الأحد 16 يونيو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء في الشأن التركي لـ "الاتحاد": انتخابات إسطنبول "بداية النهاية" لحكم أردوغان

خبراء في الشأن التركي لـ "الاتحاد": انتخابات إسطنبول "بداية النهاية" لحكم أردوغان
25 يونيو 2019 01:36

أحمد عاطف (القاهرة)

اعتبر خبراء في الشأن التركي ومعارضون أتراك لسياسات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن النتيجة الأخيرة في انتخابات بلدية اسطنبول، والتي أسفرت عن فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو أمام مرشح العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم في انتخابات الإعادة، يمثل بداية النهاية لحكم أردوغان في تركيا، وأكدوا في تصريحات لـ«الاتحاد» أنه لأول مرة يمنى بالهزيمة لمرتين على التوالي وبنتائج كبرى، الأمر الذي يحول أوغلو إلى مرشح رئاسي وليس مجرد سياسي بارز داخل الأوساط التركية.
وقال تورغوت أوغلو، والمعارض التركي البارز بجريدة الزمان التركية، إن نتائج انتخابات بلدية اسطنبول، والتي أفرزت عن فوز إمام أوغلو مرشح المعارضة التركية، على حساب مرشح حزب العدالة والتنمية التركي يمثل ضربة في قلب أردوغان، خاصة أنه حوله إلى المرشح المنافس له في انتخابات الرئاسة المقبلة، مشيرا إلى أن فوز أوغلو مع معارضة سياسيين كبار أمثال داود أوغلو وعبدالله جول يدفعهم إلى تأسيس حزب جديد منافس بشدة على الحكم في تركيا.
وأضاف أوغلو في اتصال هاتفي من لندن أن نتائج الانتخابات صادمة لرجب طيب أردوغان، وتمثل بداية النهاية لأردوغان ولحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ أكثر من 15 عاما، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التغييرات داخل تركيا على المستوى السياسي.
ومن جانبه، قال كرم سعيد، الخبير المتخصص في الشأن التركي بالمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن الانتخابات في ولاية اسطنبول كاشفة للوضع السياسي في تركيا ومدى انهيار شعبية الرئيس التركي وحزبه العدالة والتنمية، خاصة مع كل محاولاته لخلق عدو خارجي تارة مع مصر وتارة مع دول أوروبية لتوحيد الجبهة الداخلية خلفه إلا أن الشعب التركي واع واستطاع كشف ألاعيب أردوغان.
وأضاف سعيد أنه في الفترة الماضية أقدم أردوغان على العديد من الأخطار التي تسببت في زيادة الأعباء المالية وهو الأمر الذي أثر بشكل كبير على مدى رضا الشعب التركي عن أداء حزب العدالة والتنمية، بالإضافة إلى أن أردوغان تعامل باستعلاء مع الانتخابات، مستغلا إحكام سيطرته على الأجهزة الأمنية، وأمل في تزوير الانتخابات إلا أن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه وسط قارة لا تقبل أي تزوير في الانتخابات.
وتأتي تلك الضربة القوية لأردوغان وحزبه، في وقت يرتبط فيه بعلاقات متوترة مع الولايات المتحدة ودول أخرى حيث يتوجه إلى اجتماع قمة مجموعة العشرين هذا الأسبوع، ويخطط لإجراء محادثات على هامش القمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمعالجة الخلافات المختلف، لا سيما أن النتيجة تنتزع السيطرة من أردوغان على أكبر مدينة في تركيا وتنهى هيمنة حزبه التي دامت 25 عامًا هناك. في السياق ذاته، كشف محمد عبدالقادر، رئيس تحرير مجلة أخبار تركية والباحث في الشأن التركي، أن أردوغان سيمنى بمزيد من الهزائم خلال الفترة المقبلة، ولا يتوقع استمراره في حكم تركيا لفترة أطول، خاصة مع كشف الشعب التركي لما يقوم به من جرائم تتعلق بالحريات وسجن المعارضين، بالإضافة إلى الهجوم على الشعوب والدول الصديقة للشعب التركي وأهمها مصر والنظام المصري، من أجل أنصاره جماعة الإخوان الإرهابية.
وأضاف أنه يجب على المعارضة التركية أن تتوحد بشكل أكبر أمام أردوغان وتستغل الهزيمة الكبيرة التي تلقاها في أهم المدن التركية إسطنبول، وتبدأ في الإعداد للانتخابات المقبلة الرئاسية والبرلمانية، لخطف الحكم بعد كل هذه السنوات من الفساد من حكم أردوغان وحزبه العدالة والتنمية. واعترف مرشح أردوغان، بن علي يلدريم، بالهزيمة على شاشة التلفزيون الوطني بعد ساعتين من إغلاق صناديق الاقتراع، وأقر أردوغان بالنتيجة بعد ساعة، وفاز المرشح المعارض إمام أوغلو بنتيجة 54% مقابل 45% لبن علي يلدريم، ويأتي ذلك على الرغم من فوز أوغلو في الانتخابات قي مارس الماضي وتأكيد اللجنة العليا حسمه النتيجة، إلا أن القضاء التركي قبل طعن أردوغان على النتيجة ليتم إعادة التصويت مجددا. وتمثل إسطنبول المقر المالي لتركيا وهى المدينة الأهم لأردوغان حيث مسقط رأسه وبداية صعوده السياسي، والذي قال عنها بنفسه إن من يحكم اسطنبول يحكم تركيا.

أردوغان يبدأ محاكمات بشأن احتجاجات إسطنبول
بدأت، أمس، محاكمة تاريخية في إسطنبول ضد 16 متهما «بتنظيم وتمويل» الاحتجاجات السلمية في عام 2013 ومحاولة «الإطاحة بالحكومة»، وذلك بعد ساعات فقط من الهزيمة المذلة التي مني بها الحزب الحاكم في إسطنبول. واندلعت قبل 6 سنوات مظاهرات ضد خطط الحكومة لإعادة تطوير المنطقة المحيطة بميدان تقسيم- بما في ذلك تدمير واحدة من آخر المساحات الخضراء في منطقة جيزي بارك - وسط اسطنبول.
وتجرى المحاكمة في قاعة محكمة بسجن سيليفري شديد الحراسة، حيث يُحتجز اثنان من المتهمين وهما عثمان كافالا ويجيت أكساك أوغلو.
وأمضى كافالا، الخيّر ورجل الأعمال والمدافع عن الحقوق، حتى الآن 600 يوم رهن الاحتجاز. وهو متهم بـ«تنظيم وتمويل» المظاهرات.
وقال كافالا أمام هيئة المحكمة: «أطالب بالإفراج عني وبتبرئة ساحتي»، مضيفاً: «لا يوجد دليل على أنني خططت أو قمت بأي ترتيبات لانقلاب».
يشار إلى أنه في 29 مايو 2013، فرقت الشرطة بعنف اعتصاماً سلمياً. حيث لم تسبب الحملة القمعية سوى في انتشار الاحتجاجات المناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد.
ولا يزال 14 متهما آخرين مطلقي السراح. وفر بعضهم إلى خارج البلاد، مثل جان دوندار، رئيس التحرير السابق لصحيفة «جمهوريت» اليومية العلمانية المنتقدة للحكومة، الذي هرب إلى ألمانيا في عام 2016.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©