتفاوت في التقييم· وأضاف لكننا نحن هنا بين حالة إجماع واتفاق ·
وقال الدكتور عبد الكريم كريم رئيس جمعية المؤرخين المغاربة في مداخلته في الجلسة الافتتاحية: لما كانت ثقافتنا العربية الإسلامية مصدراً لتعزيز وحدتنا الثقافية فقد أذن المغفور له الشيخ زايد ' طيب الله ثراه ' لجمعية المؤرخين المغاربة بإصدار مجلة التاريخ العربي' التي تهدف إلى تعميق التواصل بين المثقفين من المحيط إلى الخليج والعناية بالتراث العربي الإسلامي وإبراز دوره في تقدم الحضارات الإنسانية والعمل على تأمين المصدر المشترك للأجيال القادمة يطلعها على تاريخ الأجداد ويقوي دعائم وحدتها لأن من لا يعرف ماضيه لا يعرف حاضره كما جاء في أحد أقواله رحمه الله ·
وركز الدكتور سعيد بن سعيد العلوي عميد كلية الآداب بالرباط على إسهام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أجل القضية الكبرى القضية الفلسطينية والقدس الشريف كما استحضر الحديث القصير الذي جرى بينه وبين المرحوم الشيخ زايد طيب الله ثراه عندما عرج على ذكر العراق وعلى أزمة صدام حسين في ذلك الوقت ·· قائلاً لا أنسى تلك الكلمات حينما قال 'باسم العروبة وباسم الإسلام ينبغي أن نفكر في المروءة وليس من المروءة في شيء أن نجهز على ثور جريح على العكس من ذلك أن نعمل جميعاً كل في موقعه وكل في مركزه على رأب الصدع وعلى دعم الصف العربي وعلى مساعدة هذا البلد الشقيق على النهوض ·
متمماً بالقول' كانت كلمات بليغة وحكيمة تصدر من حكيم وبالفعل حكيم العرب بكل ما في الكلمة من معنى بشهادة الأعمال الكبيرة التي قام بها والتي يعجز الإنسان عن وصفها وعن سردها ليس أقلها شأناً توحيد الإمارات العربية المتحدة وضمها في دولة واحدة قوية ·
لقد كان مثال الشهامة والتضامن العربي ·
وقال الأستاذ عبد الوهاب بن منصور مؤرخ المملكة المغربية - عضو أكاديمية المملكة المغربية في الرباط ' إذا كان المغرب قد فقد في الشيخ زايد زعيماً، عربياً، ورئيساً، عبقرياً، وصديقاً، حميماً، وأخاً، رحيماً، فلأن آثاره فيه طبقت الآفاق واحتلت في تاريخه المعاصر مكانة مرموقة مما تشهد به سنوات الربع الأخير من القرن العشرين ولا تزال تلك الآثار حية وفعاليتها باقية ومستمرة في العديد من المجالات والميادين ·
وقال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة 'إيسيسكو' في مداخلته' لقد تجمعت في الشيخ زايد 'رحمه الله' خصال عربية كريمة وسجايا إسلامية قويمة ومزايا قيادية حكيمة فكان قائداً لبلده ورائداً لشعبه وكان زعيماً عربياً إسلامياً فبنى دولة شامخة وأسس كياناً وطيد الأركان وشيد نهضة باذخة هي اليوم مضرب الأمثال في رفعة الشأن وعلو المنزلة وسمو الرسالة الحضارية التي تنهض بها في خدمة الشعب الإماراتي وفي خدمة الأمة العربية الإسلامية جمعاء وفي خدمة أهداف المنظمة ·
وتناول الدكتور محمد تاج الدين الحسيني نائب رئيس مركز الدراسات وحوار الحضارات بكلية الحقوق بجامعة الرباط في شهادته المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه فقال عندما التقينا بالشيخ زايد' رحمه الله' حدثنا وكأننا أصدقاء تجمعهم روابط قوية أبعد مما يتصور عن البروتوكول والرسميات ·
وقد تركز اللقاء على محورين أساسيين: المحور الأول كان - رحمه الله - يركز على نقطتين أساسيتين: أولهما تهم العراق والثانية تهم ما يجري في فلسطين·
فقد كان يلح كثيراً على أننا جميعاً نعترف أن صدام حسين ارتكب ما ارتكب وأن العراق لا ينبغي أن ينظر إليه كثور جريح بل ينبغي أن ينظر إليه من أجل إعادة بنائه من أجل إمكانية عيش أبنائه في المستقبل أكثر طموحاً وأكثر أمناً·
وبالنسبة للقضية الفلسطينية، كان ' رحمه الله ' في حديثه متمسكاً بالوحدة وكان يركز على مبدأ السوق العربية المشتركة ويعتقد أن الوحدة الحقيقية هي التي تنطلق من محيطها الإقليمي والمحلي لتتوسع في البلاد العربية جميعاً وكان ' رحمه الله يردد يتهمونني بأنني وحدوي وهذه تهمة لا أنفيها ولكنني لا أفرض الوحدة على أحد ·
وقال الدكتور محمد مصطفى القباج مقرر أكاديمية المملكة المغربية فى الرباط إن الذين عرفوا هذا القائد الفذ يدركون تمام الإدراك أن الحالة المتردية التي عليها وطننا العربي هي الهم الذي كان يقض مضجعه والداء الذي كان يشكو منه طيلة حياته· والسؤال الذي كان على لسانه دائماً ماذا حدث لأمتنا فتردت إلى هذا الدرك من التدهور الحضاري الذي لا علاقة له بأمجاد الماضي التليد' وبما لها من الإمكانات والثروات والطاقـــات البشــرية التي كانت تتباهى بها بين الأمم ·
وعن بدايات قيادته لدولة الإمارات العربية المتحدة نهج القيادة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يستحضر الأستاذ حسن الفاسي الفهري أول سفير مغربي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة ويقول كان يجول في مختلف أنحاء البلاد ليقضي لأبناء شعبه حاجاتهم وكان ينصت لكل واحد ويعمل على إرضائهم وكان يعمل بجد وتفان بعيداً عن البروتوكول وكان يطبع نمط حياته اليومي بالبساطة والتواضع في مأكله وملبسه وكل ذلك زاده حباً وتقديراً ·
وبفضل ما تزخر به دولته صارت أبو ظبي قبلة يقصدها كبار الشخصيات الرسمية العالمية وكبار رجال الأعمال والذين ما فتئوا يترددون على هذا البلاد بدون انقطاع كانوا سباقين للتعامل معها للحصول على الامتيازات والاستفادة من استيعابها لمختلف أنواع الخدمات من طرق ومواصلات ·
واختتم الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم المستشار الثقافي بوزارة شؤون الرئاسة بأبوظبي هذه الندوة بكلمة قال فيها 'باسم أبناء الإمارات أتوجه إليكم جميعاً بالشكر الجميل للمملكة المغربية ملكاً وشعباً وجامعات ومثقفين ومشاركين في هذه الحلقة وأشكر جمعية المؤرخين المغاربة وكلية الآداب والعلوم الإنسانية التي استضافت هذه الندوة وكل الأساتذة الذين عززوا هذه الجلسات وقد أحسن منظمو هذه الحلقة بأن جعلوها مشتركة بين دراسات وشهادات ونحن في المشرق نقيم حفلات تأبين لا تكون فيها شهادات بل كلمات عامة وأن تكون في هذه الجلسة شهادات فهو شيء محمود للمغرب وعليه يجب أن نتعلم منكم في المشرق كيف يحتفل بالرجال الأكابر أحسن احتفال ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©