السبت 27 يوليو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النغمات الطائشة

31 أكتوبر 2005
ويلي أنا يا ويل راح القمر عن ليلي يا ليلي ليل السهر يا ليل لا تستغرب فإنها نغمة طائشة قد تنفجر بجانبك فجأة كالقنبلة الموقوتة فالزم الصمت والحذر، وإياك والهرب أو إبداء أي نوع من الخوف والانزعاج بعد أن يقفز قلبك من محله أوبعد ان يرتفع الضغط والسكر عند الآخرين، وما أدراك فقد يأتي يوم ونسمع فيه أن أحدهم قد مات بالسكتة القلبية بعد أن انفجرت بجانبه تلك القنبلة الموقوتة أو قل النغمة الطائشة، قد تكون في مستشفى مكتظ بالمرضى وأنين الموجوعين من حولك تنطق به الوجوه الشاحبة وإذا بك فجأة تجد نفسك على المسرح مع الفرقة الموسيقية والمطربة قد بدأت بالغناء من غير مقدمات (ما اندم عليك دمع الندم غالي) والصوت يعلو شيئاً فشيئاً والطوفان يحيط بالمكان ونكاد نغرق وإذا باحدى السيدات وبكل ما تملك من هدوء أعصاب تخرج هاتفها النقال من حقيبتها الخاصة بعد أن تفتش عنه جيداً لترد على المتصل وتكون أنت قد حضرت الحفلة وخرجت منها دون أن يكون لك الخيار في ذلك، وتكون هي أو هو قد أحدث ضجة لا مثيل لها أفزعت الموجودين وأزعجتهم وهي أو هو لا يبالي بشيء، ذلك لأننا شعوب لا تحسن استخدام التكنولوجيا الحديثة، فنحن ننقب عن مضارها وما تجلبه من سيئات لنا وللآخرين·· وذلك لأننا شعوب أنانية لا تفكر إلا في نفسها، فنحن نسمع ما نحب في البيت وفي السيارة وفي كل مكان، لا نحترم الآخرين فنقتحم دائما هدوءهم الخاص بمدرعاتنا الصاخبة، ونشوه المكان بدخان ضجيجنا المتعالي ورغم ذلك نعتقد بأنها حرية شخصية!! أي حرية تلك التي تفزع بها من حولك؟ وأي حرية تلك التي تشتت بها انتباه زملائك في العمل؟ وأي حرية تلك التي تربك بها المصلين في صلاتهم؟ وأي حرية تلك التي تسقط بها من عيون الآخرين عندما يسمعون جلجلة الأغاني الهابطة من قلب هاتفك النقال؟!
مريم راشد
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©